جناحي موالاة الفرس والإخوان...

منصات رقمية تحوّلت إلى ساحات حرب: الانقسام يلتهم حماس

تابعنا على:   15:23 2025-10-31

أمد/ غزة: لم تعد قنابل الاحتلال الإسرائيلي وحدها هي التي تهز غزة، فقد انفجرت اليوم قنابل الانقسام الداخلي في قلب حركة حماس، مهددا بتحويلها من كتلة موحدة إلى أشتات متصارعة. شاشات "إكس" تحولت إلى ساحات معركة، وبيانات الحركة الرسمية فقدت هيبتها، ودماء الشهداء صارت ورقة تُستغل في صراع الزعامات. في ظل هذه الفوضى، يطرح المراقبون سؤالاً محوريًا: هل نشهد أفول نجم الحركة؟

التمزق الرقمي: حرب التغريدات تكشف المستور

ما بدأ كهمسات خافتة في الكواليس انفجر فجأة على المنصات الرقمية، حيث تحولت حسابات الدعم للجناحين إلى قنابل موقوتة تتفجر غضبًا وحقدًا. فقد هاجم الناشط الحمساوي صادق عز الدين خالد مشعل باتهامات مباشرة بالقول: "يتاجر بدماء أطفال اليمن"، فيما رد حساب "العصفورة" الموالي للجناح الداخلي بشن هجوم عنيف على ما يسميه "عصابة الضرار في الدوحة".

ولم تتردد نسرين رزاينة في فضح ما تصفه بـ"انشغال القادة الخارجيين بالكفالات والمصالح الشخصية"، بينما هدد الحساب الغامض "تجارة الكون" بكشف ما يسمى "انقلاب السنوار" ضد مشعل. 

وفي تعليق صادم، يقول طارق التميمي: "حماس تتحول إلى فصيلين متصارعين: جناح سني يحاول الحفاظ على هويته وآخر يتجه نحو التبعية لطهران.. والسؤال المحوري: أين مصلحة غزة وشعبها من كل هذه الصراعات؟"

البيان الفاشل: عندما يفقد القائد سيطرته

جاء البيان الرسمي للحركة، الذي كان من المفترض أن يهدئ الأوضاع، كالصاعقة على الجميع، إذ زاد من حدة التوتر بدلاً من تخفيفه. حاول البيان إنكار الواقع ووصف الحسابات المنتقدة بأنها "مشبوهة وتعمل لصالح الاحتلال"، في محاولة يائسة لتجميل الصورة.

لكن الرد جاء أقوى من كل التوقعات، حيث هاجم خالد منصور البيان قائلاً: "لقد حولتم منصة الحركة إلى أداة تشبيح.. تتاجرون بدماء الشهداء وتستخدمونها ورقة في صراعاتكم الشخصية."

الصراع الوجودي: من يملك شرعية التمثيل؟

الصراع في حركة حماس اليوم تجاوز الخلافات التقليدية ليصبح معركة وجودية بين مشروعين متناقضين: مشروع الخارج بقيادة خالد مشعل، ومشروع الداخل بقيادة خليل الحية. وفي هذا السياق، يطرح طارق التميمي سؤالًا وجوديًا: "ماذا جنت غزة من هذا التحول الطائفي؟ أين النصر الذي وعدونا به؟ وأين الكرامة التي رفعوها شعارًا؟"

فضائح أخلاقية تهز أركان الحركة

الانهيار الداخلي لا يقتصر على الخلافات السياسية فحسب، بل امتد ليشمل فضائح أخلاقية تهز الضمير. كشف خالد منصور عن اتهام فتاة بريئة بالعمالة ثم التراجع عن ذلك بعد اكتشاف أن شقيقها قيادي في الحركة، ما يطرح سؤالاً محرجًا: أين المبادئ الإسلامية التي ترفعها الحركة شعارًا؟ وأين الضمير الثوري الذي يفترض أن يتحلى به من يدعي القيادة والزعامة؟

النهاية المحتملة: العودة إلى الجذور أم الانهيار الكامل؟

ها هي حركة حماس تدفع ثمن تناقضاتها الداخلية؛ بين مشروع خارجي يفقد صلته بالأرض وواقع المعاناة، ومشروع داخلي يرتهن لإيران ويضحي بالهوية في سبيل البقاء، تضيع قضية غزة وتتبخر دماء الشهداء. 

المعركة لم تعد ضد الاحتلال فقط، بل أصبحت صراع هوية ووجود. فإما أن تعود الحركة إلى جذورها وتوحد صفوفها، أو تتحول إلى صفحة أخرى في سجل الحركات التي انهارت من الداخل قبل أن يهزمها العدو من الخارج.

ما يجري اليوم يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الخلافات في حماس وصلت إلى نقطة اللاعودة، والانقسام أصبح حقيقة ماثلة للعيان لا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها.

كلمات دلالية

اخر الأخبار