صحة ترامب العقلية محط الشكوك.. أخطاء متزايدة وتبريرات واهية
أمد/ لندن: سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها الضوء على الحالة الذهنية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تزايد أخطائه في أكثر من لقاء وخطاب.
وبحسب الصحيفة، فإن البيت الأبيض لطالما تجاهل التساؤلات حول قدرات ترامب العقلية. وصرّح متحدث باسمه للغارديان في وقت سابق من هذا العام بأن "حدة ذهنه (ترامب) لا تُضاهى"، بينما ادّعى روني جاكسون، عضو الكونغرس الجمهوري الذي سبق له العمل كطبيب لترامب، أنه "أكثر الرؤساء صحةً في تاريخ هذه الأمة".
ومع ذلك، من غير المرجح أن تتوقف التكهنات حول صحة ترامب، حيث أفادت صحيفة "ديلي بيست" بأن الديمقراطيين يخططون لجعل قدراته العقلية ولياقته البدنية قضية محورية قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل.
ورصدت الصحيفة أكثر من هفوة ذهنية للرئيس ترامب خلال ولايته الثانية، مشيرة إلى أن الرئيس البالغ من العمر 79 عاماً، أظهر سلوكاً متقلباً ومرتبكاً في بعض الأحيان طوال عام 2025، مما أثار تساؤلات حول قدراته العقلية والبدنية.
وفي أحد الاجتماعات بدا ترامب وكأنه يغفو؛ وفي اجتماعات أخرى، انحرف عن الموضوع، منخرطاً في أحاديث جانبية غريبة عن الديكور الداخلي أو عن الحيتان والطيور. وافتقرت إطلالاته العامة إلى التركيز، واستغل خطاباته للحديث بشكل مطول عن كيفية نزول باراك أوباما على الدرج، أو لاختلاق قصص عن "يونابومبر".
تبرير مستمر
وبحسب الصحيفة، فقد أجبر هذا السلوك غير المتوقع البيت الأبيض على الدفاع مراراً وتكراراً عن قدرات ترامب العقلية، مستخدماً في كثير من الأحيان عبارات مبالغ فيها. وتباهى ترامب نفسه بأنه "أتقن" اختباراً للكشف عن العلامات المبكرة للخرف، لكن خلال فترة رئاسته التي امتدت 11 شهراً، تراكمت أمثلة على سلوكيات غير مألوفة للرئيس.
ومن بين تلك السلوكيات حادثة وقعت في منتصف يوليو (تموز) الماضي، عندما روى ترامب قصة مفصلة عن كيف كان عمه، الأستاذ الراحل جون ترامب، يُدرّس "تيد كاتشينسكي"، المعروف باسم "يونابومبر"، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).
ولاحقاً تبين أن هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً، أولًا، لأن جون ترامب توفي عام 1985، ولم يُكشف عن هوية كاتشينسكي علناً باعتباره "يونابومبر" إلا عام 1996. ثانياً، لم يدرس كاتشينسكي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، انتقل ترامب فجأة من مناقشة الهجرة إلى الهجوم على "طواحين الهواء" مدعياً دون دليل أنها تُجنّن الحيتان وأن طاقة الرياح "تقتل الطيور".
حادثة أخرى أثارت تساؤلات حول حالة ترامب العقلية وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) وكان يتحدث عن خضوعه لفحص بالرنين المغناطيسي، لكنه لم يستطع تذكر أي جزء من جسده خضع للفحص. وفي ذلك الشهر، بدا أنه غلبه النعاس أثناء اجتماع في المكتب البيضاوي، وتكرر الأمر نفسه خلال اجتماع لمجلس الوزراء في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ثم مرة أخرى بعد أسبوعين في مؤتمر صحفي للإعلان عن إصلاحات متعلقة بالقنب.
وفي وقت سابق من هذا العام، خلط ترامب بين ألبانيا وأرمينيا عند مناقشة اتفاقية سلام تشمل الأخيرة مع جارتها أذربيجان.
وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض، تحدث عن التوحد، متسائلاً عن "بعض سمات العبقرية التي يمكن أن تُمنح للطفل". وعند إعلانه عن منح 13 منحة بحثية لدراسة التوحد، أضاف ترامب: "لن يحدث شيء سيء، بل سيحدث الخير فقط".
