عبد الله الجوراني.. هاوٍ لتربية الطيور و"دجاج البراهمة" يعتلي سطح منزله البسيط - فيديو

تابعنا على:   21:30 2022-04-01

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: يطاردها الصيادون في كل بستان وحديقة، تماماً كما قلوبنا التي سئمت من الخداع والخيانة والتزييف، فتهاجر بحثاً عن الحب الذي هو مستقرها ومأواها، حتى ترتاح من صيد المرضى الذين لا يعرفون للحب والمشاعر معناً، وكي تكون أكثر أماناً علّها تجد من يخاويها، فالطيور تعلمنا لغة الحرية، فيالتنا نحلق مثلها في السماء، ونجوب البلاد، ونركب البحار، ونقطع الصحاري، ونلتقي الأحباب، ولا نرى الأحزان.

عبد الله محمد الجوراني 39 عاماً، خريج صحافة وإعلام، خريج جامعة الأقصى مخرج اذاعة وتلفزيون وتخرجت في عام 2006، وهو هاوٍ في تربية الطيور النادرة.

عمل عبد الله في جمعية دير البلح لتأهيل المعاقين لمدة 16 عاماً تحت بند البطالة الدائمة، وأقام أنشطة مع الأطفال الصم تحديداً، وحصل على بطولات لفعاليات وفقرات فنية واستعراضية.

ومع أزمة الأونروا الخانقة، كان "الجوراني" من بين الضحايا الذين تم انهاء عقودهم وتم اعطاءنا مبلغ بسيط جداً، وقمنا بالاضراب ولكن لا حياة لمن تنادي.

ويقول عبد الله في حديثه مع "أمد للإعلام"، "غزة عرفت الطيور العادية لذلك قررت أن أقوم بنقلة نوعية حتى لو كلفني أي شئ"

وأضاف، "تعرفت على عبد الله التكروري وعبد الجبار طاهر من أم الفحم، مربي كبير لهذا النوع من الطيور والدواجن، مشددةً أنه "في البداية جلبت بيض تهريب عبر معبر ايرز وكانت مجازفة إما يصلح أو لا، وكان الأمر ناجح بإدخال كم بيضة وأسست منها قليلاً، ومن ثم بدأت بالاستيراد الرسمي عبر معبر كرم أبو سالم".

وأوضح في حديثه مع "أمد"، "منذ صغري كنت أربي حمام وعصافير ولكن لم يشبع رغبتي بذلك، فكنت أتصفح عبر الانترنت وأحلم بالوصول إلى هذه الأماكن في قطاع غزة المحاصر".

دجاج البراهمة

وخلال حديث الجوراني مع "أمد"، تحدث عن الطيور المستوردة التي تعود لمربيين أوروبيين حازوا على بطولات معارض في أوروبا، مثل المربي بيتر وجورج من رومانيا وآدريان من هونغاريا.

وشدد، أنها طيور تمتاز بدقة المعايير والمواصفات الدولية لطيور الزينة مثل دجاج البراهمة، مؤكداً "استوردتهم من مزرعة قلنسوة داخل إسرائيل لصاحبها عبد الله التكروري وهو من أم الفحم في أراضي 48، حيثُ يسافر إلى أوروبا ويقوم بشراءهم هذه الطيور ويأتي بهم إلى فلسطين".

أردت اثبات اسم غزة في هذا المجال، حيثُ استوردت طيور ثمنها مكلف جداً وصل ثمن الزوج الواحد 2500 شيكلاً، فيما بلع ثمن الطير الواحد ذات عمر اليوم 250 شيكلاً، وهذا تحدي بأن يكون هناك موت لهم خلال تنقلها عبر المعابر، وخسرت بعضهم.

ونوه، استوردت هذه الطيور بشكل قانوني عن طريق معبر كرم أبو سالم، وبثمن مكلف وباهظ جداً، منذ بداية عملي بمجال الطيور "البيرفكت والمستوردة" قبل عدة سنوات.

وتابع، أنّ هناك قوانين دولية تحكمه معايير دولية ومواصفات معينة ودرجات يحصل عليها في المعارض.

إصرار على تحقيق الحلم

ويتابع الموهوب الغزي لـ"أمد"، أنني "أصريت رغم كل شئ، وكونت لنفسي شيئاً أرضى عنه، وأصبح لي متابعين من كل الوطن العربي، ويطلبون مني يأن يستوردو بيوض أو طيور، وتم عرض على معارض في بعض الدول، ولكن بسبب إغلاق المعابر فلم يكن الأمر سهلاً".

ويكمل حديثه قائلاً: إنّ الطيور حساسة جداً لتقلبات الجو، وكان هناك تحدي ومخاطرة بكيف سأجلب طيور غير معتادة على جو قطاع غزة.

ويقول أيضاً، من خلال البحث والاطلاع والتواصل مع المربيين، تعرفت الطعام المناسب والشرب لكل نوع، والأدوية والفيتامينات وكيفية توفير المكان، ودرجة الحرارة.

وشدد، أنه يعاني  من مكان للتربية، فكان طموحي بأن أقوم بإنشاء حديقة كبيرة ولكن أموري المالية لم تسمح لي فعملته على سطح منزلي، حيثُ قمت بتقسيم المنزل بطريقة لكل طير وتوفير البيئة المناسبة له.

وحول طعام الطيور، أكد الجوراني لـ"أمد"، أنّ لكل طير أكله الخاص به، وأقوم بتوفير البروتين الخاص به، وأقوم بعمل خلطات تفي بالمطلوب، من أجل اعطاء فائدة كبيرة للطير، حيثُ يكتفي الطير البالغ لنسبة بروتين 17-18%، أما الصغير من 20-21%.

لم يشارك في معارض بسبب الحصار

وحول المعارض المختصة بالطيور قال عبد الله، إنه لم يشارك معارض ولكن تم دعوته للمشاركة بمعارض خارج قطاع غزة، ولم تسمح له الظروف ولا حتى الامكانيات، بسبب الحصار المفروض على القطاع.

واستدرك بالقول، إن لا يوجد معارض داخل قطاع غزة، ولا يوجد جسم يحتضن الهواة والطيور ولم يتم دعوات لأي معارض في غزة.

وفي رسالة الجوراني عبر "أمد"، تمنى من وزارة الزراعة أن تعطي أولوية للهواة وأن تتعرف على مطالبهم، وتوفر لهم بعض الاحتياجات مثل تطعيم "المرك" وهو غالي جداً ومهم للطيور ويعطي نسبة 60% من نجاح فرصتها في الحياة بالقطاع.

كما تمنى، أن يكون هناك معارض داخل قطاع غزة تشرف عليه وزارة الزراعة أو نقابة معينة يتم دعوة حكام من خارج القطاع، ويكون فيه منافسة لتطوير هذا المجال.

وطالب، أن يوفقنه الله في عمله، وطموحه وهدفه بالوصول للعالمية لتمثيل فلسطين في هذا المجال، واستيراد أكثر أنواع الطيور التي لم تدخل غزة.

اذن.. هواة بلا دعم، في وطن سلب الحرية من أهله وحرمهم الحصار من التنقل عبر المعابر أو الحصول على تذكرة تلقي ظلالها على الجانب المعتم لتشرقه، ولكن لم يكن الواقع كما الأحلام، بل سُرق الطموح وسط ذاك اليأس الذي خيّم على وجوه سكانه.

اخر الأخبار