الأمم المتحدة تدعو لتحقيق مستقلّ وسريع في مجازر الفاشر بالسودان

تابعنا على:   18:02 2025-10-31

أمد/ نيويورك: دعا الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، سيف ماغانغو، إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف وسريع في المجازر المرتكبة في مدينة الفاشر، ومحيطها بالسودان.

جاء ذلك خلال مشاركته عبر الإنترنت، يوم الجمعة، في المؤتمر الصحافي الأسبوعي لمكتب الأمم المتحدة في جنيف.

وأشار ماغانغو إلى ظهور المزيد من التفاصيل بشأن الفظائع التي ارتُكبت أثناء وبعد سيطرة قوات "الدعم السريع" على الفاشر.

ولفت إلى أنهم تلقوا تقارير عن حوادث مروعة مثل القتل الجماعي والاغتصاب والاعتداء على العاملين في المجال الإنساني، والنهب، والاختطاف، والتهجير القسري، منذ أن شنت قوات الدعم السريع هجوما كبيرا على المدينة في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

وأضاف: "تلقينا مقاطع فيديو وصورا أخرى صادمة، تُظهر انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان".

وأفاد بأنهم تلقوا تقارير مقلقة عن هجمات على المستشفى السعودي، ومراكز صحية أخرى في الفاشر.

وأضاف "قد تشكِّل هذه التقارير الأخيرة عن انتهاكات جسيمة في الفاشر والمناطق المحيطة بها، وكذلك في (بلدة) بارا، جرائم عديدة بموجب القانون الدولي".

وتابع: "يجب إجراء تحقيقات مستقلة وسريعة وشفافة وشاملة في جميع هذه الانتهاكات للقانون الدولي، ومحاسبة المسؤولين عنها. ويجب منح الضحايا وعائلاتهم حقهم في معرفة الحقيقة والعدالة والتعويض".

وردا على سؤال في ما إذا كانت الأمم المتحدة ومكتب حقوق الإنسان يخططان لبدء تحقيق في الانتهاكات الأخيرة، أجاب ماغانغو بأنه ينبغي على السلطات السودانية أن تكون أول من يجري تحقيقا.

وأضاف ماغانغو: "تلقينا معلومات تفيد بأن قوات الدعم السريع وعدت بإجراء تحقيق".

وقال: "نود التأكيد على أن التحقيق في هذه الفظائع يجب أن يكون مستقلا وشفافا وسريعا حتى تُحقَّق العدالة على أكمل وجه ممكن، إلا أن مسؤولية بدء التحقيق تقع في البداية على عاتق المسؤولين في السودان".

وفي نيسان/ أبريل 2023، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، ومقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 13 مليون شخص.

واستولت "قوات الدعم السريع"، فيتشرين الأول / أكتوبر 2025، على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، بحسب مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.

والأربعاء، أقر قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" من قواته بالفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.

وحاليا، باتت "الدعم السريع" تحتل كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق والولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.

ويشكل إقليم دارفور، نحو خمس مساحة السودان، غير أن معظم السودانيين الذين يبلغ عددهم 50 مليونا، يسكنون بمناطق سيطرة الجيش.

اخر الأخبار