ضرورة اعطاء أمل لأهل غزة

بلينكن: الظروف ليست مهيأة لإحراز تقدم في حل سياسي للصراع بالشرق الأوسط

تابعنا على:   12:00 2021-08-30

أمد/ واشنطن: أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن قلقه لكبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية من أن إجلاء العائلات الفلسطينية من الشيخ جراح أو زيادة التوتر في الحرم القدسي قد يؤدي إلى تجدد العنف وحتى الحرب.

وشدد بلينكن في مقابلة أجراها الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد نشرها موقع "واللا" العبري، على أن الولايات المتحدة تتفهم ضرورة إعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في غزة إلى منازلهم، لكنه اعترض على أن يكون ذلك شرطًا لإعادة تأهيل القطاع، مؤكدًا أنّ "غزة لديها احتياجات ملحة ونحن بحاجة لمنحهم الأمل - هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع حرب جديدة".

وذكر وقع "واللا"، أنّه  "بلينكن تحدث مع وزيري خارجية المملكة العربية السعودية وقطر، أطلعهم على محادثاته في إسرائيل والسلطة الفلسطينية وطلب منهم الحشد لإعادة تأهيل قطاع غزة - من بين أمور أخرى من خلال التبرعات المالية، وأعلنت قطر بالفعل يوم الأربعاء عن مساهمة قدرها نصف مليار دولار لتحقيق هذه الغاية".

وقال بلينيكن، إن النتيجة الرئيسية التي توصل إليها من زيارته للمنطقة، والأزمة في غزة هي أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يزال قائما ويحتاج إلى معالجة.

 وأوضح أن إدارة بايدن في هذه المرحلة لا تعتقد أن الظروف مهيأة لإحراز تقدم كبير في عملية السلام، خاصة بسبب الأزمة السياسية في إسرائيل، والوضع السياسي الداخلي في السلطة الفلسطينية.

وبيّن أنّ ذلك على الرغم من قرار إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، والتي تم إغلاقها خلال ولاية الرئيس ترامب، لم تنسحب إدارة بايدن من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل..

وقال إن "فتح القنصلية يصب أيضًا في مصلحة إسرائيل لأنه بهذه الطريقة يمكننا تعزيز القضايا التي تهم إسرائيل".

وتابع بلينيكن: "أعتقد أن الاستنتاج الرئيسي الذي توصلت إليه من الأسابيع القليلة الماضية هو أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يزال قضية تحتاج إلى معالجة ولن تختفي بأعجوبة، وأعتقد أن جميع الأطراف المعنية بحاجة إلى الاعتراف بهذه الحقيقة".

وشدد على أن القضية الأكثر إلحاحًا التي يجب معالجتها هي استقرار وقف إطلاق النار في غزة وبناء البنية التحتية للحد من التوترات في الضفة الغربية والقدس.

وروى بلينكن، تجارب مماثلة سمعها من الإسرائيليين والفلسطينيين الذين وجدوا أنفسهم مع أطفالهم تحت النيران خلال الصراع الأخير، مردفًا: "وقف إطلاق النار ليس مجرد غاية في حد ذاته، إنها أيضًا وسيلة لخلق مساحة تجعل من الممكن تحسين الوضع قليلاً".

وذكّر بلينيكن أنه خلال الأشهر الأربعة الأولى لبايدن في البيت الأبيض، جعلت الإدارة الأمريكية القضية الإسرائيلية الفلسطينية ذات أولوية منخفضة وتأمل في معالجتها في الحد الأدنى.

 وادعى أنه بعد أسابيع قليلة من تولي بايدن منصبه، بدأت الإدارة في تجديد العلاقات مع السلطة الفلسطينية وإعادة المساعدات الاقتصادية.

 وفي نفس الوقت، قال إن الأولوية المنخفضة التي أعطيت للقضية في الأشهر الأولى للإدارة كانت بسبب التقييم بأن الظروف على الجانبين ليست ناضجة لتحقيق اختراق سياسي.

وأشار إلى أن الجانبين بحاجة إلى تجديد الثقة واتخاذ المزيد من الخطوات قبل إحراز تقدم كبير.

 وأضاف بلينكن، أنّ "هناك حالة من عدم اليقين في إسرائيل بسبب التساؤل عما إذا كانت الحكومة الجديدة ستتشكل الآن ام ستكون هناك جولة اخرى من الانتخابات، في جو من الانتخابات وفترات الانتخابات، ليس هذا هو الوقت المناسب للمضي قدمًا في القضايا الجوهرية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

ولفت إلى "قدم المساواة في السلطة الفلسطينية، تم تأجيل الانتخابات وهذا يثير تساؤلات كثيرة، لذلك في ظل عدم وجود ظروف أكثر إيجابية، أعتقد أنه من الصعب رؤية الهدف من دفع مبادرة جديدة خارج الصندوق".

وقال وزير الخارجية الأمريكية، إنه "سمع في محادثاته مع كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية عن رغبتهم في ضمان استمرار وقف إطلاق النار في غزة".

وأضاف أنه، "سمع خلال محادثاته في مصر من الرئيس عبد الفتاح السيسي ومسؤولين مصريين آخرين أن حماس مهتمة أيضًا بالحفاظ على وقف إطلاق النار".

وقال بلينيكن: "هذا مهم للغاية ولكن هناك شيء آخر مهم وهو عدم اتخاذ خطوات قد تؤدي عن غير قصد أو عن قصد إلى إشعال جولة أخرى من العنف"، مضيفًا: "لقد أثرنا مع إسرائيل قلقنا بشأن الإجراءات التي يمكن أن تشعل التوترات أو الصراعات أو الحرب، وتقوض حل الدولتين بشكل أكبر، مثل إجلاء الفلسطينيين من منازلهم التي عاشوا فيها منذ عقود وحتى عدة أجيال، وهدم المنازل وأي شيء مرتبط بذلك. على وضع جبل الهيكل ".

وأردف: "سأدعم الإسرائيليون بما يقولون ما ينوون فعله حيال ذلك"، قائلًا في محادثاته في رام الله مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إنه بحاجة إلى وقف التحريض ضد إسرائيل، ومنع العنف واتخاذ إجراءات ضد الإرهاب، ووقف دفع رواتب لأسر الأسرى.

وقال: "لا يقوم أي من الطرفين بأي أعمال من شأنها إشعال المنطقة".

وعن سؤاله بإحدى القضايا الرئيسية التي تحاول الترويج لها هي إعادة تأهيل قطاع غزة، وشدد بلينكن، على أن إعادة الإعمار يجب أن تتم بالاشتراك مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية ومصر وبطريقة من شأنها أن تساعد السكان دون أن تعود بأرباح على حماس، وهذا هدف طموح إلى حد ما، خاصة في ظل وجود إسرائيل والمواطنين الإسرائيليين، تحت سيطرة حماس، كما تفاقمت سياسة إسرائيل تجاه إدخال البضائع إلى غزة إلى تلك التي سبقت أسطول غزة في عام 2010، عندما قرر منسق العمليات في المناطق منع دخول مسحوق الكاكاو إلى غزة على أساس أنه ليس حاجة إنسانية".

وأعتقد أن هناك احتياجات ملحة لكثير من الناس في غزة تحتاج إلى معالجة وفي النهاية، من أفضل الطرق لمنع تكرار ما حدث هو إعطاء سكان غزة الأمل والأفق والفرص.

واعتبر بلينكن، أن "الناس في غزة سيفهمون في مرحلة ما أنه عندما تحدث أشياء إيجابية وتخلق وتوجد الفرص، وتتخذ حماس إجراءات تدمرها، فإنهم سيلقون اللوم على حماس لأنها لم تمنح الفلسطينيين أي شيء سوى المعاناة أفضل طريقة لإضعاف حماس هي إعطاء سكان غزة الفرص والتأكد من أن السلطة الفلسطينية تلعب دورًا وتوفر الأمل لسكان غزة".

ورأى بلينكن، أن "الأمر منطقي استراتيجيًا عميقًا، بالإضافة إلى أهمية هذا المستوى الإنساني "، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية".

وفيما يخص إحدى الخطوات التي اتخذتها خلال زيارتك لإسرائيل كانت الإعلان عن أن الولايات المتحدة ستعيد فتح القنصلية الأمريكية في أقرب وقت ممكن، في القدس أغلقه الرئيس ترامب، وأبدى رئيس الوزراء نتنياهو تحفظات على الانتقال إلى بلينكن، لكن يبدو أنه سينفذها في المستقبل القريب، قال بلينكن، "القنصلية منصة لتجديد علاقات الولايات المتحدة مع الفلسطينيين، لا فقط مع الحكومة ولكن أيضًا مع الشعب".

وأوضح بلينكن أن افتتاح القنصلية لا يغير شيئًا بشأن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مشددًا على أن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة اعترفت بالقدس عاصمة لفلسطين.

 وأشار إلى أن هذه القضية برمتها يجب أن تُحسم في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولا أعتقد أن هناك مجالًا للقلق هنا على العكس أعتقد أنه سيفيد الجميع، وأنه إذا لم نتواصل مع الفلسطينيين، فسوف يضر ذلك بقدرتنا على الترويج لأشياء تعود بالفائدة على الجميع- بما في ذلك إسرائيل.

ملاحظة: نعيد نشر المقابلة التي تمت في مايو 2021 لأهميتها وعدم فقدان قيمتها السياسية.

اخر الأخبار