هل نحن نعيش في زمن ردىء..؟؟

تابعنا على:   18:44 2022-02-13

فريد السباخي

أمد/ تعودنا أن نعلق كل مآسينا وهزائمنا على الزمن ولا نلوم انفسنا أبداً "  هل سئلنا أنفسنا لماذا إنقلبت المفاهيم ومن المسؤول الزمن أم نحن،،

من المسؤول عن هذه المرحلة التي كثر فيها الحسد والغيرة والخداع بفعل الفقر والعوز ومن المتسبب في الوصول لها؟

من ملء الأرض بالوحوش البشرية الضارية التي تنهش بعضها البعض في غابة من النفاق؟  
من صاحب المنظومة التي تبدلت فيها المسلمات والأولويات وغابت فيه القيم النبيلة؟
فأصبح المنافق ذكياً وليس وصولياً، وأصبح النبيل غبياً يضيع وقته في معركة خاسرة صنعها مع المسؤول فضيع نفسه بعد وقته!

يجب أن نسأل أنفسنا بلحظة صدق: لماذا ينافق الناس.؟
ولماذا النفاق أصبح من المهارات التي يجب أن يتمتع بها معظم الناس!  
من جعل الحكمة  السائدة هي ما دمت أنا أنافق إذن أنا موجود؟

الإجابة واضحة ولكننا لا نريد أن نراها!! نحن في مرحلة المطلوب فيها أن لا يعلو صوت فوق صوت" مصلحجية النفاق "، فالنفاق أصبح لغة المرحلة والشعار الذى يرفعه الجميع ليضمن لقمة عيشه، لدرجة أن النفاق بين بعض الناس أصبح كسريان الدم فى العروق!

النفاق ظاهرة أصبحت جزءاً من حياتنا، وبين النفاق والمجاملة خيط رفيع، وحتى المجاملة البريئة ماتت وتحولت إلى نفاق هدفه الوصول للأهداف والمصالح الشخصية.. فقد أضحى كل شىء فى حياتنا نفاقاً فى نفاق، وما يجرى فى مجتمعنا هو أمر مؤلم، فقد خدعتنا كثيراً المظاهر وحلاوة اللسان وفنون الخطابة والحنجرات الذهبية!

وأصبح الصادقون وحيدون وهذا الآن الطبيعي فالنفاق والصراحة مستحيل أن يلتقيا أبداً، فالنفاق يسير فى خط ملتوي ومعوج.. والصراحة فى خط مستقيم، ولا تتفاجأ إذا بحث فى ميزان الربح والخسارة للنفاق والصراحة، ستجد أن الغالب والرابح فى معظم الأحيان هو النفاق لماذا؟

ببساطة" المنافق كالثعبان السام فى لفه ودورانه "، كما أنه يجيد المراوغة على الناس فيتمكن من تسيير أموره بدهائه ومكره وألاعيبه الخبيثة وفي الأساس هو المطلوب للمنظومة الموجودة....!

الأشخاص المنافقون في المجتمع  هم أكثر أشخاصاً إلتصاقاً بالمسؤول والقيادي وأكثرهم مدحاً للمسؤول حتى لو كان ظالماً وفاسد ومختل وطنياً والذي يرضي غروره بالمجاملات والتسحيج" والمنافق بالطبع هو الشخص المميز الذي يبدع بهذا العمل، حتى يصل ويصبح من مراكز النفوذ وله كلمة قوية ومؤثرة على الناس بعد ذلك" لتستمر ظاهرة النفاق بالتكاثر.

المختصر المفيد// إذا أردت أن تواصل داخل المنظومة ياصاح "بلا متاعب فعليك بالنفاق".
وإن لم تستطع فعليك أن تتمسك بالأمل وتتحمل الطعنات المؤقتة.!!
إذاً لنرحم الزمن فهوا ليس صاحب الخلل ياسادة "بل الخلل فينا.
فلا تحزن ولا تقنط وأعلم إنما هي محطات وفجوات تأتي بالتاريخ عند كل منعطف صعب" وستنتهي حتماً ولكنها ضرورية "ليميز الله الخبيث من الطيب، فاصبر لحكم ربك ولا تكن من المستسلمين لهذا المرض.

كلمات دلالية

اخر الأخبار