"جون أفريك": إسرائيل تحقق حضورًا إستراتيجيًا في أفريقيا

تابعنا على:   11:16 2022-01-05

أمد/ باريس: تمكنت إسرائيل من التغلغل في القارة الأفريقية من خلال استراتيجية قامت على تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع دول عدة، وصولًا إلى التطبيع الكامل للعلاقات حتى صارت تتطلع إلى الانضمام إلى الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب، وفق ما ذكرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية.

وجاء في تقرير للمجلة، أن "إسرائيل عادت إلى أفريقيا خلال السنوات الأخيرة كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو مرارًا، حيث ذكر ذلك للمرة الأولى خلال جولته التاريخية، في يوليو/تموز 2016، شرق القارة والتي شملت: أوغندا، ورواندا، وكينيا، وإثيوبيا، ثم كررها بعد عام خلال قمة الإيكواس الـ 51 التي نظمت في العاصمة الليبيرية، ثم أجرى مثلها، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018".

ونقلت المجلة عن إيمانويل نافون، الباحث في العلوم السياسية بجامعة تل أبيب، قوله إن "الدبلوماسية الإسرائيلية تخلت عن أفريقيا، وعلى مدى عقدين طوّرت إسرائيل نفوذها عسكريًا واقتصاديًا لتصبح قوة إقليمية حقيقية، لكن لم تكن لديها فرصة بعد ذلك لتولي اهتمامًا دبلوماسيًا بأفريقيا، لا سيما بسبب الانتفاضة الثانية في الأراضي المحتلة، لذلك لم يكن الأمر كذلك حتى 2009، حيث حوّلت إسرائيل مرة أخرى انتباهها الكامل إلى جارتها في الجنوب".

وأضاف نافون أنه "مع وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض خدمت علاقته الخاصة بنتنياهو مصالح إسرائيل في أفريقيا بشكل مباشر، وأعطت هذه السياسة التي كانت تمارس من خلال الإدارة الأمريكية السابقة، نتائج مذهلة، نهاية 2020، في السودان والمغرب" في إشارة إلى تطبيع العلاقات معهما.

وبحسب التقرير، فإن "إسرائيل تقيم علاقات دبلوماسية مع 40 دولة أفريقية، بما في ذلك 37 دولة من أفريقيا جنوب الصحراء، ومع هذه الزيادة في الشعبية يمكن للدولة اليهودية أن تأمل بالحصول على مقعد كمراقب في أديس أبابا مقر الاتحاد الأفريقي قريبًا، وأن تطور التعاون الأمني والاقتصادي والتكنولوجي بين المنظمات الإسرائيلية غير الحكومية ودول، مثل غينيا، ورواندا، وتشاد، وبشكل أكثر أهمية مع دول مثل السودان، والمغرب".

وأضاف: "لا يبدو أن وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى منصبه، سيغير السياسات تجاه أفريقيا، بل على العكس من ذلك يستفيد رئيس الحكومة الجديد بالفعل من نجاحات سلفه، كما هو الحال في المغرب، حيث تم توقيع اتفاقية إطارية للتعاون الأمني فريدة من نوعها في أفريقيا، من ناحية أخرى وعلى مستوى داخلي وضعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أفريقيا في مركز الدبلوماسية الإسرائيلية، حيث إنّ الميزانية التي أقرها الكنيست ستمكنه من تطوير سياسته الخارجية، لا سيما تجاه أفريقيا".

وأشار إلى أنه "رغم مرور عقود وتعاقب حكومات في إسرائيل، فإن تحديات تل أبيب في القارة لا تزال كما هي منذ ديفيد بن غوريون لضمان منفذ إستراتيجي على البحر الأحمر، والحصول على دعم الدول الأفريقية في الهيئات الدولية الكبرى“، معتبرًا أن ”دخول إيران إلى أفريقيا، والحرب ضد الإرهاب في القارة، أدّيا إلى إحياء النشاط الدبلوماسي الذي لا يوجد سبب لإخماده من جانب تل أبيب، منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".

وأنهت المجلة تقريرها بالقول، إنه "إضافة إلى الضرورات الأمنية، هناك فرص اقتصادية لقطاع خاص إسرائيلي وجد طريقه سريعًا إلى القارة مستحضرًا مقولة نتنياهو، في 2018، حين قال إن القوتين الأمنية والاقتصادية تعملان على منحك قوة دبلوماسية".

اخر الأخبار