"خيارات بايدن الأخرى" الإيرانية...والقضية الفلسطينية؟!

تابعنا على:   09:27 2021-08-29

أمد/ كتب حسن عصفور/ أثار الإعلام العبري ضجيجا عاليا حول عبارة، قال إن الرئيس الأمريكي أشار لها، خلال اللقاء مع رئيس حكومة دولة الكيان بينيت، الى وجود "خيارات أخرى"، غير الديبلوماسية في العلاقة مع إيران.

الإعلام العبري، وليس الأمريكي، ذكر على لسان بايدن، "إنه وضع خيارات أخرى أمام إيران ولم يقل كل الخيارات على الطاولة"، ويضيف أنه إذا "فشلت القناة الدبلوماسية، أي لم تعد إيران إلى الاتفاق النووي، الولايات المتحدة ستفعّل، وضمناً بالتعاون مع إسرائيل، خيارات أخرى".

الإعلام العبري، أوضح ماذا تعني عبارة "خيارات أخرى" بأنها (حربٍ سرية، كالتي نسبت للموساد، وتتجلى بتخريبات وإحباطات مركّزة اغتيالات لشخصياتٍ مركزية في البرنامج النووي الإيراني – وفي الأساس حرب سايبر واستخبارات).

يبدو أن بينيت، عمليا حقق ما يريد من الزيارة، من حيث أن الموضوع الإيراني كان المركزي، والفلسطيني كان هامشيا، بل أن الرئيس الأمريكي لم يجرؤ الإشارة الى دولة فلسطينية خلال اللقاء المفتوح مع بينيت أمام وسائل الإعلام، واكتفى البيت الأبيض بإصدار بيان بعد اللقاء يشير الى "حل الدولتين"، فيما ذكر بايدن "تحسين مستوى المعيشة للفلسطينيين" علانية.

مبدئيا، لا يمكن قراءة مسار الترضية الأمريكية لدولة الكيان بخصوص الملف الإيراني بعيدا عن "الحدث الأفغاني"، وما أحدثه من كسر هيبة القوة العظمي للولايات المتحدة، وأن شكل الخروج اعتبر إهانة تاريخية غير مسبوقة، خاصة وأنه لم يكن هناك ضرورة عسكرية لعملية الخروج المهين، ويبدو أن إدارة بايدن ترى في المسار النووي الإيراني هو الخيار الجديد لاستعراض "القوة".

ورغم ذلك، لا يجوز الاستخفاف بما تم نشره عن "خيارات أخرى"، خاصة وأن الأمر لن يذهب الى الخيار العسكري المباشر، والذي قد لا يكون مقبولا أبدا داخل الولايات المتحدة، بعد مظهر الخروج الأفغاني، الى جانب الموقف الروسي والصيني وكذلك الاتحاد الأوروبي، الرافض لاستخدام القوة المباشرة، الأمر الذي سيؤدي الى كيفية استخدام كل أشكال العمل "غير الشرعي" ضد إيران ومشروعها النووي.

ربما يرى البعض، انها رسالة أمريكية تفاوضية لتشكيل قوة ضاغطة على الحكم الإيراني الجديد، الذي لم تكن رسائله مشجعة، بل حاول انتقاد من سبقه متهما إياه بالضعف التفاوضي مع أمريكا، ولذا جاءت رسالة "خيارات أخرى" كجزء من الإرباك المبكر، إما الذهاب الى حل عقد الملف النووي، او هناك ما سيكون مكلفا أكثر.

الموقف الأمريكي الجديد، يمثل انتصارا سياسيا هاما لحكومة بينيت، خاصة بعدما  أصاب نتنياهو العلاقة مع الإدارة الجديدة بعطب كبير، ولعلها تمثل "ضوء أخضر" كي تواصل إسرائيل عملها السري ضد النشاط الإيراني، مع تطور الدعم الأمريكي، والذي قد يكون مباشرا في مظاهر "العدوان القادم".

سريعا، أدركت إيران خطر الرسالة الجديدة، فرد رئيس مجلس الأمن القومي علي شمخاني عبر تغريدة باللغتين الإنجليزية والعبرية، رأى ذلك تهديد مباشر ولن يمر.

ماذا تبحث أمريكا ودولة الكيان ضمن مسألة الملف النووي وكيفية إدارتها لم يعد سرا، ولكن هل تصبح الساحة الفلسطينية جزءا من تلك "المعركة"، وهل يذهب البعض بعيدا ليكون جزء من "حسابات إيران الأخرى" ردا على "الخيارات الأخرى"..تلك هي المسألة، التي يجب أن تكون محل اهتمام، كي لا يذهب الأمر بعيدا عن المصلحة الوطنية لخدمة مصالح غيرها.

ملاحظة: سلوك وزير خارجية إيران في قمة بغداد، جاء وكأنه صاحب الأرض والمكان عندما فرض نفسه في مكان غير المخصص له في صورة القمة..."الفارسية" برزت في مظهر بروتوكولي!

تنويه خاص: في ذكرى رحيل ناجي العلي يحضر "حنظلة" في كل زوايا حياة الفلسطيني...سلاما لروح صاحب ريشة توقفت، ولكنها تعيد رسم منتجها بشكل متواصل...ناجي العلي مش شخص مات..ناجي فكرة مستمرة!

اخر الأخبار