
وطهران تتوعد..
أمريكا ترحب بخطوة "الترويكا الأوروبية" تفعيل آلية الزناد لفرض العقوبات على إيران

أمد/ عواصم: أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة ترحب بخطوة دول "الترويكا الأوروبية" تفعيل آلية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران "سناب باك ـ آلية الزناد" بسبب برنامجها النووي.
وقال روبيو في بيان رسمي، إن "الحلفاء الأوروبيين قدّموا أساسا واضحا يثبت استمرار إيران في انتهاك التزاماتها النووية بشكل جوهري، ما يبرر إطلاق آلية إعادة العقوبات".
وأشار إلى أن الدول الأوروبية "كان يمكنها تفعيل الآلية منذ عام 2019، لكنها فضّلت في البداية انتهاج مسار دبلوماسي عبر اتصالات مكثفة ومنح طهران فرصة للتراجع عن سياسة التصعيد النووي".
وأضاف روبيو أن "الولايات المتحدة تثمن قيادة حلفائها الأوروبيين في هذه الخطوة"، مؤكدا أن "واشنطن ستعمل خلال الأسابيع المقبلة معهم ومع بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي على استكمال عملية إعادة فرض العقوبات والقيود على إيران، تنفيذا لتوجيهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المذكرة الرئاسية للأمن القومي رقم 2".
وفي الوقت نفسه، شدد وزير الخارجية الأمريكي على أن بلاده "لا تزال منفتحة على الانخراط المباشر مع إيران سعيا إلى تسوية سلمية ودائمة للملف النووي"، مضيفا: "آلية سناب باك لا تتعارض مع استعدادنا الجاد للدبلوماسية، بل تعززها".
وخاطب روبيو القيادة الإيرانية بالقول: "أحثّ المسؤولين في طهران على اتخاذ خطوات فورية تضمن ألا تمتلك بلادهم سلاحا نوويا أبدا، وأن يسلكوا طريق السلام بما يفتح المجال أمام ازدهار الشعب الإيراني".
قرار الترويكا الأوروبية
فعّلت دول الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) آلية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة (آلية سناب باك) على إيران يوم الخميس، بسبب ما اعتبرته "عدم الامتثال للاتفاق النووي"، فيما قالت طهران إنها "سترد على هذا الإجراء غير القانوني".
وجاء في بيان مشترك لدول الترويكا، أن إيران "قيّدت قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الرصد والتحقق من التزامها بتنفيذ الاتفاق النووي"، مضيفة أنها "بذلت كل الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوتر وجمع إيران مع الولايات المتحدة على طاولة المفاوضات".
ووصفت الدول الثلاث البرنامج النووي الإيراني بأنه "لا يزال يشكل تهديداً واضحاً للسلم والأمن الدوليين"، كما اعتبرت أنه "لا يوجد أي مبرر مدني للمخزون الإيراني من اليورانيوم عالي التخصيب".
وأوضحت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أنها ستسعى لاستغلال الأيام الـ30 المقبلة لحل القضايا العالقة مع إيران، إذ تستغرق عملية إعادة فرض العقوبات من الأمم المتحدة 30 يوماً قبل دخولها حيز التنفيذ، وتشمل قطاعات المؤسسات المالية، والبنوك، والنفط، والغاز، والدفاع.
طهران تتوعد
وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية الإيرانية أن طهران ستتخلى عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران.
ونقلت وكالة "إسنا" عن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي قوله: "إذا قامت أوروبا بهذه الخطوة فإن المسار الحالي للتعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتوقف، لأن التعامل اللاحق مع الوكالة لن يكون له أي معنى".
وأضاف غريب آبادي أن "الدول الأوروبية ستكون مضطرة أيضا للتخلي عن التفاوض مع إيران وستواصل المناقشات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي".
وأشار إلى أنه لا يوجد أي أساس قانوني لدى الدول الأوروبية لتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات، مؤكدا استعداد إيران لمواصلة الحوار مع "الترويكا الأوروبية"، لكن على أوروبا أن تختار بين المواجهة أو التعاون مع طهران.