اليوم 721 من الإبادة الجماعية..

مجازر وتجويع وحصار.. جيش الاحتلال يوسّع اجتياحه لمدينة غزة وسط نزوح ومعاناة إنسانية متفاقمة

تابعنا على:   00:00 2025-09-26

أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ721 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ"المساعدات الأميركية"، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ193 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير "ممرات آمنة" وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" واتباع "سياسة تجويع ممنهجة"، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو "احتلال كامل لقطاع غزة".

وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا "كارثيا". وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.

تصعيد واسع للقصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف عمارات سكنية غربي مدينة غزة، وأسفر عن سقوط المزيد من الشهداء بين المدنيين والنازحين.

جيش الاحتلال بدأ سلسلة هجمات واسعة على مدينة غزة، فيما قال مسؤول أمني إسرائيلي إنها ستشتدّ تباعا، وذلك ضمن عمليّته الوشيكة في المدينة، والذي يهدف من خلالها إلى احتلالها، فيما استشهد وأُصيب العشرات من الأهالي، بالغارات المتواصلة.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي العنيف لمختلف أنحاء القطاع، ما يوقع عشرات الشهداء والجرحى يوميًّا.

وترافق القصف مع تحذيرات جديدة لسكان مدينة غزة لإجبارهم على النزوح القسري جنوبًا، حيث شوهدت أعداد كبيرة من الفلسطينيين وهم يفرّون إما سيرًا على الأقدام وإما عبر المركبات والعربات التي تجرها الدواب.

وتشهد أحياء مدينة غزة قصفًا مكثفًا، إذ أفاد الدفاع المدني أن الفلسطينيين محاصرون داخل أبراج حي تل الهوا تحت غارات جوية ومدفعية متواصلة وعمليات تفجير تنفذها المدرعات المفخخة.

ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي نحو عشرات الغارات على الحي شملت محيط مستشفى القدس، بالتزامن مع تفجيرات في الشيخ رضوان وشارعي النفق والجلاء، فيما طاول القصف أيضًا أحياء الزيتون والصبرة والشجاعية والتفاح والدرج.

وتتركز الضربات الإسرائيلية على أحياء مدينة غزة، حيث دُمّرت مبانٍ سكنية في حيي الشيخ رضوان والجلاء، كما شملت الغارات محيط بركة الشيخ رضوان، إلى جانب استهدافات جوية لمناطق في خانيونس، وشمال النصيرات، ومفترق الغفري وحي الصبرة، فيما استخدم الطيران المروحي لإطلاق النيران شمال شرقي المدينة.

في ظل هذا التصعيد، يتواصل نزوح العائلات من شمال القطاع نحو غرب مدينة غزة، حيث يعيش نحو 900 ألف فلسطيني في ظروف إنسانية قاسية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.

سياسيا، ألمح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى احتمال حدوث انفراجة قريبة، عقب لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقادة عرب ومسلمين في نيويورك لبحث سبل إنهاء الحرب، فيما يواصل "أسطول الصمود" العالمي إبحاره نحو غزة محمّلا بنحو 50 سفينة مساعدات إنسانية، بينها مستلزمات طبية، في ظل تحذيرات إسرائيلية من نية منع دخوله إلى ما تصفه بـ"المنطقة القتالية".

ارتفاع حصيلة الضحايا

أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، يوم الخميس، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 65,502 شهيد و167,367 مصابا، منذ الســــابع من تشـــرين الأول/ أكتوبر عام 2023.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن 83 شهيدا و216 إصابة، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وبلغ عدد من وصل إلى المستشفيات خلال الساعات الـ24 الماضية من شهداء المساعدات 7 والإصابات 50، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,538، وأكثر من 18,581 إصابة.

كما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 12,939 شهيدًا و55,335 إصابة.

وأشارت إلى أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

استشهد 10 مواطنين، الليلة، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مجموعة مواطنين غرب مدينة غزة.

وقالت مصادر محلية إن طيران الاحتلال واصل قصفه المكثف على أحياء مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد 10 مواطنين على الأقل وإصابة آخرين قرب مستشفى أصدقاء المريض بحي الرمال غرب المدينة.

ومنذ فجر الخميس، قتلت قوات الاحتلال 59 مواطنا في أنحاء قطاع غزة.

استشهدت مواطنة، وأصيبت طفلة بجروح، إثر استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، منزلا غرب مدينة غزة.

وقالت مصادر محلية، إن جيش الاحتلال قصف منزلا في شمال مخيم الشاطئ غرب غزة، ما أسفر عن استشهاد مواطنة، وإصابة طفلة.

وواصل جيش الاحتلال قصف مناطق عدة في قطاع غزة بالطائرات والمدفعية الثقيلة، حيث شن غارة جوية على حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، وأطلق قنابل إنارة في أجواء حي الشجاعية شرقا، فيما أطلقت مسيرة الاحتلال "كواد كوبتر" والمدفعية النار في محيط سوق مخيم الشاطئ غربا.

استشهد، منذ فجر يوم الخميس، 48 مواطنا برصاص وقصف جيش الاحتلال على قطاع غزة.

وقالت مصادر طبية، إنه نُقل 11 شهداء إلى مستشفى ناصر في خان يونس، و19 شهيدا إلى مستشفى الأقصى، و6 إلى مستشفى العودة، و2 إلى مستشفى المعمداني، و10 إلى مستشفى الشفاء

استُشهد مواطنان مساء يوم الخميس، بقصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد مواطنين على الأقل وإصابة آخرين بعد قصف طيران الاحتلال خيمة تؤوي نازحين لعائلة أبو جراد في شارع البركة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

استُشهد عدد من المواطنين، مساء يوم الخميس، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا في مخيم الشاطئ.

وأفادت مصادر طبية، بأن 6 مواطنين استُشهدوا وأصيب آخرون بجروح، بعد قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلًا لعائلة أبو توهة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

استشهد وأصيب عدد من المواطنين بنيران وقصف الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر يوم الخميس.

وارتكبت قوات الاحتلال في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة مجزرة استشهد على إثرها 11 مواطنا وأصيب آخرون، إضافة إلى فقدان عدد آخر، في قصف منزل يعود لعائلة أبو دحروج الذي يؤوي نازحين.

وفي مدينة خان يونس، استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة وادي قرب المستشفى الميداني الأردني غرب المدينة، كما استشهد مواطن إثر استهدافه من قبل طائرة مسيرة للاحتلال في منطقة الساقية ببلدة بني سهيلا شرق المدينة.

وأصيب عدد من المواطنين في قصف طيران الاحتلال منزلا يعود لعائلة القطراوي في مخيم 2 بالنصيرات وسط قطاع غزة، فيما أصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة عبد العال بشارع يافا في حي التفاح بمدينة غزة.

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه بتنفيذ غارات مكثفة على مدينة غزة تحديدا، لإجبار الأهالي على النزوح إلى وسط وجنوب القطاع

لازاريني: أكثر من 370 موظفا من الأونروا قتلوا بقطاع غزة

 أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أنه تم الإبلاغ عن قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من (370) من موظفي الوكالة في قطاع غزة، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك.

وقال لازاريني، في تصريح صحفي، يوم الخميس، "إنه حتى اليوم، قُتل أكثر من 370 من زملائنا، ولا يستبعد أن يكون العدد أكبر، لكن من الصعب الحصول على معلومات في الوقت الفعلي بسبب الوضع القائم في غزة، وبسبب الحركة الكبيرة للسكان بين شمال وجنوب القطاع".

وأضاف أن الوكالة فقدت (410) موظفين ما بين شهيد ومعتقل، خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة، لافتًا إلى أن الأونروا ملتزمة بمواصلة رسالتها حتى يتم التوصل إلى حل عادل لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين.

من جهتها، قالت المديرة الإقليمية للدول العربية في صندوق الأمم المتحدة للسكان ليلى بيكر إن "النساء والفتيات يتحملن وطأة الوضع الإنساني الكارثي منذ 22 شهرًا، حيث تواجه الأمهات الحوامل والمرضعات في القطاع معاناة يومية للحصول على المساعدة التي يحتجن إليها".

وأضافت بيكر أن صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه يحشدون جهودهم ويعملون على مدار الساعة، لتوفير خدمات منقذة للحياة على الأرض وعلى الرغم من الدمار المستمر، وتحرك إسرائيل لفرض سيطرتها العسكرية على القطاع.

من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، في بيان اليوم: "إن هذا العام شهد 821 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية، أسفرت عن قتل 1121 عاملًا صحيًا وإصابة 645 آخرين".

ودعت إلى حماية الرعاية الصحية واحترامها بشكل فعّال، وضمان تقديم خدمات الرعاية الصحية بشكل آمن ومستمر، والحصول عليها دون أي عنف أو تهديد أو خوف

 

كلمات دلالية

أخبار ذات صلة

اخر الأخبار