لليوم الثاني على التوالي..

العراق: اعتصام مفتوح لأتباع مقتدى الصدر.. ودعوات للتهدئة

تابعنا على:   15:32 2022-07-31

أمد/ بغداد: لليوم الثاني على التوالي، يواصل آلاف من أتباع رجل الدين مقتدى الصدر، وسط بغداد، اعتصاماً مفتوحاً داخل مبنى البرلمان العراقي، وذلك احتجاجاً على ترشيح القيادي السابق في حزب الدعوة، محمد شياع السوداني، لمنصب رئاسة الوزراء.

بدوره، وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بتعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الرسمية كافة، ليوم الأحد.

وذكرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، وجه بتعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الرسمية كافة، ليوم الأحد، 31/7/2022، باستثناء المؤسسات الأمنية، وأن تكون نسبة دوام الدوائر الخدميّة والصحيّة 50%.".

حول الأزمة والاحتجاجات

تصاعدت حدة الاتهامات بين الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وبقية قوى "الإطار التنسيقي" بشأن المتسبب بتطورات الأوضاع التي يشهدها العراق.

ويدفع الإطار التنسيقي نحو اختيار محمد شياع السوداني رئيسا للحكومة، وهو الأمر الذي يرفضه الصدر.

غير أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لم يعلن الاستجابة لأي دعوة حتى الآن، كما أن قوى "الإطار التنسيقي" لم تعلن سحب مرشحها لرئاسة الحكومة، محمد السوداني.

وأعلن نشطاء من التيار الصدري بناء غرفة مؤونة لتخزين الطعام والمياه، داخل البرلمان، فيما وصل قادة من التيار إلى هناك للمشاركة في الاعتصام، وهو ما أوحى بإمكانية بقاء المعتصمين لفترة أطول.

وفي ذات السياق، تصاعدت، يوم السبت، دعوات التهدئة، من قبل أغلب الأطراف السياسية.

بارزاني يدعو لحوار سياسي في أربيل لإنهاء أزمة اقتحام البرلمان

قال بارزاني في بيان: ”إننا نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع السياسي في العراق وتطوراته، وندعو الأطراف السياسية إلى ضبط النفس والبدء في حوار مباشر لحل هذه القضايا. في هذا الوضع الحساس، فإن المزيد من تعقيد الوضع سيعرض السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار في البلاد للخطر“.

وأضاف بارزاني: ”مع احترامنا لرغبة الجماهير في التظاهر السلمي، نشدد على حماية مؤسسات الدولة وأمنها ومنازل المواطنين والموظفين العموميين. إن الشعب العراقي يستحق حياة أفضل حاضرا ومستقبلا، وواجب ومسؤولية مشتركة لجميع القوى والأطراف معاً لإنقاذ العراق من هذا الوضع الحساس والخطير“.

ودعا بارزاني ”الأطراف السياسية العراقية للحضور إلى أربيل، العاصمة الثانية، لبدء حوار مفتوح والتوصل إلى اتفاق على أساس المصالح العليا للبلاد. لا توجد مشكلة لا يمكن حلها بالحوار“.

الحلبوسي يعلق جلسات البرلمان العراقي على خلفية الاحتجاجات

علّق رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، جلسات المجلس إلى إشعار آخر، عقب اقتحامه من قبل أنصار التيار الصدري.

ودعا الحلبوسي القائد العام للقوات المسلحة إلى ”اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المؤسسات، وحماية المتظاهرين، الذين أدعوهم إلى الحفاظ على سلميَّتهم وحفظ ممتلكات الدولة“.

ساكو يوجّه نداء للتهدئة وإجراء حوار وطني

وجه غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، يوم الأحد، نداء بالتهدئة واجراء حوار وطني لتدارك إنسداد الأفق السياسي.

وقال ساكو في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "البلاد على صفيح ساخن، بسبب انسداد الأفق السـياسـي، وخروج العاطلين والفقراء للتظاهر"، مبيناً، أن "المشهد مخيف لا يتحمل التأجيل، لذا على الأقطاب السياسية تحديداً والمرجعيات الدينية، تدارك الأمر قبل حدوث (تسونامي) قد يجرف الجميع".

وأضاف "يتحتم قراءة الوضـع بعمق، وتقييمه بجدية، وليس قراءة خاطئة، ينبغي ان يعترف السياسيون بفشل نهج الطائفية والمحاصصة الذي جلب الفساد والظلم، وان يدركوا ان العناد وأسلوب التجريح ليس حلاً، عليهم مراجعة حساباتهم بدقة وتقديم تنازلات مناجل إنقاذ البلاد من خلال الشروع بحوار أخوي وروحية وطنية مسؤولة لإيجاد نهج سياسي جديد فعال يبني الدولة ويخدم الشعب وليس فئة معينة".

وتابع أن "هذه التظاهرات اظهرت انضباطاً عالياً في السلمية وتجنّبت العنف، وحمت ممتلكات الدولة، كذلك المكاسب التي حققتها الحكومة الحالية في خلق بيئة ملائمة لبناء الدولة على الصعيد الداخلي والخارجي هي الحجر الأسـاس للحوار من أجل إيجاد حل يحقق السلام والاستقرار والرفاهية للمواطنين".

الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش: نتابع بقلق احتجاجات العراق

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة لاتخاذ خطوات ‏فورية لتهدئة الموقف، وتجنب المزيد من العنف، وذلك في تعليقه على الاحتجاجات الأخيرة في العراق.‏

كما حث غوتيريش "جميع الأطراف والجهات الفاعلة على تجاوز خلافاتها وتشكيل حكومة وطنية فعالة - من خلال الحوار السلمي والشامل- قادرة على تلبية مطالب الإصلاح القائمة منذ فترة طويلة، دون مزيد من التأخير"، وفقا لبيان من الأمم المتحدة.

وأكد أنه يتابع بقلق الاحتجاجات المستمرة في العراق، والتي أصيب خلالها عدد من الأشخاص، داعيا إلى ضمان حماية المتظاهرين ومؤسسات الدولة.

ولفت الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى أن "احترام حرية التعبير والتجمع السلمي من الحقوق الأساسية التي ينبغي احترامها في جميع الأوقات".

الكاظمي: نحذر من تأجج سياسي يفجر ألغاما سعى العراق لتفكيكها السنوات الماضية

قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، يوم السبت:" إن الحكومة ستتحمل المسؤولية، ولفعل أي شيء من أجل العراق، ودون تردد.

ونوه الكاظمي بأن المعضلة سياسية، وحلها سياسي، والحل ممكن عبر الحوار الصادق البناء.

ودعا الكاظمي، عبر بيان، الجميع إلى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية، وعدم الانجرار إلى التصادم، وعدم الاصطدام مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة.

وأكد على ضرورة أن تتحاور الكتل السياسية وتتفاهم من أجل العراق والعراقيين، والابتعاد عن لغة التخوين والإقصاء، والتحلي بروح وطنية عالية وجامعة، "فألف يوم من الحوار الهادئ خير من لحظة تسفك فيها نقطة دم عراقي.. يجب أن نتعاون جميعا لنوقف من يسرع هذه الفتنة، والكل يجب أن يعلم جيدا أن نار الفتنة ستحرق الجميع".

وأشار إلى أن الظرف صعب جدا، مشددا على أهمية التعاون والتكاتف جميعا، قائلا: "علينا أن نحكم عقولنا وضمائرنا ووجداننا، ونلتف حول العراق والعراقيين، لا حول المصالحِ الضيقة".

وأكد الكاظمي أن الجميع يتحمل المسؤولية، بما فيها الأحزاب والطبقة السياسية والقوى الاجتماعية وسائر المؤثرين وعلى الجميع أن يتصرف وفق قواعد الحكمة والبصيرة من أجل العراق، "حتى لا نخسر مجددا".

وأضاف "سنتحمل المسؤولية، وحاضرون لنفعل أي شيء من أجل العراق، ودون تردد.. المعضلة سياسية، وحلها سياسي، والحل ممكن عبر الحوار الصادق البناء، وتقديم التنازلات من أجل العراق والعراقيين"، محذرا من استمرار التشنج السياسي، "حتى لا تنفجر ألغام سعينا طوال العامين الماضيينِ في تفكيكها بهدوء".

يُذكر أن العراق يعاني منذ إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في تشرين الأول/أكتوبر2021، من أزمة سياسية حادة، حيث لم تفض المشاورات بين الأطراف السياسية لتسمية رئيس للوزراء إلى نتيجة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار