مجدلاني: إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة على أساس الشراكة والمسؤولية السبيل للانتصار

تابعنا على:   14:48 2021-07-15

أمد/ رام الله: أطلقت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، فعاليات إحياء الذكرى الـ54 لانطلاقتها، التي تصادف، يوم الخميس، بزيارة أضرحة شهداء الثورة والجبهة في مدينتي رام الله والبيرة، ضمن تقليد سنوي رسخته وفاء لتضحياتهم والتزاما بالنهج والهدف الوطني الذي ارتقوا من أجله.  

وتقدم الأمين العام للجبهة د. أحمد مجدلاني، وفدًا كبيرًا ضم نائب الأمين العام عوني ايو غوش، وأعضاء من المكتب السياسي، واللجنة المركزية، وممثلو الأطر والاتحادات، وأذرعها النقابية والعمالية والنسوية والطلابية ولفيف من كوادر وأنصار الجبهة.

واستهلت الجولة بزيارة ضريح الشهيد الخالد الرئيس باسر عرفات في المقاطعة، والصرح التذكاري شهداء الثورة الفلسطينية. وضريج الأمين العام السابق القائد المؤسس الدكتور سمير غوشة، كما شملت اضرحت القادة عضو المكتب السياسي د. خالد القاسم، وابراهيم الفتياني، والنقابي محمد العاصي، ويوسف وراد، واخرون من الرعيل الأول والمؤسس ممن اثرو مسيرة الجبهة والنضال الوطني.

ووضع الوفد أكاليل من الزهور على اضرحة الشهداء وقرأوا الفاتحة على أرواحهم مستدركين في كلماتهم تضحيات رفاقهم القادة ومعاهدين ارواحهم بهذه المناسبة المضي قدما على الطريق التي عبدها بدمائهم ومن اجل تحقيق الاهداف التي قضوا من اجلها وفي سبيل الارتقاء بالحالة الوطنية وبالجبهة ونضال التحرري والاجتماعي.

وأتت الجولة، ضمن سلسلة فعاليات إحياء الذكرى الـ 54 لانطلاقتها المجيدة، حيث قررت الجبهة بأن يتم احياء الذكرى الوطنية ميدانياً في ساحات المواجهة والاشتباك الشعبي مع الاحتلال، ولإسناد الاسرى الى جانب فعاليات قطاعية بضمنها دعم وتعزيز قضايا المرأة ودورها، بدأت في الداخل والخارج عشية الذكرى وينتظر ان تتواصل خلال الأيام المقبلة.

 وتكتسب الاحتفالات بالذكرى الرابعة والخمسين أهمية مضاعفة هذا العام، كونها تأتي غداة الانعقاد الناجح لمؤتمرها الوطني العام الثاني عشر، والذي انتخب قيادة جديدة شملت توسعة وتجديدا غير مسبوق في الأطر العليا لتعزيز مشاركة المرأة والشباب وضخ دماء جديدة، ترافقت مع ادخال تعديلات جوهرية لمواجهة التحديات وتواكب تحول الجبهة الى حزب اشتراكي ديمقراطي فلسطيني. وفي ظل تحديدات سياسة واجتماعية جسيمة تعيشها القضية والأراضي الفلسطينية.

 واغتنم الأمين العام المناسبة المجيدة لاستذكار الدور والتاريخ المشرف للجبهة في مختلف محطات النضال منذ انطلاقتها من القدس غداة العدوان واحتلال باقي الاراضي الفلسطينية عام1967، ولمراجعة مخرجات المؤتمر العام الاخير للارتقاء بالأداء وتعظيم الانجازات في إطار البرنامج بشقيّه التحرري والاجتماعي ومواصلة النضال في معركة الاستقلال والبناء التظيمي الداخلي والوطني.

وقال مجدلاني في كلمتين القاهما أمام ضريحي الرئيس الخالد ياسر عرفات، و القائد المؤسس فارس القدس، ان الجبهة ظلت على عهد الوفاء للشهداء، والأسرى، والجرحى، والالتزام بالنهج الذي نضالوا من أجله تطلق فعاليات انطلاقتها من بين أيدي الشهداء في رسالة واضحة المعاني، وتحت ظلال اراوحهم مستذكرة مسيرة 54 عاما من العطاء والفداء دفاعا عن حقوق شعبنا وثورته وعن  القرار الوطني المستقل  باعتبارها فصيل اساسي مؤثر وفاعل في منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده وحامية مشروعه الوطني وقائدة نضاله.

وتابع: "جاءت انطلاقة جبهتناالعريقة ردا على الهزيمة، وتأكيدا على النضال باعتباره  السبيل الوحيد لدحر الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال، والتي دفعت الجبهة والثورة في دروبها الوعره جسام التضحيات من خيرة ابنائها وبناتها، منذ عهد القادة المؤسسين وحتى اليوم".

وأضاف: "مارست الجبهة كافة اشكال النضال وتقدمت الصفوف في كافة المحطات والمراحل بالنضال الشعبي وقت انطلاقتها والنضال  حيث كانت اولى عملياتها العسكرية يوم 24 – 12 – 67 واستمرت مسيرة النضال والتضحية وايضا في انضمامها الى منظمة التحرير ونضال من اجل ان تكرسها ممثلا شرعيا وحيدا ودافعت عن قراراها الوطني المستقل، ورفضت بل وواجهت كل مؤامرات ومحاولات خلق البدائل والاجسام الموازية عبر هذه المسيرة الكفاحية الطويلة ظلت الجبهة تعتبر ان التناقض الرئيس هو مع الاحتلال الاسرائيلي  والقوى الامبريالية والرجعية التي تشكل الحاضنة والداعمه له ولم تغلب يوما التناقضات الثانوية الداخلية او مصالحها على حساب التناقض الرئيسي، وكانت الجبهة بمواقفها تحتكم الى خيارات شعبنا ومصالحه وظلت البوصلة والموجه لها الموقف الوطني والصراع مع الاحتلال الاسرائيلي  هذا كان موقفنا ومازال وسيستمر".

وأكد مجدلاني، ان الجبهة في تاريخها الناصع والعريق في كافة المحطات النضالية في الداخل والخارج قدمت خيرة مناضليها في سبيل الحرية والاستقلال والقرار الوطني المستقل ولم يكن موقفنا يومًا، وتحت حالة وظرف مرتهن لاي موقف خارجي او له امتدادات  رغم علاقتنا الايجابية والجيدة في ذلك الوقت والان مع مختلف الدول والقوى الدولية والعربية والاقليمية
وتوقف مجدلاني امام محطة انشاء السلطة الوطنية، فقال:عندما قررت الجبهة بشجاعة ان  تشارك في السلطة الوطنية و في القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس الراحل ياسر عرفات في المجلس المركزي في 13 – 10 – 1993، بانشاء السلطة الوطنية باعتبارها اول كيانية فلسطينية  على الارض الفلسطينية رغم اننا كنا ندرك حجم الصعاب كنا على قناعة تامة أن هذا القرار سيؤسس  لتجسيد دولتنا.

وتوقف أمام مخرجات المؤتمر العام الثاني عشر للجبهة الذي انتهت اعماله قبل ايام والنجاح المشهود على المستوى الوطني والعربي والدولي والاقليمي، حيث كانت له اصداء داخلية وخارجية، وشكل لنا محطة هامة للمراجعه والتقييم والتصويب والمحاسبة ومثل فرصة للاغناء وتطوير برنامج الجبهة الكفاحي، والاقتصادي والاجتماعي، بالربط المحكم بين استكمال مهام التحرر الوطني لانهاء الاحتلال واقامة الدولة، وما بين مهام النضال الاجتماعي فكلاهما يعزز النضال لانهاء الاحتلال.

وأكد أن لا يمكننا انهاء الاحتلال ونحن وجماهير شعبنا في حالة مزرية وفي حالة انقسام ولم نحقق وحدتنا ومالم نعزز صمود المواطن من خلال سياسات اقتصادية واجتماعية، وفي هذا الصدد صادق المؤتمر على البرنامج الجديد ببعده السياسي والوطني  والاقتصادي والاجتماعي فاسس واقعاً وفعلياً لتوجه الجبهة لتحولها الى حزب اشتراكي ديمقراطي باعتبارها عضوا فاعلا في الاشتراكية الدولية  وفي التحالف الدولي التقدمي،  وهي تعبر بذلك عن رؤيا فكرية وسياسية وتنظيمية  تضع الجبهة في مسار سياسي ومسار نضالي على المستويات كافة وضمن العائلة الاشتراكية.

وأردف مجدلاني، إن الجبهة تراكم اليوم مزيدًا من الانجازات لمسيرتها الطويلة وستتواصل المسيرة فيما نسعى بقوة لتعزيز مسار قوى اليسار الديمقرطي، من أجل أن يشكل قوة جذب للنضال المجتمعي والسياسي ولاجراء التحولات الديمقراطية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع الفلسطيني.

وشدد على أن الجبهة بتاريخها الوطني والديمقراطي العريق كانت دائما منحازة الى صفوف الكادحين والعمال والفلاحين والفقراء ومنحازة الى الحريات العامة وفي مقدمة الصفوف لصونها والدفاع عنها، وسنحافظ على الارث الكفاحي والوطني مجددا  العهد والوفاء لارواح القادة المؤسسين ونضالاتهم وجهودهم ونعاهد شهداء الابرار باستمرار النضال على درب الشهاداء المؤسسين، على درب الحرية والاستقلال.

وفي تأبين للنقابي والقيادي للجبهة محمد العاصي أمام ضريحه في مقبرة الشهداء بالبيرة  اعقب وضع نائب الامين العام عوني أبو غوش، اكليلا من الزهور على ضريحة استذكر رفيقه وعضو المكتب السياسي للجبهة محمد علوش دوره في تاسيس كتلة نضال العمال الذراع العمالي للجبهة  ونضاله العنيد من اجل تحقيق حقوق الطبقة العمالة  وعزيز الحركة النقابية وتوحيدها، معاهدا روحة بان تواصل الجبهة دفاعها العنيد عن  الكادحين والمسحوقين والفئات المهمة والاقل حظا ضمن نهجها وبرنامجها.

كما واستذكر عضو المكتب السياسي للجبهة، حكم طالب، سيرة وتضحيات رفيقه الشهيد خالد القاسم بعد وضع الاكاليل على ضريحه وجهود في بناء الجناح العسكري للجبهة وانسجامه مع الجسم والخط السياسي ومسيرة الجبهة ودورها التاريخي في مسيرة النضال والثورة الفلسطينية المعاصرة معاهداً روحه بان تستمر وتتعزز مسيرة البناء والعطاء وعلى المستوى الفكري والسياستي ضمن الخط العام والاهداف التي حرص عليها الشهيد ورفاقه
وفي تابين رفيقه الفتياني الذي وصفه بالمارد الجبهوي وصاحب البصمة المميزة، اطلع روحه على التطورات والانجازات التي حققتها الجبهة على كافة المستويات السياسية والتنظيمية والاجماهيرية والاعلامية حيث خطت خطوات  واسعة استناداء فكر ورؤية الجبهة وقيادتها للموقف السياسي الصريح والواضح  وهو موقف ظل دائما محط احترام وتقدير الجميع والكل الوطني يستند اليه.

وخاطب روح الشهيد قائلا: رفيقنا خالد قبل ايام عقدنا مؤتمرنا العام  مؤتمر القدس والثوابت الوطنية  والتجديد الديمقراطي  والذي شكل  انعطافة ونقطة تحول في استنهاض اوضاع  الجبهة على كافة المستويات  وما اسسه للمرحلة الجديدة المقبلة، مؤكدا حرص الجبهة على الثوابت الوطنية  وتحقيقاهداف شعبنا الفلسطيني وعلى الوحدة الوطنية الحقيقية القائمة على الشراكة والمسؤولية باعتبارها السبيل الوحيد لانتزاع حقوق شعبنا ومن المنتظر ان تتواصل في الوطن وفي مختلف الساحات العربية والاجنبية خلال الايام المقبلة الفعاليات الجماهيرية احتفاء بهذه الذكرى الوطنية.

اخر الأخبار