مشاكسات النفاق والتعسف.. الغربي ... فوبيا روسيا..

تابعنا على:   22:25 2022-11-02

سليم يونس الزريعي

أمد/ "إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق... ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة"؟

النفاق والتعسف.. الغربي

صوتت 152 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه على إسرائيل أن تتخلص من جميع أسلحتها النووية وأن تضع مواقعها النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مقابل 5 دول عارضت القرار.

هي: كندا وإسرائيل وميكرونيزيا وبالاو والولايات المتحدة. وامتنعت 24 دولة أخرى عن التصويت ، بما في ذلك أعضاء الاتحاد الأوروبي.

مشاكسة.. إذا كان موقف كندا والولايات المتحدة كدول أقامها الاستعمار الغربي على حساب أهل البلاد الأصليين ولأنها كذلك فهي وفية لثقافة السلب والنهب وكل تجمع إحلالي أقامة الاستعمار الغربي، فهل ميكرونيزيا وبالاو حقا دول، ولها صوت في الأمم المتحدة يقرر مصير العالم؟ لكن منذ متى كانت كندا والولايات المتحدة تصوت على أساس معايير العدالة والقانون والمساواة بين الدول؟ ثم ألا يكشف موقف الدول أمريكا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي الممتنعة عن التصويت أن هذه الدول تمارس النفاق وازدواجية المعايير عندما تصوت ضد إلزام الكيان الصهيوني بالتخلص من جميع أسلحته النووية وأن يضع مواقعه النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما تفرض على إيران العقوبات وتهددها بالتدخل المسلح وهي التي لم تنتج حتى الآن أسلحة نووية؟ وهل 152 دولة على خطأ وما يسمى بميكرونيزيا وبالاو على صواب؟

ثم لماذا لا تطبق نفس المعايير التي تستهدف إيران على الكيان الصهيوني كي تكون هناك عدالة؟ ثم ألا يمكن القول والحال أنه أينما تقف أمريكا وحلفائها، فإن العدالة والمساواة والمعايير الدولية الواحدة تصبح كذبة؟ ثم ألا يكشف هذا السلوك أن تلك الدول تمارس التعسف عن سابق إصرار وترصد للبعض وتحابي الكيان الصهيوني وتحميه مع كل عدوانيته وجرائمه؟

فوبيا روسيا.. ظاهرة مرضية أمريكية

قال السيناتور الأمريكي الديمقراطي عن ولاية ميريلاند، جيمي راسكين، إن "روسيا دولة مسيحية أرثوذكسية ذات قيم اجتماعية تقليدية، ولهذا السبب يجب تدميرها بأي ثمن كان".
ورأى السيناتور أن الحرب ضد روسيا "جهاد"، ومركز عالمي لمناهضة النسوية، وكراهية المتحولون جنسيا والمثليين".

مشاكسة.. لماذا يحقد هذا السيناتور الأمريكي الديمقراطي عن ولاية ميريلاند، جيمي راسكين كل هذا الحقد على روسيا؟ وهل كونها ذات قيم اجتماعية تقليدية واستبدادية يستوجب إعلان الجهاد عليها ؟ وأي جهاد؟ وهل المنطق الذي يتحدث به المشرع الأمريكي يعكس سلوك شخص سوي؟ هل يدعو لتدمير روسيا لأنها استبدادية ، لكن اذا كان استبداد روسيا يمس الروس، فماذا عن الولايات المتحدة التي أبادت الملايين من سكان البلاد الأصليين، والدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح الذري وامتدت جرائمها وعدوانيتها لتطال أجزاء واسعة من العالم؟ أليست أمريكا هي العدو والمستبد الأكبر للكثير من شعوب العالم؟ ثم أليست القيم الليبرالية تسمح لروسيا بالحق أن يكون لها رأيها وخياراتها؟ ثم هل كراهية المتحولين جنسيا والمثليين"، يخص روسيا؟ ألا يوجد في أمريكا من يكرهون المتحولين جنسيا والمثليين؟ فهل يجب تدميرهم أو اقتلاعهم من أمريكيا؟ ألا يمكن القول والحال إن فوبيا روسيا باتت ظاهرة مرضية عصية على الشفاء للكثير من الأمريكيين والأوروبيين؟

اخر الأخبار