المستوطنات

تابعنا على:   11:55 2023-07-18

د. عبد المنعم سعيد

أمد/ هناك أسباب كثيرة لاستمرار الصراع الفلسطينى ــ الإسرائيلى الذى جرت آخر جولاته فى جنين قبل فترة قصيرة؛ ولكن السبب الذى يقف فى المقدمة وكان معوقا لعملية السلام منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضى، هو الإصرار الإسرائيلى على بناء المستوطنات فى المناطق الفلسطينية المحتلة.

الاستمرار فى هذه الخطوة جعل موضوع الصراع وهو الأرض يضيع بين أصابع المفاوضين. وفى العادة، فإن واشنطن كانت تعبر عن قلقها وانزعاجها، ثم تهز كتفيها وتذهب.

فى ٤ يوليو نشر جوناثان زاسلوف مقالا فى دورية ذا هيل التى تصدر عن الكونجرس قال فيه إنه إذا كان لدى إسرائيل كل هذه الأموال التى تبنى بها المستوطنات فلابد أنها لا تحتاج المعونة الأمنية.

فحتى نشوب الحرب الأوكرانية كانت إسرائيل تحصل على مساعدات تفوق مجموعها الممنوح لكل الدول الأخري؛ وهى تأخذها كاملة غير مجزأة، وتستطيع وضعها فى البنوك الأمريكية فتحصل على فائدة. المقال بعد ذلك يمضى للقول إن المستوطنات تمثل سرطانا يعرض أمن إسرائيل للخطر لأسباب جيو إستراتيجية.

بغض النظر عما يعنيه المقال بالنسبة للسياسة الأمريكية، فإن الواقع الاستيطانى يظل نوعا من تجسيد الحقائق على الأرض، وهذه المرة فإن المشروع الإسرائيلى رغم تعهدات كثيرة سوف يعنى بناء آلاف من الوحدات السكنية الجديدة. المعركة بين الطرفين لم تعد تعنى الأرض أو الجغرافيا فقط، وإنما السكان أو الديموغرافيا؛ وهى الساحة التى على الفلسطينيين التفكير فيها.

ببساطة هل يمكن أن يكون هناك استيطان فلسطينى مقابل الاستيطان الإسرائيلي؟ الفلسطينيون حاولوا ذلك من خلال معدلات ميلاد عالية، ولكن اليهود الحريديم يتبعون المنهج نفسه ليس فقط فى مواجهة الفلسطينيين وإنما أيضا فى مواجهة اليهود العلمانيين.

الأدوات التى يصرح بها هؤلاء لتحقيق التفوق السكانى هى العنف والنكبة حتى يخرج الفلسطينيون من أراضيهم؛ وفى جنين لم يكن الغرض قتل ١٢ فلسطينيا، وإنما تدمير جنين وإخراج أربعة آلاف نازح من بيوتهم لا أدرى هل عادوا أم لا؟.
عن الأهرام

كلمات دلالية

اخر الأخبار