عائلته سجلت تاريخاً نضالياً..

أيهم كممجي في حكاية "أمد": سطور تاريخية تسجَّل بحياته خارج وداخل السجون

تابعنا على:   22:00 2022-01-08

أمد/ جنين- صافيناز اللوح: هو أحد أبطال السجون الذين سطروا حكاية لا مثيل لها بكسر قيود السجان، هو فلسطيني بامتياز بلا شك.. عاش منذ أن وعى عقله على الدنيا بوجود محتل غاصب سرق الأرض واحتل الوطن ونهب خيرات البلاد، حتى أيقن أنه لا مفر الا بمواجهته وإن كانت الصدور عارية، هو الكممجي الذي اختار قرع أجراس دقت ساعات العالم بأنّ في فلسطين شعب يقهر وينتهك حقه من محتل لا يرحم.

أيهم فؤاد كممجي 35 عاماً من بلدة كفر دان في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، اعتقل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 4/7/2006، لعدة تهم كان أبرزها خطف مستوطن اسمها "إلياهو بن نحاش أشيعي"، وهو من سكان مستوطنة ايتمار، والذي تم خطفه في حرب شاليط بغزو، وهددوا بقتله إن تم اجتياح القطاع وبعد 3 أيام تم قتله في الطيرة، واعتقل في منطقة البالوع في البيرة بالضفة المحتلة.

تنقل الكممجي بحسب حديث "أمد للإعلام" مع شقيقه المحرر "عهد"، من مركز المسكوبية في القدس، إلى سجن عسقلان وبئر السبع، ومن ثم إلى ريمون ونفحة، وأعادوه إلى هداريم ثم لجلبوع وريمون.

وفي ريمون قال المحرر الذي التقى بأخيه داخل السجون بعد اعتقاله من قبل جيش الاحتلال، بعدها تم إعادة الكممجي أيهم، إلى بئر السبع، ومن ثم إلى جلبوع مرة أخرى حتى وقوع علمية نفق الحرية.

وأكد عهد في حديثٍ خاص مع "أمد للإعلام"، أنّ أيهم مكث أكثر فترة له في سجن ريمون ولمدة 10 سنوات تقريباً لفترات متقطعة، وبعدها بسجن جلبوع.

بدأ البطل الكممجي، حياته بالإطار الطلابي لحركة الجهاد ومن ثم انضم لصفوف الحركة وبعد ذلك أصبح عنصراً في جناحها العسكري سرايا القدس، وفي الثانوية العامة قرر تنفيذ عملية استشهادية في بيسان وهو يحمل في مركبته متفجرات تقدر بـ(200) كيلو، ولكن لم ينجح بذلك وعاد إلى مدينة جنين وبعد 3 ايام اقتحمت قوات الاحتلال بقوة منزله بحثاً عن أيهم وتم مطاردته لمدة 15 يوماً.

حينها توصلت السلطة الفلسطينية، مع الاحتلال أن يتم أخذ أيهم لحمايته وبقي لمدة عام ونصف في سجن أريحا، وهرب مع الشهيد محمود كميل من قباطية، وهو نجى من محاولة اغتيال من الاحتلال وعادت السلطة واعتقلته في رام الله حتى تم اعتقاله عام 2006.

ويضيف عهد لـ"أمد"، أحد ضباط الاحتلال اسمه هارون قال لأيهم أنا أريد أن أقتلك وليس اعتقلك وسألقيك من أعلى عمارة في رام الله، وبعد ذلك أيهم من محاولة اغتيال، وهناك صديقه الشهيد خليل الذي حماهم بنفسه وتم اطلاق النار عليه حتى استشهد وحينها قرروا خطف المستوطن وبعد 3 أيام قتلوه، ولكن أيهم أصيب برصاص في الركبة آنذاك.

وشدد، تم اعتقال أيهم في منطقة البالوع برفقة شاب اسمه حمزة طقطوق من نابلس وبسام قديح من غزة ويسكن في رام الله وكان جيش الاحتلال يريد تصفيتهم تصفية ميدانية ولكن شرين أبو عاقلة غطت حينها الحدث وبسبب التغطية الإعلام لم يتم اعدامهم أمام الشاشات وتم اعتقالهم ونقلهم لمركز التحقيق.

عهد رفيق أيهم الأكثر قرباً

عهد الذي لم يفارق أيهم لسنوات داخل السجون، وهو الرفيق والأخ المقرب له، والذي اعتقل في عام 2017، وخرج من السجن في 4/3/2021، ومكثت 40 يوماً حراً، ثم طارده جيش الاحتلال لمدة 20 يوماً، ودخلوا على بيته حوالي 4 مرات، واعتقلوا والده وأشقاءه وأطلقوا النار بكثافة داخل منزلهم مطالبين بتسليم نفسه.

واستدرك بالقول، عشت مع أيهم 3 سنوات في السجن، لأنه لم يعيش في بيتنا كثيراً فقد تم اعتقاله منذ أن كان عمره 17 عاماً، فأنا شعرت بأيهم أكثر من أي شخص آخر، حينما تم اعتقاله بعد خروجه من نفق جلبوع.

ويقول عهد لـ"أمد"، "بعد فترة اقتحم جيش الاحتلال بيتنا واعتقلوني وحققوا معي وأعطوني حبس اداري لمدة 4 أشهر، وهذا كان قبل قصة أيهم وخروجه من سجن جلبوع".

وشدد عهد خلال حديثه مع "أمد"، خرجت من السجن في 28/9/2021، بعد اعتقال أيهم، الذي لم يستطع رؤية عائلته نهائياً، أو زيارة قبر أمه التي خرج من السجن لأجلها، وذلك بسبب تواجد مجموعة جواسيس بشكل دائم عند المقبرة.

جلبوع وقصة كفاح جديدة

وتابع، في 6/9 من عام 2021، خرج أيهم من السجن عن طريق النفق في سجن جلبوع، وحينها أخذوني على مركز التحقيق حتى اعتقال أيهم، وأثبتوا أنني ليس لدي علم بقضية هروبه.

ونوه، "في وقت هروب الأسرى من سجن جلبوع، أتت وحدة الموتسادا ونادت أين عهد كممجي، فأخذوني ووضعوني في زنزانة حتى المغرب، ثم نقلوني إلى سجن تحقيق الجلمة وهناك قالوا لي أنت تعلم لماذا أنت هنا، قلت لهم لا، وبدأوا التحقيق معنا ومنذ وقتها علمت أن أيهم هرب من السجن".

وحول معرفة عائلة الكممجي بخبر نفق الحرية التي شارك بها أيهم، فقد علموا ذلك عن طريق وسائل الاعلام.

وحول نضال عائلته الأسطوري أكمل الكممجي حديثه لـ"أمد"، أنها تقارع مع الاحتلال منذ عام 2001، ونفتخر بما فعله أيهم، وقصتنا ليس نفق، حتى أن المحققين الإسرائيليين قالوا لي خلال التحقيق: أنتم شاغلين الشباك، مضيفاً هذا مشوار نضالي لن نتخلى عنه وقلت ذلك للمحققين: نحن الذين بايعنا محمداً على الجهاد لن نحيد أبدا".

وأوضح حول انتهاكات الاحتلال بحقهم، في الوقت الذي خطف فيه أيهم المستوطن وقتله كانوا موقفين هدم البيوت ولكن طلبوا منا اخلاء منزلنا لكنهم تراجعوا في ذلك الوقت

أقسى جولات المحاكمة كانت بعد جلبوع

الأسرى جميعهم يعانون الأمرين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وخلف قضبان الظلم التي حرمتهم من رؤية عوائلهم واحتضانهم لأبناءهم وذويهم، وحتى في ظل تقديمهم للمحاكمة فهم يواجهون سجان لا يرحم وقضاة وضعهم المحتل ليمارس بحقهم أقسى أنواع الاهانات والتنكيل.

فأول محكمة هي أقسى محكمة كانت لأيهم بعد نفق جلبوع ولكن معنويات رغم ذلك بقت عالية والعالم كله تفاجأ به وبكلامه ورجولته وتحديه لإدارة الشاباك، هكذا تحدث عهد شقيق أيهم.

رسائل ومطالب
وحول رسالته التي وجهها الكممجي المحرر لوالدته فقط حيثّ قال: "باتت تذكرنا في الله ساجدة والدمع يهطل من عينيها سبلا،، يا أمي كتاب الله أخرجنا كرهاً وهل نمنعن الله ما قال.. فإن رجعنا فرب الخلق أرجعنا،، وإن لحقنا بربي فنبتغي بك جمعا، منوهاً أمي ماتت قهر علينا ولكن نحمد الله .. وعسى أن نلتقي بها في الجنة

وطالب، من الله الرحمة وأن يتقبلنا في العمل والقول ولقيادة المقاومة بأن تستعجل بالافراج عن جميع الأسرى وليس أيهم وحده أو الأسرى الستة، ونريدهم أن يعودوا جميعهم إلى منازلهم وأن نلتقي مع أهلنا في غزة بالقدس الشريف.

اخر الأخبار