الدبلوماسية الفلسطينية المأزومة واقع وخطاب

تابعنا على:   10:24 2022-12-21

هاني أبو عكر

أمد/ أصبحت السفارات الفلسطينية والممثليات والمكاتب الدبلوماسية الموجودة في أكثر من 90 دولة،  بعدد فاق 108 ممثلا لها ,موضع فشل دبلوماسي فلسطيني تعينا وتكليفا وما تقدم من قيمة شكلية ضعيفة مضافة للقضية الفلسطينية من تواجدها المنتشر وزخمها المعلل وهويتها المستنطقة ، وما تكلف خزينة الدولة سنويا وفق آخر تقرير عام 2022، حيث بلغت فاتورة الرواتب والأجور من إجمالي موازنة السفارات 112 مليون شيكل، و107.8 ملايين شيكل نفقات تشغيلية، إلى جانب نفقات تحويلية بقيمة 16 مليون شيكل ،  ولا تشمل موازنة السفارات للعام الجاري، موازنة وزارة الخارجية الفلسطينية والمغتربين، والبالغة قيمتها 67.2 مليون شيكل، بحسب البيانات الرسمية ،ومعظم هذه البعثات موجودة في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية .

تكاد تصاب بإحباط من انتشار تغريدات لسفراء أو مقاطع فيديو لا تليق بشخصيات دبلوماسية تعتبر واجهة فلسطين وقضيتها إلى العالم، إلى جانب تعيينات لأقارب مسؤولين في مناصب دبلوماسية ، *رغم نص قانون السلك الدبلوماسي* الواضح في مادة (11) يشترط فيمن يتقدم للعمل بوظيفة من وظائف السلك  الدبلوماسي في البند الثالث "أن يتم تعيينه وفقا لمسابقة عامة تجريها الوزارة لاختيار موظفي السلك ويتم الاختيار من قبل لجنة متخصصة يتم تشكيلها لهذا الغرض، ويحدد النظام شروط ذلك ", وفي نص المادة (8) البند ج " يجوز تعيين عدد لا يزيد عن عشرة سفراء تعيينا سياسيا، على ألا تتجاوز مدة خدمتهم الأربع سنوات"، فهذا كتب على ورق ليس له أصل فعل .

وزارة الخارجية  تكاد تراها وزارة مزاج بلا مسائلة ولا حتى متابعة تقارير عمل السفاراتو البعثات الفلسطينية ، وذلك إنعكس على القضية فأصبحت في تراجع دولي وإقليمي وإعلامي ونشاطي وبروتوكولي وحتى لم تنظم يوما في أي بعثة ورشة عمل أو مؤتمر صحفي إعلامي عن حصار غزة والإستيطان والبطالة والحروب على غزة والقتل على الهوية في الضفة  والتهويد للقدس والحواجز الأمنية ونقاط التفتيش التى فاقت 705 حاجزا ونقطة تفتيش ، ناهيك عن الجدار العنصري الذي يبتلع أراضي الصفة ولا حتى عن جرائم المستوطنين في الضفة ولا حتى سياسات الإحتلال المائية والعنصرية والامنية والإقتصادية التعسفية المنعية، ولا حتى عن التعريف بحكومة الفاشية الصهيونية القادمة ولا الإعدامات اليومية الميدانية ولا حتى عن سجون الإحتلال وإعتقال الأطفال القصر والنساء والاحكام التعسفية وأخرها جريمة إحتجاز الجثامين والتجارة في أعضائهم ، واليوم جريمة للشهيد  ناصر أبو حميد  بإحتجاز جثمانه وما عاناه من مرض وتهميش وقتل عمد ، كان بوسع هذه السفارات والبعثات الدبلوماسية مخاطبة الشعوب وإخراج بيانات ووقفات إحتجاجية ودعوة سفراء العالم في مقرها للتعريف بالواقع الفلسطيني حياة ومعاناة وحصار وقتل ومصادرة حقوق ، الكثير يستطيعون فعله ، لكنهم تعين أخرس أصم وجد ليضيف ثقل إنتكاسة وصمت خنوع وتعين رتوش وإفلاس تخطيط وكسر صوت هو نتاج تعين لمحاصصة حزبية ورئاسية لممثلي منظمة الكهول التحريرية التى تفتقد الكثير من الكفاءة في معظمها .

متى يطبق النظام الدبلوماسي والقانوني في سفراء ورؤساء بعثات الفساد والتعيين الحزبي والواسطي ، لقد أصبحت السفارات الفلسطينية  في عمومها فاسدة وتدار بطريقة "فهلوية" معتمدة على الوساطات والمحسوبيات والتمييز بين الفلسطينيين حزبيا وتنظيميا وعائليا، ناهيك عن سوء إدارة وعجرفة من قبل الموظفين تلحق الكثير من الأذى بأفراد الجاليات الفلسطينية وتمثيلهم وحماية حقوقهم والتواصل معهم ، بل أصبحت أوكارا للفاسدين والفاشلين والمتعصبين لتنظيم معين، وهم يستعملون السفارة لتحقيق مآرب شخصية تجارية هي في الغالب شهوانية ومنافع شخصية وبؤر معلومات أمنية ، فكثير من السفراء مشغولين غالبا باللهو والمتع والسفر والحفلات والدعوات الخاصة لا الوطنية العامة، وقلما منهم من يدافع عن القضية الفلسطينية بالتعريف بها وبالاحتلال وما يرتكب من جرائم وفضائح ،وبعض السفراء لا يكلفون أنفسهم حتى عناء حضور محاضرات وندوات حول القضية الفلسطينية أو إقامتها وتمويلها وعمل بنك معلوماتي  بدعم رجال أعمال عرب أو فلسطينين برعايتهم، ناهيك عن البعض الذي يتميز بسوء السلوك وبأخلاقيات على درجة منخفضة جدا مما يسيء للفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وبعض الموظفين يعملون بالتهريب ويسيئون لاقتصاد البلد المضيف.

قلما يكترث موظفو السفارات بالمراجعين الفلسطينيين، ويتعاملون معهم بنوع من الخشونة والجلافة والفوقية والتهميش الدوني إلا من رحم ربي في بعض الدول قل ما تجد الوطني الكفاءة المتواضع الذي يعبر عن مكانته ووطنه وشعبه ، فقليلا ما تجد من الموظفين من يقيم العلاقات العامة القوية مع المؤثرين في مجتمعهم لجلب صوتهم ولإبراز فهمهم حتى لا ينعكس سلبا على فهم الآخرين للقضية الفلسطينية وعلى الدعم والتأثير ويتراجع على الدعم السياسي والإقتصادي والمجتمعي .

فتجد الكيان المحتل تمثيله يقوى ويترادف ويحل مكانا ويستظل سوادا ، تجده يرسل سنويا زيارات لإسرائيل عبر السفارات لملكات الجمال ويتواصل معهن ويعرفهن بالدولة والديكوقراطية وما يتعرضون له من إطلاق صواريخ وهلع ، ناهيك عن تجهيز السفارات لمليار حساب على التواصل الإجتماعي للاستمرار بالتعريف بدولة  ما يسمى اسرائيل وما وصلت له وغيره ، وأيضا جمع معلومات للتواصل مع  عشرين ألف من المؤثرين عالميا من اللاعبين والفنين والإعلاميين والسياسين والإقتصادين والكتاب والشخصبات العامة كبنك معلومات متجدد يحدث .

بصورة عامة، هناك تذمر واسع من أداء السفارات الفلسطينية، وهي وفق الأقوال التي تكرر سماعي لها تعطي صورة سلبية عن الشعب الفلسطيني وعن ممثليه وعن القضية والشعب الفلسطيني والحكومة .

المطلوب إقالة الممثل حزبيا بواسطة بلا كفاءة وبلا معرفة  لغة ووضع ميزانية مع إستراتيجية صرف وليس تركها بلا رقابة ولا تقارير عنها وعن الأداء والإنجاز والقدرة ، في غياب المسائلة ومتابعة الارصدة لرؤساء البعثات الدبلوماسية لا يمكن إلا بالتغيير والمحاسبة والمسائلة ، يكفي تراجع القضية سياسيا وثقافيا وشعبيا هناك ، يكفي هدرا للمال العام وتقزيما للكفاءات وفقا لمراسيم حزبية شكلية واسطوية تعينية ، ألم يكفيكم ما سبق لتقتلونا بما لحق ، أصبح كل شي ء يدار بكوتة رئاسية جزبية ولائية هجرسية إنتكاسية تجارية واسطية ، الشعب به كفاءات تعجز عنها نظيرتها الشعوب ، ثقافة وخبرة ومعرفة ولغة وتخطيط وصوت وخرق للمجتمعات وتعريف بما وصلنا له من دولة الإحتلال الغاشية العنصرية المتطرفة من قتل وحصار وإقتحام للاقصى  وتهويد وإستيطان ،.

متى تعقلون ولهم تغيرون وللكفاءة تجلبون وللحزبية تأخرون وللقضية ترفعون وللدبلوماسية ترتقون .....

ما عدنا نحتمل الفساد فينا يقبع في تدميرنا ليعلو رويبضة ويغنم مفلسة ويرقى ذو واسطة وتتوزع المغانم على عائلات متنفذين .

أصبحت الدبلوماسية موزعة بكوتات وحصص لعائلات مسؤولين متنفذين فاشلين فاسدين ، الإبن  يرث الأب ،والأخت والبنت تعين ورثة عن أهلها تقدم وغيرها يهمش يعدم ، يكفيكم إستحكار  وإستحمار ودمار وقتل لشعبكم وللقضية والمسؤولية ....ما عدنا نحتمل فسادكم يا صناع القرار.

اخر الأخبار