اعترفوا بفشلكم.!!

تابعنا على:   21:25 2021-12-29

فريد السباخي

أمد/ لا شك أن تنظيم الإخوان المسلمين يمتلك قاعدة شعبية بالوطن العربي والعالم الإسلامي كبيرة، والمنصف منهم يجب أن يبحث في سبب الفشل الذي أصاب التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وبالتالي فشل ذريع لجميع تجاربهم بعد وصولهم للحكم الذي ناضلوا من أجله "قرن كامل".

هناك عاملان مهمان كانا سبباً في هذا الفشل وهنا لتقرأ بقلب مفتوح " أخي الإخواني" فأنا لا ابحث في الإختلاف هنا ولا أتصيد فشلكم" أنا فقط أحاول أن أجعلك تفكر معي" لماذا فشلت فشلاً ذريعاً وما يجب عليك أن تفعله للعودة للصف الوطني.

أولها لنبدأ بالغرور القميء في ثقافة مدرسة الإخوان" المتمثل بالسياسة الإقصائية وأيدلوجيا الدين، حيث أن الأيدلوجيا الدينية المسيسة تفتك بتركيبة المجتمع المتعدد الثقافات والديانات، وسهل عليها أن تستبيح الدماء والمجتمع والكل الوطني" بينما الوطن والسياسة التي من المفروض أن تتعامل بها ستسبح في الضبابية والتخبط بمفاهيم قاعدتك العدوانية" مع المختلف معها.

ثانيها" الفكر الأوحد الذي لا يقبل التعددية الفكرية لأنه خاضع لتفسير نصوص الدين بما يتماشى مع أيدلوجيا الإخوان طبعاً ونظامهم، وغالباً ما يكون هذا الفكر الأوحد هو بالطبع مغلف بالفكر الديني، وسيكون رافضاً للتعددية في مجتمع مليء بالتنوع الفكري والثقافي والديني، وهذا سيخلق حتماً صراعات وانقسامات بأي مجتمع بين مؤيد يرى أنه فكر أصولي ديني متشدد، بينما الواقع الغائب عنكم ببساطة" يقول أنه فكر ديني بني على مفاهيم سياسية خاصة بمرحلة بداية تكوين التنظيم من أيام الشيخ / حسن البنا. وبعدها كتب / سيد قطب وتشدده بكتاباته" مثل "معالم في الطريق" الذي مازال حتى الآن يُدرس لأشبالكم بالمساجد رغم تغير الواقع ووصولكم للحكم فعلياً بأماكن مختلفة.

أسلوب الدعم للأيدولوجيا بفتاوى دينية بالطبع والتي لاحظنا عبر تاريخ التنظيم الطويل أنها تتغير بتغير الزمان والمكان والشخص الذي سيقود ويفرض رؤيته وفهمه الخاص الذى استقاه لغرض سياسي خاص.!!

هذا لا يليق فالدين ليس لفئة سياسية بعينها قد يكون تفسيري كمسلم مختلف عنك، هل نسيتم أن حتى الأئمة الأربعة اختلفوا فيما بينهم وأنتم تستكثرون علينا أن نختلف وهذا بحد ذاته ضد روح الدين ورحمة الله بالعباد، أين مراجعاتكم أنتم لفكر الإخوان عبر التاريخ ولماذا لم تطبقوا هذه المراجعات.؟؟

ببساطة الخلل عندكم مزق المجتمعات بينكم وبين المعارض الذي يرى أنه لا تلزمه أفكاركم بقدر ما تعنيه أصول الدين، ومن هنا يجب أن تصلوا لقناعة أنه لابد أن تتصالح مع الطرف الآخر بالوطن، وتعود من غيبوبتك وفجوة الزمن التي كنت تعيش فيها لثقافة مشتركة اسمها "ثقافة الإختلاف" فهي أهم رابط لكل الأفكار، يجب أن تقتنع بأنه لابد أن تعيش بآرائك وأفكارك وهذا حقك المقدس في أمور الحياة دون المساس بحرية الآخرين الثقافية والسياسة".

لا تستسهل التعدي على حرية الرأي، ولا تنسى أننا اختلفنا في كل شيء فلن نختلف في إنسانيتنا وحب الخير للأهل الوطن، القواسم المشتركة بيننا أكثر من الاختلاف لنعود لصوت العقل ولتنفض القوانين العتيقة للتنظيم التي وضعها رجال بزمان وواقع مختلف" وننهض بواقعنا الوطني.

العاقل من يستفيد من الفشل ليعيد دراسة أيدولوجيته فقد فهم الجميع "التقيا" التي تتعاملون فيها مع من ينافسكم على الكرسي الذي تبين أنه كان اكبر أحلامكم ونهاية سعيكم وفقط"، لا ننكر هنا أنكم جزء منا ونحن نشفق عليكم بعد كل هذا الفشل السياسي ولأنكم جزء منا نطالبكم بإعادة التفكير وهذا ليس عيباً أن "تغير وتبدل" الثقافة التي تربي عليها جيلكم القديم.

للتاريخ وبعد النصيحة إن استمررتم على منهجكم ستندثرون وينتهي دوركم للأبد بعد أن فقدتم فرصتكم وغاليتم في غروركم" بعد وصولكم للكرسي، لله وللوطن نتكلم واتمنى أن تفهموا كلماتي بشكل صحيح ويشهد الله أنها ليست مناكفات.

اخر الأخبار