أمد/ قل لقلبي شيئا
رجاء ثم رجاء لا تقف كأبو الهول
دون كلام قل لقلبي شيئا
أنقش لي كلمات على الجدران
وجذوع أشجار السندبان..
أكتبْ لي شيئاً أفهمه
لمح لي بنظرات عينيك
دعني أفهمك وتفهمني
فأنفاسي انتظرتك
على محطات القادمين
ألف من السنين
أكتب لي شيئا عن واقعنا
أفهمه وتفهمه العيون
أن لم تجد أقلام حبر أو رصاص
أكتب لي بهبو أنفاسك
على نوافذ الشتاء
اكتب لي بريشتك وألوانك
وارسم لي شيء أفهمه
عن حبنا عن وطن الملايين
أنا وقفت على ناصية الدرب
أنتظرك بلهفة منذ عقود
لتصحح لي مفهومي
وتفسر لي أحلامي البائدة
فكلها موشحة بالسواد
وسماء وطني
مرتدية السواد الحالك
كجاكيت شتوي منذ سنين
لا تظهر زرقتها الصافية
ولا تشرق شمسها مبتسمة
ولا عدت أشاهد رفرفة حمائم السلام
على أكتاف مساجدها
ولا تحلق النوارس على شواطئها
وغابات وطني باتت بلا أشجار وزهور
وحياتنا سجن وقهر وظلم بلا حرية ..
اشرح لي ما الفائدة من وجودنا
طالما كل شيء نحو الانحدار يسير
مالفائدة من وجود أشباه الرجال
والوطن يتألم ويتعذب وينوح
ويعرى أمام ملايين البشر
ويجوع كالأسرى في السجون..!!