ولكن لن نخرق الإجماع...

رئيس وزراء قطر: موقفنا من بشار الأسد لم يتغير... غير مؤهل للعودة إلى الجامعة العربية

تابعنا على:   13:02 2023-09-23

أمد/ الدوحة: أكد رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن موقف بلاده من الرئيس السوري، ‏بشار الأسد، ثابت ولم يشهد أي تغيير، بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وقال في مقابلة متلفزة: "لا نزال لا نرى أي شيء يجعل الأسد مؤهلا للعودة إلى الجامعة العربية، ونحن لا نريد أن نخرق الإجماع على القرار، ففي نهاية اليوم فإن قاربا واحدا لن يحدث فارقا".

وأردف: "نحاول توضيح موقف قطر، والدول العربية الأخرى لديها منظور مختلف عنا، لم نرغب في الاعتراض على قرار عودة سوريا للجامعة العربية في الجلسة نفسها".

وأضاف رئيس الوزراء القطري: "إن التطبيع بين الدول العربية وسوريا سيكون قرار كل دولة على حدة، ونحن عند موقفنا نفسه، فلا يمكننا أن نرى استمرار معاناة الشعب السوري بينما نمنح الحكومة تنازلا للعودة والتطبيع".

وشدد أن "الطريقة الوحيدة للمضي قدما مع سوريا هو التوصل إلى حل سياسي بحسب حلول المجتمع الدولي"، لافتًا إلى أن "قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 يسلط الضوء بوضوح على التحول السياسي والحل السياسي، وهذا لا يحدث، ولا يمكننا مكافأة أي شخص على عدم تنفيذ حلول مجلس الأمن".

وفي سياق متصل، أكدت قطر، أمس الجمعة، إدانتها الشديدة لتصاعد العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات السورية ضد مدن الشمال السوري والتي تسببت في مقتل مدنيين ونزوح آلاف العوائل واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان.

وقال سكرتير ثالث بالوفد الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، خلال الحوار التفاعلي مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية، اليوم، أمام مجلس حقوق الإنسان في دورته الـ54، عبد الله بهزاد: "إن الاحتجاجات السلمية التي انطلقت مؤخرا في عدد من المدن السورية، ولا سيما في محافظتي درعا والسويداء هي دليل على أن روح الثورة ما زالت مستمرة، وأن الشعب السوري بجميع طوائفه ومذاهبه ما زال صامدا ومصرا على إحداث تغيير حقيقي يضمن تحقيق العدالة والحرية والكرامة"، وفقا لوكالة الأنباء القطرية (قنا).

ودعا بهزاد في كلمته، المجتمع الدولي إلى "حماية الشعب السوري وضمان مساءلة جميع المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتكبت بحقه".

وأضاف أنه "على ضوء عدم إبداء الحكومة السورية أي اهتمام بالمبادرات والحلول المطروحة، فإن على المجتمع الدولي إعادة التفكير في خيارات جديدة لزيادة الضغط على الحكومة من أجل المشاركة في عملية سياسية حقيقية تضمن الوصول إلى حل شامل وفقا لإعلان جنيف(1) والتنفيذ الكامل للقرار 2254، بما يسهم في حل الأزمات التي يعاني منها الشعب السوري ويحقق تطلعاته المشروعة ويحافظ على وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها".

كما أعرب عبد الله بهزاد عن قلقه من "عدم تمكن مجلس الأمن تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى، وأكد على أهمية مواصلة استخدامه وضمان وصول كافة المساعدات إلى جميع المحتاجين اليها ودون أية عوائق".

وكان وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد في وقت سابق، أن بلاده ليس لديها مشكلة مع سوريا، وإنما مع النظام الذي يحكمها.

وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الفرنسية، كاثرين كولونا، من العاصمة القطرية الدوحة، على هامش انعقاد جلسة الحوار الاستراتيجي الثاني بين البلدين: "لا موقف لنا ضد سوريا، ولكن مشكلتنا مع النظام الذي يحكمها، نحن نريد التوصل إلى حل عادل في سوريا وندعم حلا سياسيا شاملا يرضاه الشعب السوري، وفق القرار 2254 بكافة جوانبه الإنسانية والسياسية".

وأعلنت الجامعة العربية، في شهر مايو/ أيار الماضي، استئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة والأجهزة والمنظمات التابعة لها، وتعليقا على هذه الخطوة، قالت وزارة الخارجية القطرية، إن "دولة قطر تسعى دائما لدعم ما يحقق الإجماع العربي ولن تكون عائقا في سبيل ذلك، لكن الموقف الرسمي لدولة قطر من التطبيع مع الحكومة السورية قرار يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق".

كما أعربت عن "تطلع الدوحة إلى العمل مع الأشقاء العرب في تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الكرامة والسلام والتنمية والازدهار، وأن يكون هذا الإجماع دافعا للحكومة السورية لمعالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته".

وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أن الرئيس السوري، بشار الأسد، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تصافحا قبل الدخول إلى قاعة انعقاد القمة العربية الـ32 في شهر مايو الماضي بجدة في المملكة العربية السعودية، ودار بينهما حديث جانبي.

اخر الأخبار