القدس والانتخابات :إشكاليات سياسيه

تابعنا على:   00:15 2021-04-30

د. ناجى صادق شراب

أمد/ تساؤلات كثيره تطرحها هذه الإشكاليه ، لكن يبقى السؤال المحورى الأولوية لمن ؟وهل نعلم مسبقا ان إسرائيل لن تلتزم بما تم الاتفاق عليه في انتخابات 1996 وإنتخابات عام 2006 والتى ىشارك فيها المقدسيون عبر مكاتب البريد.اليوم المعطيات السياسية أختلفت في مستواياتها، على البيئة السياسية الفلسطينية ، او عربيا ودوليا، وألأهم الواقع السياسى الذى فرضته إدارة الرئيس ترامب . وهذه المستويات في حاجة منا للفهم والتحليل حتى نعرف أي الخيارات المطلوبه. إبتداء لا بد من التأكيد على أولوية إجراء الانتخابات ، لأن الانتخابات حالة كليه، وليس معنى إجرائها أننا نسقط ملف القدس كما يذهب البعض .

بل العكس تماما إجراء الانتخابات يصب في مصلحة إحياء الملف. وثانيا ينبغي التأكيد على أن هذه الانتخابات هي انتخابات الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس وبذلك يعتبررهذا إعلان رسمي بإلغاء إتفاقات أوسلو، ومن ثم أحد أهم نتائج أو أهداف الانتخابات مفاوضات جديده على أساس الدولة ، دولة محتله ودولة تحت الاحتلال، وأن الهدف من هذ ه المفاوضات إنهاء الاحتلال وبما فيها عاصمتها القدس الشرقية. وعدم إجراء الانتخابات إستمرار لسيناريو الأمر الواقع والعمل بأوسلو.والملاحظة الثالثه أن عدم إجراء الانتخابات ستكون نتائجه السياسية أكبر، سيعنى تعميق حالة الإنقسام وتحولها لحالة فصل سياسى ، مما يعنى خسارة القضية والقدس معا, والبديل لذلك إجراء الانتخابات والبحث عن حلول بديله لتمثيل القدس ، والهدف ألأساس تمثيل القدس .

الإنتخابات هذه المرة تأتى في ظل معطيات سياسيه فلسطينيه تدفع في إتجاه لإنتخابات سواء عدد القوائم الذى يعتبر مؤشر على الرغبة في المشاركة السياسية , ونسبة تسجيل تصل إلى 93 في المائة. والمشاركة السياسية هدفها تجديد الشرعية السياسية والرغبة في التغيير وتفعيل مؤسسات النظام السياسى وهذا المطلوب من الانتخابات.

وتأتى الانتخابات بعد أربعة انتخابات إسرائيلية وتسيطر عليها القوى اليمنية المتشدده وأبرزها دخول حزب الصهيونيين المتدينيين بزاعامة سموتريتش.وفى سياق تحولات عربيه غير مسبوقه في التحول نحو السلام والتطبيع مع إسرائيل مما يعنى تراجع في دور المكون العربى ، وفى ظل إدارة أمريكية جديده منشغله بقضاياه الداخلية ، ولن تتراجع عن أي قررات إتخذتها إدارة ترامب السابقه بخصوص القدس.

في هذه السياقات تبدو صعوبة الانتخابات ، فخيار عدم إجراء الانتخابات ستكون له نتائج تتجاوز الحالة الفلسطينية ، وتتجاوز مرحلة الإنقسام إلى الإنفصال السياسى ، وقد يصاحبها أعمال عنف ومواجهات عسكريه ولا يستبعد معها خيار الحرب مع إسرائيل، ولا يمكن تصور إجراء الانتخابات أيضا بدون القدس لأن هذا قد يعتبر تنازلا فلسطينيا وتسليما بالأمر الواقع، وما بين هذين الخيارين لا بديل إلا البحث عن بدائل لمشاركة القدس بما يضمن تمثيلها في أعلى سلطه تشريعيه فلسطينيه. وبما يضمن لنواب القدس القدس التعبير والتحدث عن قضاياهم ومستقبل المدينة , ونظرا لما للقدس من أهمية ومكانه فالقضية تتجاوز الحدود الفلسطينية وتفرض تدخلا عربيا ودوليا لتجنب الخيارات البديله التي قد تقود المنطقة كلها لحالة من العنف وعدم الاستقرار وقد تجد فيها الجماعات المتشدده الفرصة للحراك مجددا مما يعنى دخول المنطقة كلها لحالة من عدم الإستقررا السياسيى.

ويبقى وهذه هي الفرصة بعد هبة القدس ان نجعل من القدس قضية حيه ، وانه لا حل بدونها، وهذا يتطلب رؤية وإستراتيجية وآليات وخيارات واحد أهمها الانتخابات. القدس تحتم إجراء الانتخابات .


دكتور ناجى صادق شراب

كلمات دلالية

اخر الأخبار