الفراغ السياسي مخاطر وتحديات

تابعنا على:   21:18 2023-06-11

جلال نشوان

أمد/ نعيش حالة فراغ سياسي جدي وإجراءات الإحتلال الصهيوني الإرهابي النازي على الأرض خطيرة ومدمرة، ومن الضروري خلق سياق يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، وما يطرحه الأمريكان من تحسينات على حياة شعبنا الفلسطيني هو بمثابة ذر الرماد في العيون ، فلا بديل عن وجود أفق سياسي يلبي تضحيات شعبنا ،

وعلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الضغط على حكومة نتنياهو للإعتراف بدولة فلسطين، واتخاذ إجراءات جدية ضد الإستيطان ...

إذ لا يقتصر الأمر على وسم منتجات الاستيطان بل مقاطعتها ومقاطعة المؤسسات والشركات العاملة فيها، وتنبيه المستوطنين من حملة الجوازات الأوروبية على مغادرة المستوطنات غير القانونية وغير الشرعية

وفي الحقيقة:

وسعت دولة الإحتلال من حربها على أرضنا وشعبنا، ورفعت وتيرة القرصنة على أموالنا، ومازالت تستمر باحتجاز مليارات الشواكل بشكل غير قانوني وشرعي، الأمر الذي يفاقم الازمة المالية ويؤثر على قدرة الحكومة للوفاء بالتزاماتها

،من غير المنطقي تكريس الفراغ السياسي واستمرار وجوده، ومن الوقاحة انهم يختلقون حجج ومبررات ويتبعون ذلك بتبرير خطط وبرامج لا تمت للواقع بصلة

لقد انتهجت كافة الحكومات الصهيونية المتعاقبة سياسة الفراغ السياسي

وذلك بالتخلص من القيادة الفلسطينية الشرعية وطرح البدائل وكانت تهدف من وراء ذلك تفعيل الادارات المدنية في محافظات الوطن واحداث حالة فراغ سياسي ينجم عن غيابه فرض الوقائع على الأرض ومنها تهويد القدس وابتلاع الضفة بهدف تجاوز الواقع إلى واقع احتلال يجثم على صدر الشعب الفلسطيني

وفي خضم تلك السياسة القذرة ، يلحظ المتابع للشؤون الصهيونية ان الأبواب تشرع واسعة أمام إخضاع فلسطين من جديد، للحكومة الفاشية الاستيطانية في صيغ جديدة ، لأن القيادة الفلسطينية الشرعية وضعت نصب أعينيها إقامة دولة وفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف

السادة الأفاضل:

سياسة الفراغ السياسي التي تنفذها الحكومة الصهيونية الإرهابية الفاشية

تسير عكس مسار التاريخ، وبدلاً من تطبيق الاتفاقيات الموقعة مع م.ت.ف نجدهم يسابقون الزمن في تحطيم حل الدولتين واحداث فراغ سياسي تتحكم فيه عوامل ومؤثرات معقدة، وتتصارع داخله نوايا وسواعد وتدابير، مشدودة إلى غريزة الارهاب والتدمير واقتحامات المحافظات الفلسطينية وهدم البيوت واقتحام المسجد الأقصى المبارك بشكل يومي

ممارسات دولة الإحتلال الإرهابية لا تتوقف عن سرقة الأرض الفلسطينيةوتهويد القدس مستثمرة انشغال العالم بحرب أوكرانيا، والتي تجعل حكومة نتنياهو الفاشية تمضي في هذا الاتجاه وهو تغيير الوقائع على الأرض ونسف حل الدولتين

ايقونة الإرهاب الصهيوني نتنياهو يحاكي معطيات دولية حدثت قبل ذلك ومنها :

سعي الدول الأوروبية لإنشاء اتحاد، حتى لا تترك فراغاً هائلاً أمام الولايات المتحدة الأميركية التي صارت القوة الكبرى أو العظمى الوحيدة في العالم بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. وكذلك سعي دول الخليج إلى تكوين مجلس التعاون الخليجي لتسد فراغاً يهددها بعد الاجتياح السوفييتي لأفغانستان وغيرها من الأمثلة....

قادة المطبخ الصهيوني يراهنون من أجل كسْب الوقت، والمُراهنة على تحوّلات دولية قد تخدم مخططاتهم التوسعية القذرة وهم يجرون مناورات عسكرية متتالية تهدف الى تغيير واقع المنطقة الذي موت اتفاقيات ابراهام التطبيعية موتاً سريرياً

خيار الفراغ السياسي والانسداد وقطع المساعدات لن يستمر طويلاً لأن قيادتنا الشرعية ستقلْب الطاولة في وجه جميع الأطراف من خلال إعلان مؤسسات م.ت.ف في اجتماعاتها القادمة عن خيار حلّ السلطة الفلسطينية في حال لم يوافق العالم على تدويل الصراع، ومنح العالم مدة زمنية للضغط على دولة الاحتلال بالبدء بتنفيذ حل الدولتين.

حال الفراغ السياسي ستحرّك العالم أجمع بما فيه الإدارة الأميركية التي تغض الطرف عن انتهاكات دولة الإحتلال

وستنفجر الأوضاع وستشتعل الحرائق في منطقة الشرق الأوسط، لأن شعبنا مصمم على اقامة دولته على ترابه الوطني وأن القدس عاصمة دولة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى.

كلمات دلالية

اخر الأخبار