القدس تستعيد نبضها استعداداً لأعياد الميلاد.. عودة بطيئة بعد عامين ثقيلين من الحرب

تابعنا على:   16:36 2025-11-26

أمد/ القدس – حياة حمدان: مع اقتراب أعياد الميلاد المجيدة، تعود مدينة القدس تدريجياً إلى مشهد التحضير والطقوس التي غابت عنها لعامين متتاليين بفعل الحرب وتداعياتها. ورغم أن جراح المرحلة الماضية ما تزال حاضرة، فإن المدينة تبدي إصراراً واضحاً على استعادة روحها الاحتفالية واستقبال الزوّار والحجاج، ولو بخطوات متأنية.

على أبواب العيد، بدأت حراسة الأراضي المقدسة تجهيز شجرة الميلاد وإطلاق الاستعدادات التقليدية، في محاولة لبعث الحياة في المدينة التي أثقلتها سنوات من الإغلاق والركود. الأب إبراهيم فلتس، ممثل الحراسة لدى دولة فلسطين، يلخّص المشهد قائلاً إن العامين الماضيين كانا:" من أصعب ما مرّ على الشعب الفلسطيني"، ويضيف: “عشنا ظروفاً قاسية دون احتفالات، تضامناً مع الشهداء والجرحى، ومع الواقع المأساوي الذي عاشه أهل غزة والضفة والقدس. سنتان بلا سياحة، بلا عمل، محال مغلقة ومدينة شبه ميتة، الجميع تألم".

ويؤكد الأب فلتس أن الاستعدادات الجارية تحمل رسالة واضحة للعالم: "نحن نحتفل وندعو الجميع لزيارتنا. تعالوا بأمان، لا تخافوا. ننتظر السياح والحجاج ليعيدوا الحياة لهذه المدينة، فبدون السياحة تتأثر القدس كثيراً".

وكان الأب فلتس برفقة حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو بيلو قد سلّما الرئيس محمود عباس بالأمس، دعوة لحضور قداس عيد الميلاد وفق التقويم الغربي في كنيسة المهد ببيت لحم، في إشارة إلى استمرار الطقوس الرسمية رغم الصعوبات.

أسواق شبه خالية… ومطاعم تعمل بنصف روحها

لكن على الأرض، لا تزال الحركة الاقتصادية تعكس حجم الركود الذي خلفته الحرب. في حي المصرارة، حيث كان ضجيج العمّال والمصلّين ومرتادي الأسواق يملأ المكان فجراً، تبدو الصورة اليوم مختلفة تماماً.

فخري عكرماوي، العامل في مطعم حمص عكرماوي الشهير في القدس، يستعيد تفاصيل ما قبل الحرب: "كنت أصل الثالثة والنصف فجراً لأجهز كمية كبيرة من الحمص، فبعد صلاة الفجر يزداد الإقبال من العمال والمصلين وتكون الحارة مليئة بالحياة. كنا نقول إن المصرارة لا تنام”.

ويضيف بحسرة واضحة: "اليوم أغلب الوقت الشارع فارغ. لا سياح، والناس من الضفة توقفوا عن القدوم بسبب الأوضاع. قبل عامين كانت هذه الفترة تعجّ بزوار من كل مكان. نتمنى أن يمر عيد الميلاد بخير وأن نرى أهل البلد من كل أنحاء الوطن، وأن يكون الوضع هادئاً ويرتزق الجميع".

البلدة القديمة… موسم عيد بلا حركة كما المعتاد

المشهد ذاته يتكرر داخل أسواق البلدة القديمة، تحديدا في حارة النصارى، أصحاب المحال ينتظرون خلف بضائعهم حركة شراء ما تزال غائبة، بينما تحاول الزينة الخجولة أن تكسر ثقل الركود.

عماد الصيداوي، صاحب محل تجاري في السوق، يصف الوضع بكلمات مختصرة لكنها تعكس الواقع بوضوح: "السوق ميت… الشارع فاضٍ. نحن الجالسين أمام محالنا أكثر من الزبائن. قبل عامين كنت تشعر بأجواء عيد حقيقية وحركة تجارية، أما الآن فالوضع هو الأسوأ".

ورغم ذلك، يحتفظ الصيداوي بقدر من التفاؤل قائلاً: "نتمنى أن يكون العام القادم أفضل، وسنة سلام إن شاء الله".

ووجه تجار البلدة القديمة بالقدس دعوة إلى أهالي القدس والأراضي المحتلة عام 48 بالقدوم لزيارة القدس واحيائها ودعم أهلها بوجودهم وتعزيز صمودهم.

اخر الأخبار