بين العرين في نابلس والقمة في العقبة ... مقاومة

تابعنا على:   11:31 2023-02-26

أمد/ منذ إعلان المملكة الأردنية الهاشمية عن عقد القمة الخماسية في العقبة ومشاركة وفد فلسطيني رفيع المستوى الى جانب الوفود الأردنية والمصرية والأمريكية والإسرائيلية وحالة من السخط الشعبي الفلسطيني عبر صفحات التواصل الإجتماعي وراكبي الموجة من المحللين المعارضين عبر الفضائيات.

حالة الغضب الشعبي مفهومة ومتوقعه فقد جاءت هذه القمة في ظروف إستثنائية تمر بها قضيتنا الفلسطينية وحملة شرسة من الإجرام الإحتلالي الممنهج ضد أبناء شعبنا، وتغول الإستيطان ونهب الأرض والحصار المالي وكل الخطوات أحادية الجانب التي تقوم بها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لتقويض حل الدولتين والتنصل من الإتفاقيات الموقعه في ظل إدارة أمريكية خجولة بمواقفها.

وما يزيد حالة السخط هذه، هو روح المقاومة العسكرية التي أعيد إحياؤها من خلال شبان بعمر الورد خرجوا من أزقة البلدة القديمة في نابلس وحملو لواء المقاومة بعفوية الثائر وحب الوطن وحملو إسم عرين الأسود، بل وإستطاعوا من خلال بيانات مقتضبة أن يشكلوا حاضنة شعبية لهم، تنتظر أفعالهم وأقوالهم، وتخرج بالآلاف نصرة ودعماً لهم، وهو ما تعجز عنه كل الفصائل الفلسطينية مجتمعه أن تقوم به.

إن شعبنا الفلسطيني، العاطفي بطبعه، الوطني بأصله، وهو يتعرض لأبشع أساليب التنكيل والترهيب والإجرام، يرى بالبندقية خياره الأوحد لنيل حقوقنا، وهو ما ترجمه الإلتفاف حول حركة فتح منذ العام ٦٥ وما تلاها من تجديد للتشكيلات المسلحه بمختلف مسمياتها مروراً بحركة حماس وأخيراً عرين الأسود وكتيبة جنين.

ولكن، كيف يمكن أن تكون البندقية وحدها سبيل؟ هي أداة لدعم القرار السياسي وحماية مواقفه ودعمها، فجميع الإتفاقيات التي وقعت مع دولة الإحتلال عمدت بتضحيات أبناء شعبنا وحمتها البندقية منذ أوسلو حتى معركة سيف القدس وفي كل الحالات تنصلت إسرائيل من كثير من هذه التفاهمات لعل أبرزها الإنقسام الفلسطيني الذي ألقى بظلاله على أهمية القضية الفلسطينية ضمن الخارطة السياسية العالمية.

رغم ما أثير حول القمة الخماسية ومشاركتنا بها، إلا أنها ضرورية ومهمة في سبيل التأكيد على الإلتزام الفلسطيني الرسمي بقرارات الشرعية الدولية كطريق وحيد لإنهاء الإحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧ وإستغلال التواجد الأمريكي والرعاية الهاشمية والدور الطليعي لجمهورية مصر العربية لإحراج المجتمع الدولي وتأكيد الوصاية الهاشمية على الحرم الشريف بالقدس والتمسك بالثوابت الوطنية.

اخر الأخبار