السعودية هي قصة هذا القرن..

بن سلمان: القضية الفلسطينية شرط أساسي لنجاح أي وساطة تطبيع مع إسرائيل - فيديو

تابعنا على:   06:49 2023-09-21

أمد/ الرياض: قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إنه "ليس فخوراً بكل القوانين في المملكة"، ولذلك يعمل على تغييرها لتصبح "الأحكام القضائية أكثر واقعية"، مؤكداً حرصه على "إصلاح النظام الأمني"، "حتى لا تتكرر أخطاء مثل مقتل الصحافي جمال خاشقجي"، واصفاً مقتله بأنه "كان خطأً موجعاً".

وأوضح ولي العهد السعودي، خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، أذيعت، الأربعاء، إن السعودية اتخذت بعد حادث مقتل خاشقجي في تركيا قبل نحو 5 سنوات "جميع التدابير القانونية التي اتخذتها أي دولة، كما كان الحال عندما ارتكبت الولايات المتحدة أخطاءً في العراق، يقومون بإجراء التحقيقات والمحاكمات إلخ".

وأضاف: "فعلنا ذلك في المملكة وقد أُغلقت القضية، كما نسعى أيضاً الى إصلاح النظام الأمني للتأكد من عدم حدوث هذا النوع من الأخطاء مرةً أخرى، ويمكننا أن نرى أنه خلال السنوات الخمس الماضية، لم يحدث أي شيء من هذا القبيل. وهذا ليس جزء مما تفعله المملكة في آخر 100 عام، كان خطأً، وكان موجعاً ونبذل قصارى جهدنا للتأكد من إصلاح نظامنا للعمل وفقاً للقوانين وللتأكد من سلامة الجميع، ليس فقط في المملكة وإنما في جميع أنحاء العالم".

ورداً على سؤال بشأن دخول المتورطين في قتل خاشقجي، السجن، أكد ولي العهد أن "أي شخص متورط هو حالياً يقضي فترة عقوبته في السجن، يجب أن يواجهوا القانون".

وشدد ولي العهد السعودي، على أنه يحاول تغيير القانون بشكل عام لجعل "الأحكام أكثر واقعية بالنسبة لنا في السعودية"، و"ليس بالنسبة لمن هم في الخارج فقط، نؤمن اليوم أن القوانين بعيدة تماماً عما نحتاج إليه ويناسبنا كسعوديين، فنحن لسنا فخورون بكل قوانيننا في المملكة".

وطرح مذيع "فوكس نيوز" بريت باير، سؤالاً بشأن الحكم على مواطن سعودي بالإعدام، بسبب نشره تغريدة على منصة X (تويتر سابقاً)، وأقر ولي العهد بصدور الحكم، معرباً عن "أسفه منه"، وقال: "هو شيء لا يعجبني.

في المملكة نبذل قصارى جهدنا لتغييره، وانتهينا بالفعل من سن عدد من القوانين وغيرنا عشرات القوانين في المملكة، والقائمة تتضمن أكثر من 1000 بند، لكن في مجلس الوزراء ليس لدينا سوى 150 محامياً، لذا أحاول ترتيب التغييرات وفقاً للأولوية يوماً بعد يوم، ولكن نحن لسنا راضين عنها ونشعر بالخجل بسبب ذلك، لكن النظام القضائي يجب أن يتبع القوانين، ولا يمكنني أن أملي على القضاة أن يفعلوا أمراً معيناً ويتجاهلوا القانون لأن هذا ضد مبدأ سيادة القانون. هل لدينا قوانين سيئة؟ نعم، هل نسعى لتغييرها؟ نعم".

وعما إذا كان سيتم تنفيذ حكم الإعدام بالفعل في صاحب التغريدة، أكد ولي العهد أن "هناك عدداً من الخطوات في إجراءات المحاكمة"، معرباً عن أمله في "أن يكون لدى القضاة في المرحلة المقبلة من المحاكمة، خبرات أكثر، وربما ينظرون إلى الموقف بطريقة مختلفة تماماً".

النمو الأسرع في العالم

وبشأن التغيير الذي تشهده السعودية في السنوات الأخيرة، قال الأمير محمد بن سلمان، "أنا فقط فرد ضمن المجموعة. وإذا لم يقتنع الناس ويشاركوا طبعاً فإن الأمر لن ينجح. لذا أولاً على الناس أن يؤمنوا بالأمر، والجميع يجب أن يدفع إلى الأمام لنصل إلى هذا المستوى من التقدم في المملكة. ويبدو أننا في وضع جيد جداً، فنحن الدولة التي لديها النمو الأسرع في العالم. ولدينا المشروعات الأكثر طموحاً في كل القطاعات، وبالتالي نحن الأسرع في كلّ قطاع في العالم".

وأكد الأمير محمد بن سلمان، أن والده الملك سلمان بن عبد العزيز، يبلغ من العمر 88 عاماً، وهو بصحة جيدة، موضحاً أن مسؤولية خادم الحرمين الشريفين كبيرة، و"واجب أي ملك للمملكة وواجب كل الشعب السعودي هو خدمة هذين الحرمين وخدمة الحجاج إليهما، وأعتقد أننا قمنا بعمل مذهل في هذا الجانب".

ووجه ولي العهد رسالة لمن ينظرون إلى السعودية من الخارج، ولمن يرغبون في زيارتها لكنهم مترددون، بقوله: "أعظم قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، هي المملكة العربية السعودية. هذه هي قصة القرن. هل تريدون تفويتها أم لا؟ الأمر يعود لكم"، مؤكداً أنه يحاول تسريع وتيرة العمل كل يوم.

الاستثمار في قطاعات السياحة والرياضة

وبشأن اهتمام السعودية بالاستثمار في قطاعات السياحة والرياضة، أكد ولي العهد السعودي، أن "كرة القدم تؤثر في ديناميكية البلد"، موضحاً: "عندما تريد تنويع الاقتصاد، عليك أن تعمل في كل القطاعات. التعدين، والبنية التحتية، والصناعات التحويلية والمواصلات واللوجستيك والقائمة بأكملها. وجزء من ذلك يتضمن قطاع السياحة.

وإذا أردت الترويج للسياحة تحتاج إلى تطوير قطاعات الثقافة والترفيه والرياضة لأنه عليك وضع روزنامة ونعرف أن السياحة كانت تساهم بـ3% من إجمالي الناتج المحلي السعودي، أما اليوم فالنسبة 7%، الرياضة كانت تساهم بـ0.4%، اليوم النسبة هي 1.5%. هذا يعني المزيد من النمو الاقتصادي والوظائف وروزنامة كاملة من الترفيه".

وأضاف: "نحن في المرتبة الأولى في السياحة بالشرق الأوسط، ومنذ 6 سنوات لم نكن حتى ضمن الدول العشرة الأول، العام الماضي كنا في المرتبة العاشرة على مستوى الزيارات العالمية. هذا نجاح باهر. هدفنا أن نصل إلى أكثر من 100 مليون زيارة، ربما إلى 150 مليون. السنة الماضية وصلنا إلى 40 مليون زيارة من المملكة والعالم، وبالتالي يبدو أننا سنصل إلى الهدف".

ولفت ولي العهد إلى أنه مستمر في رفع سقف الهدف "لأننا وصلنا للهدف الذي حددناه".

وعن اتهامات "غسيل السمعة عبر الرياضة"، التي ذكرها مذيع "فوكس نيوز"، على خلفية إنفاق المملكة الكثير على الرياضة، والتعاقد مع لاعبين مشاهير، اعتبر ولي العهد السعودي، أنه "إذا كان غسيل السمعة عبر الرياضة سيضيف الى إجمالي الدخل القومي 1%، سأستمر في ذلك، ولا يهمني ما يقولون، إذا حصلت على زيادة 1% للناتج المحلي، ونحن نستهدف أن نحصل على زيادة إضافية بنسبة 1.5%، فسمها ما شئت، نحن سنفعل ذلك للحصول على هذه النسبة"؜.

القضية الفلسطينية

شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على أنه يجب الوصول إلى حل بشأن القضية الفلسطينية، عند الحديث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل في حال تم التوصل لاتفاق بشأن ذلك، لافتاً إلى استمرار المفاوضات مع الإدارة الأميركية، في حين أكد أنه "إذا امتلكت إيران سلاحاً نووياً، فسينبغي على السعودية أن تحصل عليه أيضاً"، لكنه انتقد سعي أي بلد للحصول على سلاح نووي.

وقال ولي العهد السعودي، خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، عند سؤاله عن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "تسعى لتحقيق ذلك"، لكنه أضاف "بالنسبة لنا فإن القضية الفلسطينية مهمة للغاية، ويجب الوصول لحل بشأنها، لدينا مفاوضات جيدة، ولا تزال مستمرة حتى الآن، سنرى إلى أين سنصل".

وعبر الأمير محمد بن سلمان، عن أمله في "الوصول إلى حيث يمكن تحسين حياة الفلسطينيين، وجعل إسرائيل لاعباً في المنطقة".

ونفى ولي العهد التقارير التي تزعم توقف المحادثات في هذا الشأن، وقال: "كل يوم نصبح أقرب، ويبدو أنه وللمرة الأولى، هناك شيء جاد حقاً وسوف نرى كيف ستسير الأمور".

ورداً على سؤال بشأن إمكانية عقد اتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو التعامل معه، قال ولي العهد، إن "السياسة السعودية لا تتدخل في من يدير شؤون دولته، وتتعامل مع أياً من يكون في قيادة بلده"، موضحاً أن "المملكة ليس لديها علاقة حالياً مع إسرائيل".

وتابع: "لكن إذا نجحت إدارة بايدن، فيما أعتقد أنه سيكون أكبر اتفاق تاريخي منذ الحرب الباردة، فسوف نبدأ العلاقة بعد ذلك، وتلك العلاقة ستكون مستمرة بغض النظر عمن يدير إسرائيل، وإذا حققنا تقدماً في التوصل إلى اتفاق يمنح الفلسطينيين احتياجاتهم ويجعل المنطقة هادئة، فسنعمل مع أي شخص يكون موجوداً في إسرائيل".

ورداً على سؤال "فوكس نيوز"، عما إذا كانت المملكة قلقة من إمكانية حصول طهران على سلاح نووي، أكد الأمير محمد بن سلمان، أن الرياض "قلقة من حصول أي بلد على سلاح نووي لأنه تحرك سيئ"، معتبراً أنه "لا حاجة لامتلاك سلاح نووي لأنه لا يمكنك استخدامه"، بما في ذلك إيران، لأن "أي بلد يستخدم سلاحاً نووياً فسيعني ذلك أنه في حرب مع بقية العالم".

وأضاف ولي العهد السعودي: "العالم لا يستطيع أن يتحمل هيروشيما أخرى، إذا شهد العالم سقوط 100 ألف ضحية، فهذا يعني أنك في حرب مع بقية العالم، لذا من غير المجدي امتلاك سلاح نووي فأنت لا تستطيع استخدامه دون دخول مواجهة عنيفة مع بقية العالم".

وساطة الصين مع إيران

وأكد ولي العهد السعودي، أن "المملكة لم تختر الصين للوساطة في استعادة العلاقات مع إيران، ولكن طهران هي التي اختارت أن تكون وسيطاً لفعل ذلك". 

وعن القرار الأميركي بالإفراج عن 6 مليارات دولار مجمدة لإيران مقابل إطلاق سراح 5 رهائن أميركيين، تحفظ الأمير محمد بن سلمان، على وصف بـ"سياسة سيئة أو جيدة"، معتبراً أنه "خطوة"، وأعرب عن أمله في أن "يُظهر الإيرانيون أن الإفراج عن هذه الأموال أو إعادة الرهائن أمر يستحق هذا الجهد، لأن هذا يشجع العالم لفعل المزيد".

ووصف ولي العهد السعودي، خوض منتخب بلاده لمباراة لكرة القدم في طهران، بأنه "أمر جيد، هذا جزءٌ من الحراك، ورأينا ترحيباً حاراً جداً من الإيرانيين بالفريق السعودي، أعتقد أن السعوديين يأخذون الأمر على نحو إيجابي".

وردأ على سؤال بشأن المباحثات التي استضافتها المملكة مع الحوثيين، قال الأمير محمد بن سلمان، إن هدف المملكة منذ اليوم الأول هو أن تكون هناك حياة طيبة لليمنيين ولجميع دول المنطقة.

وأضاف: "السعودية تحقق تقدماً ونمواً كبيراً ونخلق اقتصاداً مذهلاً، ونحقق ما يقرب من 100% من النجاح فيما نحاول تحقيقه، وهذا يعني أننا بحاجة إلى منطقة مستقرة، ولكي تكون هناك منطقة مستقرة، نحتاج إلى تنمية اقتصادية في المنطقة بأكملها، لا نريد أن نرى مشكلات في اليمن، نريد أن نرى العراق يتقدم وإيران تتقدم، ولبنان يتقدم، وبقية دول المنطقة تتقدم، ونعمل مع دول الخليج العربي ومصر ومع لاعبين آخرين في المنطقة وأيضاً لاعبين عالميين ومع حلفاءنا في الولايات المتحدة وهذا أمر جيد لبقية العالم".

وشدد ولي العهد السعودي، على أن المملكة هي "أكبر دولة قدمت مساعدات إلى اليمن في الماضي، واليوم وغداً، ونريد زيادة ذلك، ونريد أن نبدأ الاستثمار في اليمن اقتصادياً وفي كافة المجالات، نحن نفعل ذلك، حتى لو كان هناك وقفاً لإطلاق النار، فإنه لا يوجد اتفاق سياسي حتى الآن، ولكن نحاول الدفع في كل المجالات إلى الأمام يوماً بعد يوم".

صين واحدة

وبشأن رؤية الرئيس الصيني 2030، وقضية تايوان، قال ولي العهد: "صرحنا بسياساتنا المتعلقة بالأمر، نحن نؤمن بمبدأ الصين الواحدة، وأعتقد أن الولايات المتحدة تؤمن بنفس الشيء".

وأضاف: "هناك بعض الترتيبات المتعين التقيد بها هناك، ولكن أعتقد أن الصينيين يحترمون ذلك إلى غاية الآن. وبالتالي نحن ننتظر ما ستؤول إليه الأمور".

وأشار ولي العهد إلى أنه تحدث مع الرئيس الصيني قبل شهرين أو 4 شهور، موضحاً أنهما يتحدثان كثيراً، واصفاً الرئيس الصيني بأنه "يحاول أن يصنع الأفضل للصين، وله كامل الحق في ذلك فهو زعيم دولة ويريد لدولته أن تنجح وتنمو، خاصة أن شعبه يتجاوز المليار نسمة ولا نريد أن نرى الصين تفشل، لأنها إذا فشلت فهذا يعني تأثر ما يقارب من 15 إلى 20% من سكان العالم، لأن الصين تمثل 13 أو 14% من الناتج الإجمالي العالمي، وإذا فشلت فالعالم كله سوف يفشل بما فيها أميركا".

جهود الوساطة في أزمة أوكرانيا

وعن الغزو الروسي لأوكرانيا، قال ولي العهد السعودي، إنه "أمر سيئ، لا أحد يريد رؤيته، أن تغزو بلداً هو أمر يعارض قواعد الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن السعودية "صوتت السعودية ضد هذا الغزو"، وتابع "الروس لديهم حجة لما قاموا به، بسبب توسيع الناتو وما إلى ذلك، ولديهم قائمة حجج. غزو أي بلد هو أمر سيئ".

ولفت الأمير محمد بن سلمان، إلى أن المملكة، لديها "علاقات جيدة مع روسيا. كما أن لدينا علاقات جيدة مع أوكرانيا. لدينا علاقات تجارية مذهلة وجوهرية مع كل من أوكرانيا وروسيا. فمن جهتنا، سوف نسعى جاهدين للمضي قدماً لحل هذه المشكلة".

ونفى ولي العهد السعودي، الذي تتصدر بلاده قائمة منتجي ومصدري النفط في العالم، أي ارتباط لقرار تحالف "أوبك +" بخفض إنتاج النفط، بدعم روسيا، ففي حين رأى مذيع "فوكس نيوز" أن ارتفاع أسعار النفط الناجم عن خفض الإنتاج "يعزز جهود روسيا في الحرب"، قال الأمير محمد بن سلمان "إذن أنت تتكلم عن الداعمين لأوكرانيا، لكن ماذا عن رئيس أوكرانيا؟ ماذا قال رئيس أوكرانيا؟ لقد قال عكس ذلك تماماً. لقد قال إن المملكة تدعم أوكرانيا، وتدعم الوصول إلى حل بين روسيا وأوكرانيا، وأنها تلعب دور الوسيط بين البلدين".

وأضاف ولي العهد السعودي، في إطار تعليقه، "إذا كنا سنعقد اتفاقاً مع دول (أوبك +) لدعم روسيا، فإن إيران إحدى البلدان الأعضاء في التحالف، وآنذاك كانت إيران عدوتنا، لم يكن لدينا معهم الاتفاق الذي بيننا اليوم، فكيف لنا أن ندعم إيران؟ هذا ليس منطقياً".

وشدد على أنه "في السعودية ندرس فقط معادلة العرض والطلب، عندما يكون هناك نقص في العرض أو الإمداد، فإن دورنا في (أوبك +) هو تغطية ذلك النقص، أما إذا كانت هناك زيادة في الإمداد، فإن دورنا في المنظمة هو موازنة ذلك من أجل تحقيق الاستقرار في السوق".

العلاقات الأميركية السعودية

وفيما يتعلق بالعلاقات السعودية الأميركية، وإدارة الرئيس جو بايدن، خاصة بعد وصفه المملكة بـ"الدولة المنبوذة"، ثم زيارة الرياض، قال ولي العهد إن
"الشيء الوحيد الذي لا يتغير في السياسة هو التغيير نفسه، وبالتالي دائماً ما تغير من سياستك بما يخدم أهدافك كدولة، اليوم لدينا عمل عظيم مع الرئيس بايدن، ونعمل على الشبكة الواسعة التي نقوم ببنائها بين الهند والمملكة وأوروبا".

وأضاف: "نعمل على ترتيبات السلام بين إسرائيل وفلسطين، لدينا أطول وقف لإطلاق النار في اليمن، وهناك الكثير من التقدم الجيد لإيجاد الحل السياسي، ولدينا الكثير من العمل في أمن واستقرار المنطقة وفي ما هو أبعد منها، في أوكرانيا أيضاً".

وعن مجالات التعاون بين البلدين، أكد ولي العهد السعودي "قمنا بعمل عظيم في التكنولوجيا والبحث والتطوير والاستثمار في تقنية الجيل السادس ومجال الفضاء والعديد من المجالات، لذا فإن مجالات العمل المشتركة بين السعودية والولايات المتحدة، مثيرة للاهتمام ولدينا علاقة ممتازة مع الرئيس بايدن".

ووصف ولي العهد السعودي، الرئيس الأميركي بايدن، بأنه "دقيق وذو تركيز. هو حقاً ذو تركيز ويحضر جيداً، وهذا ما رأيته"، مشيراً إلى أنه يتابع السياسة الأميركية عن قرب أحياناً، موضحاً: "أغلب ما أحاول متابعته هو ما يؤثر على السعودية، ولكن أتابع الشؤون السياسية الأميركية أحياناً".

ولفت الأمير محمد بن سلمان، إلى إمكانية إبرام اتفاق دفاعي بين السعودية والولايات المتحدة، موضحاً أن المملكة هي أكبر مشتر لصناعة الأسلحة الأميركية، معرباً عن اعتقاده في أن تكون المملكة أكبر من المشترين الخمسة التاليين الذين يشترون من أميركا.

وأضاف: "لذلك فالمملكة تلعب دوراً اقتصادياً حاسماً في استيراد الأسلحة، ولدينا العديد من العلاقات الأمنية والعسكرية التي تعزز بالفعل مكانة السعودية في الشرق الأوسط، وكذلك مكانة أميركا عالمياً خاصة في الشرق الأوسط، ولا تريد أن يتم تغيير ذلك، ولا تريد أن ترى السعودية تنتقل إلى شراء السلاح من أميركا إلى مكان آخر".

تغير الإدارات الأميركية

وعن تغير التعامل بين المملكة والولايات المتحدة مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، لفت الأمير محمد بن سلمان إلى "صعوبة، في بعض الأحيان، عندما تتغير الادارة كل 4 أو 8 سنوات"، موضحاً: "التغيير في أي بلد دائماً ما يؤدي إلى فترة من المفاوضات ونحن معتادون على ذلك، وعند تغير أي إدارة في الولايات المتحدة نبدأ التواصل والتفاوض معها، ونبحث عن العقبات الموجودة في العلاقة، وما نوع الفرص الجديدة التي يجب أن نعمل عليها، وبعدها نصل إلى مرحلة تكون لدينا فيها خطة محددة للعمل عليها خلال السنوات المقبلة".

وأوضح ولي العهد السعودي، أن قرار صندوق الاستثمار السعودي، باستثمار نحو ملياري دولار مع صندوق كان يؤسسه ويديره غاريد كوشنر، مستشار الرئيس السابق دونالد ترامب وصهره، نابع من "البحث عن فرص الاستثمار، ولدينا العديد من الاستثمارات في جميع أنحاء العالم مع الكثير من الأشخاص والفرص الاقتصادية".

وأكد ولي العهد أنه إذا عاد ترامب إلى الرئاسة، فإن الصندوق سيبقي على المليارير دولار مع كوشنر، لأنه "التزام من صندوق الاستثمارات العامة، وعندما يكون لصندوق الاستثمارات العامة التزاماً تجاه أي مستثمر حول العالم، نحرص على المحافظة عليه".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان ذلك الأمر سيؤثر على قرارته تجاه إدارة ترمب الجديدة (في حال عودته للرئاسة)، أكد ولي العهد أن المملكة "كبيرة للغاية، لذا فأنا متأكد أن أي شخص في العالم تقريباً، لديه إما  على علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع المملكة، وإذا كان هذا سيؤثر على قرار ترمب، إذا أصبحَ رئيساً، فهذا يعني أنه سيؤثر على قرارات كل رئيس في العالم وكل شخص في العالم لأنه إما بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، لديه علاقة أو مصلحة معينة تربطه بالمملكة".

ملاحقة المتشددين

ووجه ولي العهد السعودي رسالة إلى عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، بمناسبة الذكرى الـ22 للأحداث، قال فيها: "أشعر بالأسف الشديد لأي شخص فقد أحد أفراد أسرته، لا أحد يريد أن يفقد أحد أفراد أسرته، خاصةً بطريقة مثل هذه".

وأضاف: "نعم كان هناك 15 سعودياً في الهجوم الذي خطط له أسامة بن لادن، هذا أمر معروف. أسامة بن لادن أيضاً خطط للعديد من الهجمات في المملكة، وبالتالي ليس من المنطقي على الإطلاق أن نعمل مع الشخص الذي ينفذ الهجمات الإرهابية في المملكة في التسعينيات، ويقتل السعوديين والأجانب في ذلك الوقت في المملكة.

هو عدونا وهو عدو لأميركا. المحاولة الرئيسية لأسامة بن لادن، وفقاً للتقارير، كانت استقطاب أكبر عدد ممكن من السعوديين ليضمن إحداث مشكلة بين الولايات المتحدة والسعودية، لذا إذا انطلت هذه الخدعة على الشعب الأميركي، فهذا يعني أن أسامة بن لادن نجح في تنفيذ خطته".

ورداً على سؤال بشأن الجهد الكبير الذي بذله في "ملاحقة المتشددين"، قال ولي العهد إن "المملكة كانت متحفظة في السابق، وليس فقط المملكة من كانت متحفظة، حتى الولايات المتحدة كانت متحفظة في السابق. الزمن يتغير، والإصلاحات تأتي، وهذا ما حدث في المملكة".

تحالف "بريكس"

ونفى الأمير محمد بن سلمان، ما يتردد عن أن المملكة تعيد تقييم شراكتها الأمنية من خلال إعادة العلاقات مع إيران، والانضمام إلى "بريكس"، موضحاً أن "بريكس" ليست تحالفاً سياسياً، و"ليست مجموعة مناوئة للولايات المتحدة أو الغرب، بل بالعكس بها حلفاء مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا وهم حلفاء".

وقال: "هناك مجموعتان داخل مجموعة العشرين، الأولى مجموعة السبع، والثانية (بريكس)، ونحن حاولنا الانضمام لمجموعة الأولى في عهد ترامب، لكن بعض الدول في المجموعة كان لديها اشتراطات للانضمام".

وأضاف: "نحن نرى أننا إذا بقينا لمدة عقد آخر دون أن ننضم إلى إحدى المجموعات داخل مجموعة العشرين، فإن هذا ربما يمثل صعوبات اقتصادية لنا، ولذا فإن (بريكس) خيار، وقدر رحبنا بدعوة الانضمام إليها".

اخر الأخبار