أمد/ واشنطن: سجّل التعاطف الشعبي مع إسرائيل في الولايات المتحدة أدنى مستوياته على الإطلاق، وفقًا لاستطلاع وطني جديد أجرته مؤسسة BIG DATA POLL ونُشر في 23 نوفمبر 2025. وأظهر الاستطلاع أن أقل من ثلاثة من كل عشرة ناخبين مسجلين (29.1%) يعبّرون عن تعاطفهم مع إسرائيل، مقابل 21.4% يتعاطفون مع الفلسطينيين، بينما فضّل نحو 30% عدم الانحياز لأي من الطرفين.

ويعكس هذا التراجع، بحسب المؤسسة، تزايد الإرهاق الشعبي من الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني وتغيّر اتجاهات الرأي العام، خاصة بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي كان قد رفع التعاطف مع إسرائيل آنذاك إلى 54%.

في التفاصيل الحزبية، أبرز الاستطلاع تغيّرًا لافتًا داخل القاعدة الجمهورية، إذ لم تعد الأغلبية داخل الحزب تؤيد إسرائيل كما كان الحال في العقود السابقة. وارتفعت نسبة الجمهوريين الذين لا يتعاطفون مع أي من الطرفين إلى 25.4%. كما لم تظهر أي فئة عمرية ديمقراطية أغلبية مؤيدة لإسرائيل، بينما ظلّ الاستثناء الوحيد هو الناخب الجمهوري فوق سن الخمسين، وخصوصًا من هم فوق 65 عامًا.

وقال مدير BIG DATA POLL، ريتش باريس، إن التحولات داخل الحزب الجمهوري مرتبطة بصعود تيار “أميركا أولاً” وانتشار أنماط جديدة لاستهلاك الأخبار لدى الناخبين الشباب، مضيفًا: “الناخبون الأصغر سنًا لا يدعمون ما شاهدوه في غزة”.

كما أظهر الاستطلاع أن 38.4% من الناخبين يعتقدون أن ما تقوم به إسرائيل في غزة يرقى إلى “الإبادة الجماعية”، مقابل 29% يرون العكس، فيما أعرب 32.6% عن عدم اليقين. وبرزت أعلى مستويات الموافقة على وصف “الإبادة الجماعية” بين الجمهوريين الشباب، وخصوصًا الذين يعرّفون أنفسهم كجمهوريين من تيار “أميركا أولاً”.

وفي ما يتعلق بتقييم أداء إدارة ترامب، قال 50.6% من المستطلعين إن الإدارة تركز بشكل مفرط على السياسة الخارجية على حساب القضايا الداخلية، وهي نسبة شبه مستقرة مقارنة بشهر أكتوبر. بينما رأى نحو 29% أن الإدارة تحافظ على توازن مناسب بين الجانبين.

أُجري الاستطلاع على عينة مكوّنة من 2005 ناخبين مسجلين خلال الفترة بين 20 و21 نوفمبر 2025، باستخدام مقابلات عبر الإنترنت والهاتف والرسائل النصية. وتم وزن النتائج وفق العمر والجنس والعرق والتعليم والجغرافيا، مع هامش خطأ بلغ ±2.1%.