والتطبيع مع السعودية خطوة هامة..

في ذكرى حرب أكتوبر.. هرتسوغ يحث السياسيين على منع "انهيار الدولة من الداخل"

تابعنا على:   14:40 2023-09-26

أمد/ تل أبيب: حذر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، يوم الثلاثاء، من "خطر حقيقي" يهدد بلاده على خلفية المواجهات التي اندلعت في عدد من الساحات بمدينة تل أبيب بين المصلين خلال ما يسمى بـ "يوم الغفران".

جاء ذلك في كلمة له خلال إحياء الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، المعروفة في إسرائيل بحرب "يوم الغفران"، في القاعة التذكارية بجبل هرتسل بالقدس، وفق موقع"واللا العبري".

وكان آلاف الإسرائيلييين قد تجمعوا للصلاة عشية ما يسمى "يوم الغفران" في ميادين "ديزنغوف" و"همدينا" و"هبيما"، لكن منظمي الصلاة من جماعة دينية تطلق على نفسها "روش يهودي"، عمدوا إلى فصل المصلين الرجال عن النساء، ما أثار غضب المصلين وأدى إلى وقوع اشتباكات وتدافع بالأيدي وتجمع المحتجين للتظاهر ضد ما اعتبروه "إكراها دينيا".

وخلفت المواجهات التي حدثت في تل أبيب بين المصلين اليهود، عاصفة عنيفة في الأوساط السياسية، المنقسمة على نفسها في الأساس، جراء تشريعات يمضي الائتلاف الحكومي قدما في تمريرها بالكنيست (البرلمان)، تحد من سلطة القضاء، يقول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إنها تهدف إلى إعادة التوازن بين السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، فيما تتظاهر المعارضة ضدها منذ أكثر من 30 أسبوعا، وتصفها بالانقلاب، وتحذر من أن هذه التشريعات التي تأتي ضمن ما عرف بخطة "إصلاح القضاء" ستدمر الديمقراطية في إسرائيل.

وقال هرتسوغ: "إن حرب يوم الغفران كانت حربا على نطاق تاريخي، لم نعرف مثلها منذ حرب عام 1948، ولم نعرفها منذ ذلك الحين. صافرة إنذار واحدة، أجبرت أمة بأكملها على وضع كل الخلافات جانباً والتوحد في قبضة واحدة ضد أعدائها الذين انتفضوا للقضاء عليها، وانتصرنا بفضل القادة والضباط والجنود الذين أوقفوا مهاجمة العدو بأجسادهم، وبالتالي إنقاذ الأمة وتركوا لنا مرسوما أبديا: خلود إسرائيل ووحدة إسرائيل".

وحذر هرتسوغ في كلمته من أنه "في هذا الوقت بشكل خاص، يجب علينا أن نتعلم الدروس ونفهم جيدًا أن التهديد داخل إسرائيل هو التهديد الأكثر حدة وخطورة على الإطلاق". وفقا لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.

وتابع: "بالأمس فقط، في منتصف اليوم المقدس (يوم الغفران)، بعد مرور 50 عامًا بالضبط على الحرب رأينا في المدينة العبرية الأولى (يقصد تل أبيب) مثالا صادما ومؤلما لكيفية تصاعد الصراع الداخلي فينا وتضخمه".

وقال هرتسوغ: "أعلم أنني أتحدث باسم الأغلبية المطلقة للمواطنين الإسرائيليين، عندما أعرب عن حزني العميق وصدمتي لرؤية شعبنا يقاتل بعضه البعض، في يوم كان دائما رمزا للوحدة - للإسرائيلية واليهودية الجميلة والشاملة والمحترمة".

ومضى الرئيس الإسرائيلي متسائلا: " كيف وصلنا إلى هذا الوضع الرهيب؟ بعد مرور 50 عاماً على الحرب المريرة، يقف الإخوة والأخوات على جانبي المتاريس؟ من يصبون الزيت على هذه النار يشكلون تهديدا حقيقيا للتماسك الإسرائيلي. يجب أن يتوقف هذا الآن".

وأردف هرتسوغ: " الانقسام والاستقطاب والخلاف الذي لا ينتهي يشكل خطرا حقيقيا على المجتمع الإسرائيلي وأمن الدولة. ويعبر أعداء إسرائيل عن ذلك مراراً وتكراراً ويشيرون إلى الأزمة الداخلية فينا على أنها مرحلة تمهيدية على طريق تفكك إسرائيل. يجب أن نعود إلى رشدنا، ونخفض لهجتنا، ونستمع، ونتواصل، وننهي الأزمة الداخلية التي نعيشها، من خلال الحوار والاتفاق".

وزاد بقوله: "هذه ليست مجرد كلمات فارغة، بل هي التزام تاريخي. حتى ينظر المؤرخون والقادة إلى هذه الأيام بعد خمسين سنة من الآن، إلى الثمن الباهظ الذي حصده هذا الشرخ منا، ويتساءلون: كيف لم يفهموا حجم الخطر وعمق الهاوية؟ بعد كل شيء، كان ذلك أمام أعينهم مباشرة".

وأضاف هرتسوغ أن "ذكرى الحرب لها معنى يجب ألا ننساه أبدًا. أولاً، واجب الاستعداد دائمًا لأي سيناريو حرب، وكنتيجة لذلك - واجب كل جندي وقائد ألا يخاف من التعبير عن رأيه، والتحذير والاختلاف والتعبير عن موقف مخالف إذا لزم الأمر".

ومضى متطرقا للتقارب الإسرائيلي السعودي على طريق توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات: "الدرس الثاني، الذي لا يقل أهمية: أن نمهد عقولنا وأعيننا وقلوبنا لاحتمالات السلام. لا تقعوا في أوهام عدم وجود إمكانية للحرب، وفي نفس الوقت لا تقعوا في أوهام عدم وجود إمكانية للسلام. وفي هذا السياق فإنني أرحب من أعماق قلبي بإمكانية التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية".

وفي هذا السياق قال هرتسوغ: "قد يكون هذا (اتفاق تطبيع مع السعودية) معلماً هاماً في العملية التاريخية لاندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، والتي بدأت فعلياً بتلك الحرب الرهيبة واستمرت مع اتفاق السلام مع مصر بعد سنوات قليلة. اتفاق سلام كان للمقاتلين الأبطال في حرب يوم الغفران مساهمة كبيرة في جدواه وتحقيقه".

والأسبوع الماضي، قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة تلفزيونية نشرت الخميس، إن المملكة تقترب من تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

ووصف ابن سلمان في حديث مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية المحادثات الهادفة إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، بأنها: "تقترب أكثر كل يوم".

وشدد في مقابلته مع الشبكة الأمريكية على أن "القضية الفلسطينية بالغة الأهمية لمسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

ووقعت إسرائيل، أواخر عام 2020، اتفاقات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب وتفاهمات مشابهة مع السودان، برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في البيت الأبيض.

وتحاول إسرائيل السعي لتوقيع اتفاق مشابه مع السعودية لما لها من ثقل في العالمين العربي والإسلامي، لكن السعودية، في أكثر من مناسبة، أكدت أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل مرتبط بحل الصراع مع الفلسطينيين.

اخر الأخبار