كفى ظلماً لأبنائكم

تابعنا على:   12:13 2023-05-20

الصحفى: جلال نشوان

أمد/ هي الأقدار التي قادتني أن أقابل شاباً عرفته أثناء عملي في التلفزيون، وبادرت بالسلام عليه والإطمئنان عن أحواله ،فكانت الدموع الغزيرة الممزوجة بالألم هي الإجابة
وكلما ظننا أن الحياة انسحبت من بين أيدينا ، تأتي المواقف الاجتماعية تجعلنا نغير رأينا.
أيها السادة الأفاضل:
أوصانا الله تعالى في كثير من آيات القرآن العظيم ببِرِّ الوالدين،و منها:
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وبر الوالدين عبادة عظيمة قرنها الله تبارك وتعالى بالتوحيد في أكثر من موضع من آيات الذكر الحكيم ومن بينها قوله جل وعلا «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
ولا يخطر ببالنا ولو للحظة أنه من الممكن أن بعض الآباء عاقين لأبنائهم عاقين لهم بسوء معاملتهم أو بقسوتهم أو بعدم العدل بينهم أو بإنشغالهم عنهم فالكثير من الآباء والأمهات تحت ضغط الحياة الصعبة التي يتعرض لها الجميع بسبب تعقيدات الحياة، يفرغون جم غضبهم على أبنائهم و لأن الأبناء ضعاف لا يملكون الدفاع عن أنفسهم، يعاقبوهم ويدمرونهم نفسيًّا،
أذن يجب الوقوف ، لحظة صدق مع النفس والتوقف عن ظلمنا لأبنائنا بعدم
اهمالهم في تربيتهم،
نحتاج أيها السادة الأفاضل، أن نتقرب من أولادنا ونشعرهم بحبنا لهم، نشعرهم أنهم الأهم في حياتنا، فقد ننسى في زحمة الحياة أن نقول لهم كلمة طيبة أو نضمهم ونشعرهم بحناننا. نقضي مع هواتفنا أوقاتًا أكتر بكثير من التي نقضيها مع أولادنا،
قد نضحك ونصنع الابتسامات وننسى أن نضحك ونلعب مع الأبناء
نعتقد اعتقادا جازماً أننا ما دمنا قد ألحقناهم بأفضل المدارس وأطعمناهم أشهى الطعام، واشترينا لهم أغلى الملابس نكون بذلك قد أدينا ما علينا، وإن كان من الناس من يستثمر في الأموال، فإن هناك من الإباء المبدعين من يستثمر في أولاده،
والنماذج كثيرة ، فكم من أبناء الفقراء نجحوا وأبدعوا ، وذلك بحسن رعايتهم واهتمامهم ، فالتفوق وحسن التربية لا علاقة لهما بفقر أو غنى، ولكن لهما علاقة بالتربية والبذل.
اعدلوا بين أبنائكم ،فالعدل بين الأبناء والوالد غير العادل بين أبنائه مرتكب لذنب وفاعل لمعصية،
و أن العدالة تشمل الحقوق المادية والمعنوية، وقالوا إن التمييز بين الأبناء في المعاملة من قبل الوالدين، أحدهما أو كليهما مخالف لشرع الله وهو إثم،
و تداعيات عدم العدل بين الأبناء عواقبه وخيمة على نشأة الأولاد وتظهر فيما بعد سواء في التشاحن وعدم تماسك الأسرة وقد يترتب عليه العقوق، وأن التمييز بين الأبناء من أسباب العقوق، وكما أن الأولاد عندهم عقوق، فكذلك الوالد والوالدة قد يقعان في العقوق من قبلهم تجاه الأبناء إن لم يعدلوا بينهم، معتبرين أن ميل الوالدين أو واحد منهما إلى الصغير وتمييزه سينعكس على العلاقة بين الأبناء وعلى الأسرة والمجتمع
بعض الآباء يحتاجون إلى مراجعة مواقفهم والتطلع إلى مستقبل أبنائهم بما يحفظ الود والمحبة بينهم لان تماسكهم وتآلف قلوبهم يعود بالخير على الأسرة والمجتمع
 

كلمات دلالية

اخر الأخبار