موسيقى "الخنوع السياسي" والخيار بين أسوأ وأسوائين!

تابعنا على:   09:46 2022-04-13

أمد/ كتب حسن عصفور/ منذ أن قرع بعض الأطراف الفلسطينية، سنتجاهل العربية لأنها غادرت مربع التأثير في المسار الوطني الفلسطيني إيجابا، جرس الفرح "المسعور" بفوز تحالف "الإرهاب السياسي" بقيادة الثلاثي (بينيت لابيد غانتس) بدعم من "الإسلاموي: منصور عباس، والمعادلة هي أنه "خيار الأفضل" مقارنة بنتنياهو، بعد حكم كان هو الأطول تقريبا.

أن تخرج داخل فلسطيني 48 فئة تنحاز الى "ثالوث الإرهاب السياسي" ضمن حسابات ضيقة وربح تحت الأقدام، وانتهازية هي جزء من تكوينهم الفكري – السياسي، فتلك مسألة يحاسبون عليها حيث هم، وبالتأكيد مقياسهم لا يرتبط بأي حال بمقياس الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، في الضفة والقدس وقطاع غزة.

أن يعتبر "المهللون" ان سقوط نتنياهو هو سقوط لصفقة ترامب، ولذا من هو قادم يستحق الترحاب الوطني الفلسطيني، فذلك انعكاس لجهالة سياسية كاملة الأركان، خاصة وأن الصفقة التي يدعونها هي بالأصل مشروع تهويدي معروض بسوق النخاسة بأشكال مختلفة منذ عام 1995، بديل تحالف "الشر العام" لاتفاق "إعلان المبادئ" المعروف إعلاميا باسم "اتفاق أوسلو"، ولذا هي ليست صفقة أمريكية بالمعنى الجوهري، وربطها باتفاقات التطبيع العربية دون ارتباط بمبادرة السلام العربية، هو أيضا ربط غير دقيق، كون بعض تلك الدول تقيم علاقات مع دولة الكيان بطرق مختلفة، ومنها تحديدا المغرب وعمان وقطر، واتصالات تحت أرضية مع البحرين والإمارات والسعودية، التي سهلت قيادة السلطة ذاتها لقاءات أمنية سعودية في تل أبيب.

التقييم الفلسطيني، قاعدته الاقتراب من المشروع الوطني، الذي أصبح جوهره السياسي مرتبط بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 19/67 لعام 2012، حيث نص بلا أدنى التباس بأن أرض دولة فلسطين هي كامل الأرض المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية كاملة الأركان، أرضا ومقدسات.

خلال عام منذ فوز "ثالوث الإرهاب الحاكم" المدعوم من خالي الجين الوطني عباس، مارس كل ما هو أكثر دناءة سياسية من حكم ما سبقه نتنياهو، بل أنه بدأ بعداء علني لرئيس السلطة محمود عباس في تصريحات مفاجئة، أطلقها بينيت ولابيد ضده، بأنهم لن يتلقوا به ولن يتصلوا معه، كونه فاسد وغير ديمقراطي يجب أن يتغير، بينما سمح لغيرهم من "الهامشيين" الاتصال معه لذر الرماد في العيون، ولقاء غانتس لسبب أمني مطلق، وكل ما قاله بعد لقاءات عباس مرتبط "مال أكثر مقابل أمن لليهود المحتلين أكثر".

حكومة "ثالوث الإرهاب السياسي"، ومنصور عباس، منحت المشروع التهويدي سرعة تنفيذ أضعاف ما كانت قبل وصولهم الى الحكم، فيما عززت من قوة "المجموعات الإرهابية الاستيطانية" وتختفي خلف قيادات تلك المجموعات ومنهم سموتريتش وبن غفير، وبدأت رسميا بربط مستوطنات بالضفة مع كهرباء إسرائيل، لتعزيز الضم والتهويد.

فيما بدأت تنفيذ التطهير العرقي في الشيخ جراح وسلوان وهدم بيوت على طريق تحقيق "مكاسب" لقوى الإرهاب، وفتحت باب الأقصى لعمليات اقتحام نوعية، لتبدو أنها الأكثر حرصا على التهويد ورفض اعتبار القدس جزء من أرض دولة فلسطين، بل أنهم منعوا أمريكا تحت إدارة بايدن أن تفتح قنصلية في القدس الشرقية، والتي حاولت تلك الإدارة تقديمها كـ "رشوة بديلة" لاعترافهم بالقدس عاصمة لدولة الفصل العنصري.

وأخيرا، كشفت حكومة منظومة الإرهاب كل أوراقها بارتكاب جرائم حرب يومية، عبر العودة لسياسة "الإعدامات الميدانية" التي تنفذ ضد كل فلسطيني ما دام جندي جيش الاحتلال يراه "خطرا محتملا"، لتعيد ما تم الابتعاد عنه فترة زمنية تحت مخاطر الملاحقة القانونية.

دون فتح ملف المحاسبة السياسية لما كان، وبعيدا عن تحميل وزر المصيبة الوطنية الكبرى لهذا وذاك، فتلك مسألة يعلم تفاصيلها كل طفل فلسطيني، ولكن الأهم من "الملامة" الذهاب لكسر حلقة الخنوع المتواصلة، والكف عن وضع الفلسطيني بين خيار " الأسوأ و الأسوائين"..فذلك خيار التدمير الوطني وتدعيم الخيار المعادي.

الخيار واحد لا خيار غيره: المواجهة – المقاومة – الانتفاض – اعلان الحق المؤجل من 2012 دولة فلسطين فوق أرضها المقرة رسميا.

آن أوان "كسر حالة الرعب والارتعاش"، التي تبدو وكأنها باتت مزمنة، وغير ذلك احزموا حقائبكم وغادروا الى غير رجعة...ووراءكم سنكسر سبعة مليون جرة!

ملاحظة: بعد تجاهل وكالة الرئيس عباس "وفا" لبيان أقاليم فتح بالضفة... كما تجاهلت الشهدين ضياء حمارشة ورعد حازم أبناء الحركة وجب المساءلة الوطنية لسلوكها...على شباب "كتائب الأقصى" أن يهمسوا بطريقتهم لوقف تلك "الإهانة"..والفهيم بيفهم!

تنويه خاص: نصيحة لفصائل ساحة الجندي المجهول بغزة أن تصوم الى نهاية شهر رمضان عن البرم، لأنه صار مضر للسمع البشري والوطني...لو ترتبوا تصاريح عمال غزة بشكل عادل، ومش "محاصصة" لهذا الفصيل وذاك، يكون أفضل ويمكن أنفع من تهديدات بات منسوب قرفها عال جدا!

اخر الأخبار