الناجون من المعركة , " يهتفون "

تابعنا على:   21:56 2021-05-24

مازن سلامة

أمد/ لم تنتهي المعركة ولكن الطائرات أوقفت محركاتها، لتشكل فرصة للضحايا للخروج من بيوتهم لمعرفة ما حل بمدينتهم، مدينة تعرضت للوابل من الحقد قرابة النصف شهر، يا لفظاعة المشهد كل شيء طاله الخراب، البلاد والعباد التقوا في مكان لا يصلح للحياة، كل شيء داسته القنابل، وبدل من ان نواسى بعضنا احتفلنا بالنصر، نعم احتفلنا بالنصر وأطلقنا الرصاص في الهواء برغم ان كل ما يحيطنا يجلب التعاسة والانكسار. لم يقتلونا لقد تركونا لنعيش اسوء الكوابيس، يا لها من أيام مضت علينا، لا أحد يعلم كيف يلتقي الموت مع الحياة.

الامر يمر سريعا، والكل يحاول ان يصعد السلم دون تفكير، هناك أموال سوف تدفع للضحايا وأموال أخرى للأعمار، مشاريع وتجارات تتفرع منها، الخراب الذي حل فتح شهية الوسطاء دون النظر الى حجم تعاسة الناس واوجاعهم، معركة داخلية نصبت فخاخها، في ظل تعدد الشرعيات والمتحكمين فينا، هنا كان لابد لمجموعة من مجموعة المنتفعين ان تستغل الموقف وتدفع باتجاه الجهة التي تحقق غايتهم، والحقيقة، منطقة منكوبة يتسكع حولها الناجون لا يعرفون كيف يمكن إيجاد صيغة للتعايش مع الاشباح لتعود المدينة تنبض بالحياة،
كل ذلك يمكن القفز عنه، واقناع النفس به، الا تلك المجموعات التي غزت المشهد قبل شهور عندما أُصدرت مراسيم الانتخابات، قدموا من كل مكان ومعهم حناجر لا تحتاج الى الميكرفونات، هاجموا التفرد، ولعنوا الانقسام، وحيوا الشعب، وطافوا يمينا وشمالا، لان سعادة الشعب هي غايتهم
قوائم انتخابية بالعشرات، محشوه بأسماء كثيرة، لها ناطقين وأعضاء، انها أسماء رنانة قادمة لإعادة رسم المشهد من جديد، ولأسباب لا أحد يجهلها أُلغيت الانتخابات، وبعدها دقت أجراس الخطر في القدس ثم في الشيخ جراح، تلتها حرب ضروس في غزة، اختفوا، او انزوا في أماكن امنة، لم يكتبوا بوست او يغردوا بتغريدة ولا حتى بث مباشر، لم يقولوا كلمة، بل ادعوا كذبا ان صفحاتهم على المواقع قد تم تقييدها.
انها مساحات إعلانية مجانية استخسروا استخدامها برغم انها قد تساهم بشكل او باخر في الدخول في مواجهة مع الرواية الإسرائيلية، رفضوا الانحياز للوطن خوفا، واعتبروا ان المعركة لا تعنيهم والدماء التي سالت لا تلهمهم لتبنى شعارات تشكل حافزا من الصمود

هؤلاء لا يستحقون ان نعيد التصفيق لهم، لأنهم مجرد أدوات تريد المناصب دون ان تتغبر اقدامهم بتراب الوطن، كثيرة هي المواقف التي كانت تحتاج ردود منهم قنوات إخبارية عربية استخدمت مصطلحات والفاظ مخزية، مواقع تواصل تحجب المحتوى الفلسطيني وتساعد في ابحار الرواية الإسرائيلية في عقول الناس، لم تكن دافعة لتحريك ضمائرهم ودفعهم للكتابة او التواصل مع تلك القنوات، في خيبة امل واضحة فيهم، انهم قادمون فقط لاعتلاء اجسادنا وتحقيق المنافع والمكاسب،
لقد كان الامل معقودا ان أمواج التغيير قادمة لا محالة، وان من عانوا من الاقصاء والتهميش لن يترددوا في اظهار شجاعتهم ومواقفهم الوطنية الثابتة وان الخلافات فقط لأجل الوطن، وان دعوة القوائم على لقاء لتحديد برنامج عمل يساهم في خلق بيئة مناسبة سوآءا في المساهمة في الاعمار او حتى الاشراف عليه ,الا ان ذلك لا يسجل ضمن أولوياتهم، لأنهم يعملون بمقابل والعمل الوطني ليس الا اطلاله تزيد من حضورهم شرفا ، الا اننا لن نعيب هذه التصرفات على من امتهنوا الاسترزاق على معاناة الناس، ويميلون الى الشهرة دون حسابات ونتائج.
الشعب الذي عانى ودفع اثمان باهظة من حياته، ترك منزله وهرب خشية ان يفقد عائلته فشاهد بيته وهو ينهار ثم نفض غباره كي يدفن ابنه بدموع الحسرة والالم، لن يقف اليوم منتظرا أصحاب البدلات السوداء كي يعرضوا عليه تبنى ابنه شهيدا تحت رايتهم، لان ذلك سوف يمنحهم فرصة أخرى للظهور دون ملامة او عتاب إذا قدر للانتخابات ان تعقد في انتهازيه واضحة،
غزة عليها ان ترفض هذا الغزل المبتذل وتلقى اللوم على الجميع، فالكل شارك في معاناتها ولم تجد من يضمد جراحها، غزة كما ترفض الحرب والخراب، ترفض الحصار، غزة تبحث عن الحياة، غزة تقول كفى عقوبات، وضياع الحياة انتظارا لإطلالة صاحبة السعادة الكهرباء،

كلمات دلالية

اخر الأخبار