جون كوزاك.. فنان أمريكي يقف على حافة غزة

تابعنا على:   18:42 2024-01-12

أمد/ مع دخول حرب غزة شهرها الثالث، تتبدل المواقف وتتغير، ويتراجع فنانون ويصمت آخرون ويتابع غيرهم حياتهم، بينما يقف على الجانب الآخر من العالم بمثابرة وشجاعة وإصرار وإنسانية لا مشروطة، الممثل الأمريكي جون كوزاك.

خلافًا للعديد من الفنانين، سواء كانوا عربًا أو من جنسيات أخرى، وجد "كوزاك" نفسه محاصرًا بإنسانيته قبل كل شيء، وقد رمى وراءه تاريخه الفني غير آبه بالضغوط أو التهديدات.

يعلو صوت "كوزاك" عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، ليلًا ونهارًا، وتحديدًا على "إنستغرام" و"إكس"، متتبعًا كل تفصيل يحدث في غزة، معرّيًا تضليل وزيف المعلومات المتواترة في الإعلام الغربي.

وقد عمد الممثل الأمريكي إلى استخدام لهجة قوية وصريحة، دون تجميل أو مواربة، إذ اتهم أمريكا علانية بتمويل حرب غزة، ومسؤوليتها عن الدماء التي تراق هناك. كما وصف تحجيم الآخرين بسبب تأييدهم لغزة بـ"الجنون"، معتبرًا أن ما يحدث "جريمة ضد الإنسانية" و"إبادة جماعية"، منتقدًا كذلك زيارة بايدن لإسرائيل ومعانقة نتنياهو، وعدم التوجه للجانب الفلسطيني.

ولم يكتفِ بمنشوراته، بل شارك في مسيرات داعمة للقضية الفلسطينية، وردّ بشجاعة على كل منتقديه ومَن اتهموه بـ"معاداة السامية".

واستنكر "كوزاك" عدم تعليق الرئيس الأمريكي جو بايدن عما يتعرض له الصحفيون في غزة، وقد أعاد مشاركة مقطع فيديو لوائل الدحدوح بعد مقتل ابنه، مؤخرًا، وعدد من أفراد عائلته. كما أشاد بالشعب الفلسطيني في حديث سابق له، بالقول: "يفضلون الموت، وهم يحاربون من أجل الحرية بدلاً من العيش في سجن، وعندما يدافعون عن أنفسهم، يُتَّهمون بالإرهاب".

ورفض وصفه بـ"الشجاع"، معلقًا: "أن أقول حقيقة الوضع، وأسرد السياق التاريخي، وأُدين كلَّ مَن يرتكب جرائم حرب بلا شروط، هذه ليست شجاعة، بل هي إيمان بالعدالة".

ولم يكن الممثل الأمريكي حديثَ عهدٍ فيما يحدث في فلسطين، ولم تبدأ علاقته مع القضية منذ السابع من أكتوبر. فـ لِجون كوزاك مواقف داعمة وقوية للقضية الفلسطينية على مرّ مسيرته، أبَتْ أن تتبدل.

ففي العام 2021، أدان محاولات التهجير القسري من حي الشيخ جرّاح، وجمع مليون و800 ألف توقيع لإدانة ما تفعله إسرائيل، واصفًا ما يحدث بـ"جريمة حرب".

وبينما يظل فنانون آخرون مجرَّد فنانين، يقاوم "كوزاك" بكل الوسائل المتاحة على الجانب الآخر من العالم، ناكشًا بتغريداته "ثقبًا" في الإعلام الغربي.. وقد وقف هناك وحيدًا غيْرَ آبِهٍ.. على حافة غزة.

اخر الأخبار