استراتيجية "خطف مقابل خطف".. ترسم مستقبل التفاوض بين إسرائيل وحماس

تابعنا على:   15:00 2023-06-15

أمد/ تل أبيب: رأى الكاتب والجنرال الإسرائيلي المتقاعد، نيف صوفر، الذي خدم في وحدة تحديد أماكن المفقودين بالجيش الإسرائيلي، أن على إسرائيل "مصادرة الأصول المهمة" من حماس من أجل المفاوضات المستقبلية.

وقال صوفر في مقال له بموقع "يسرائيل ديفينس" العسكري العبري، إن حماس تحتجز عدداً من الجثامين والجنود، بعضهم منذ حروب سابقة وآخرون تم خطفهم، والسنوات الأخيرة شهدت جولات "قليلة" من المفاوضات السرية غير المباشرة والمبادرات التي توسطت فيها مصر ودول أخرى للإفراج عن الأسرى والمفقودين، إلا أن كل تلك الجهود بقيت دون نتائج حتى الآن.

قلق حمساوي

ويقول الجنرال الإسرائيلي، إن هناك قلقاً من أن حماس، مدفوعة بالضغط الداخلي والإحباط المستمر، تعمل على تنفيذ عمليات اختطاف كوسيلة ضغط في المفاوضات للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وإسرائيل أيضاً لديها القدرة على تنفيذ عمليات الخطف كورقة مساومة لإعادة المخطوفين والمفقودين.

وأجرت إسرائيل في الماضي مفاوضات وصفقات تبادل أسرى مع دول المنطقة، ولكن الكاتب يلفت إلى أن عليها الآن التعامل مع المنظمات المسلحة، حيث إنه منذ الثمانينيات تغير الواقع في المحيط، وأُجبرت إسرائيل على إجراء مفاوضات مع التنظيمات المسلحة من خلال قنوات اتصال غير مباشرة، وعبر وسطاء في ظروف قاسية وبدون قواعد للعبة.

الخطف وسيلة فعالة

ويلفت الكاتب إلى أن عمليات الخطف كانت وسيلة فعالة للتنظيمات المسلحة، حيث انتهت صفقة جلعاد شاليط بالإفراج عن أكثر من 1000 عنصر من تلك التنظيمات، وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) 2022، كان لدى إسرائيل 4241 معتقلاً وسجيناً أمنياً، بالإضافة إلى 133 جثماناً.

وتابع: "بعدما شجعها الثمن الذي دفعته إسرائيل في صفقة شاليط، وهو الإفراج عن 1027 أسير وأسيرة، تطالب حماس بصفقة كبيرة للإفراج عن 1111 أسيراً، بالإضافة إلى جثامين الأسرى، مقابل إعادة المحتجزين والمفقودين الإسرائيليين الأربعة، بينما ترفض إسرائيل إطلاق سراح أسرى يقضون عقوبة بالسجن المؤبد في سجونها".

إحباط لدى حماس

ويقول الكاتب، إن حماس محبطة للغاية وتتعرض لضغوط بسبب الجمود في المفاوضات، معتبراً أن توزيع شريط فيديو يظهر فيه أحد المحتجزين وهو "أفيرا منغيستو" لديها منذ ثماني سنوات يدل على أنها تعاني محنة ولديها رغبة في الضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات، فضلاً عن محاولة الضغط على إسرائيل عبر وسائل الإعلام والعائلات.

الخطف مقابل الخطف

وأوضح الكاتب أن إسرائيل تصرفت في الماضي بطرق مختلفة لمنع وإحباط خطف الجنود، بما في ذلك استخدام "الخطف المضاد"، إما لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية أو كأوراق مساومة من أجل إطلاق سراحهم، لافتاً إلى أنه إلى جانب عمليات الخطف، تعمل اليد الطويلة لإسرائيل في الخفاء، مستطرداً: "في بعض الأحيان، قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يعترف المسؤول بأن لدى إسرائيل بطاقة مساومة تم إحضارها إلى إسرائيل، ولكن دون تفصيل كيف تم إحضارها ومتى، ومن ومن أين".

وأضاف أن استخدام ما أطلق عليه "بطاقات المساومة النوعية"، فعّلت روافع الضغط في الماضي، حيث إنه من الممكن تحسين مساحة المناورة في المفاوضات وكذلك لخلق الردع.

اخر الأخبار