”موندافريك“: تقارب سني مسيحي يؤسس لجبهة سياسية موسعة في لبنان ضد حزب الله

تابعنا على:   23:00 2021-11-08

أمد/ باريس: قال تقرير نشره موقع ”موندافريك“ الفرنسي يوم الإثنين، إنّ هناك تقاربًا لافتا بين القوى السنية والمسيحية في لبنان لتشكيل جبهة سياسية موسعة من أجل عزل حزب الله، والحد من نفوذه، لا سيما بعد محاولاته عزل لبنان عن محيطه العربي وإضعاف علاقاته بدول الخليج العربي.

وأضاف التقرير، أنّ لبنان كما العراق يواجه نفس الأساليب التي تعتمدها الميليشيات والفصائل القريبة من فلك طهران لفرض إملاءاتها وتخريب أي احتمال لظهور دولة مركزية مستقلة وذات سيادة، مؤكدًا أنّ القوى السنية تتحرك ضد حزب الله وتقترب علنا من الحزب المسيحي الرئيسي (القوات اللبنانية) المعادي لنفوذ طهران.

وأوضح التقرير، أنّ ”الأصوات ترتفع، من لبنان إلى العراق لرفض السياسة التوسعية التي يتبعها نظام الملالي في إيران، حيث اتسمت الانتخابات الأخيرة التي نُظمت في العراق بهزيمة ساحقة للفصائل الموالية لإيران في مواجهة التيارات السيادية، وفي لبنان يثير سلوك حزب الله الذي يقف في الصف الأول للدفاع عن المصالح الإيرانية في الشرق الأوسط، استياء شديدا يتنامى في الأوساط المسيحية والدرزية، وأيضا على مستوى السياسيين السنّة“.

غضب متصاعد

وأشار التقرير إلى أنه ”في تعبير صريح لا لبس فيه عن الغضب المتصاعد في هذا المجال من وجهة نظر السنة، ندد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الأسبوع الماضي- في إشارة ضمنية إلى سلوك حزب الله- بأولئك الذين يتبنون موقفا متغطرسا ومتحديا، والذين يسعون لقيادة لبنان إلى مغامرات بعزله عن محيطه العربي“.

وبحسب التقرير، قال ميقاتي: ”مخطئون من يعتقدون أن بإمكانهم فرض وجهة نظرهم من خلال الانخراط في التصعيد اللفظي، كما أنهم مخطئون إذا اعتقدوا أن بإمكانهم أن يقودوا اللبنانيين إلى اختيارات تتعارض مع تاريخهم ومحيطهم العربي وعلاقاتهم الوثيقة بالدول العربية ودول الخليج، وبالأخص المملكة العربية السعودية“.

ووفق التقرير، فإنّ ”هذا الموقف الحازم لرئيس الوزراء (السني) اتخذه في نهاية الأسبوع الماضي تجمع علماء السنة في البلاد، الذين استنكروا بشدة ما وصفوها بمحاولات عزل لبنان عن بيئته العربية وإلحاق الضرر بعلاقاته مع دول الخليج، ولا سيما المملكة العربية السعودية“.

وذكّر التقرير بأنه ”في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلق أحد قادة السنة الرئيسيين في شمال لبنان، الجنرال أشرف ريفي – وزير العدل السابق ورئيس الشرطة اللبنانية السابق – النار على حزب الله، متحدّثًا بقوة ضد رغبة طهران في فرض إملاءاتها على لبنان، وضم صوته بذلك إلى زعيم الحزب المسيحي القوات اللبنانية سمير جعجع، معلنا التحالف معه، ودعا جميع الشخصيات والقوى السيادية إلى الاتحاد في إطار جبهة موسعة، من أجل مواجهة قبضة إيران“.

وعلق التقرير على هذه المواقف المختلفة قائلا إنها تسلط الضوء على ”استقطاب قوي يتفاقم يوما بعد يوم على الساحة اللبنانية، وينتج عنه ديناميكية مزدوجة تتمحور حول رفض توسع حراس الثورة الإيرانيين“.

وأوضح ذلك قائلا إنه ”على المستوى السني، فإن القوى الحية في المجتمع تكون أقل دعما لغطرسة وسلوك حزب الله المهيمن الذي يسعى إلى فرض رؤيته في إدارة الشؤون العامة، والذي يتبنى باستمرار موقفا عدائيا تجاه المملكة العربية السعودية“.

وأضاف أنه ”يمكن تفسير رد الفعل السني القوي على هذا الخط السلوكي للحزب الموالي لإيران بعاملين: من ناحية الصراع السني الشيعي المستوطن الذي يعود إلى عدة قرون، والذي لا يزال يتفاقم بشكل عام من الشرق الأوسط إلى أفغانستان، تحت تأثير توسع الإمبراطورية الفارسية الجديدة، التي يحاول نظام طهران تأسيسها كنقاط رئيسية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، ومن ناحية أخرى العلاقات الوثيقة جدا التي حافظت عليها الطائفة السنية اللبنانية دائما مع المملكة العربية السعودية؛ ما يفسر رد الفعل القوي على الحملة المستمرة التي يقودها حزب الله ضد المملكة“.

وتابع: "أما ”الديناميكية الثانية التي ظهرت في هذا السياق على الساحة اللبنانية، هي التعاطف الذي ظهر علانية في الشارع السني تجاه القوات اللبنانية، لكون هذا الحزب يمثل التركيبة السيادية الرئيسية التي تعارض القبضة الإيرانية، كما يعكس التحالف المعلن للواء أشرف ريفي مع القوات اللبنانية مشاعر الشارع السني في هذا الصدد“، بحسب التقرير.

وأوضح التقرير أنه ”في الأيام الأخيرة، ظهرت صور كبيرة لسمير جعجع في قطاعات معينة من شمال لبنان، ولا سيما في أحياء الطبقة العاملة في طرابلس (المنطقة السنية الرئيسية في الشمال)“.

وخلص التقرير إلى القول إنّ ”لبنان يشهد ظهور تيار عابر للطوائف قوي لم يعد يخشى التعبير عن التململ من السلوك المهيمن لحزب الله، في خضم مواجهة بين الإمبراطورية الفارسية الجديدة في الشرق الأوسط ومعظم الدول العربية“.

اخر الأخبار