أسوشيتد برس تكشف خبايا "الحرب الباردة" بين ايران والادارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد

تابعنا على:   14:00 2021-05-04

أمد/ واشنطن - ترجمة خاصة: نشرت وكالة "أسوشيتد برس"، يوم الثلاثاء، تقريرًا يفيد بأن سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية، والتقارير  تشير إلى إحراز تقدم كبير  في المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال التقرير، إن المحادثات قد تقترب الى اتفاق على الرغم من الجهود التي يبذلها المسؤولون الأمريكيون للتقليل من فرص التوصل إلى اتفاق وشيك من شأنه أن يعيد واشنطن وطهران إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015.

 وجاء في التقرير، مع توقف المفاوضات في فيينا، نفت الولايات المتحدة وبريطانيا التقارير الإيرانية التي تفيد بأن هناك اتفاق مع إيران حول مبادلة السجناء الأمريكيين والبريطانيين. الذي من شأنه ان يكون اساسا لبناء الثقة لإحياء الاتفاق النووي.

 وأضاف التقرير، ستكون عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق أكبر مبادرة للسياسة الخارجية وأكثرها إثارة للجدل في الأشهر الأولى من رئاسة جو بايدن. ومن شأن ذلك إحياء الاتفاق الذي وضعه كبار مساعدي بايدن خلال السنوات التي امضىوها في إدارة أوباما.

واشار التقرير الى ان العودة الى الاتفاق وتقديم التنازلات المطلوبة للقيام بذلك، بعد قرار  الرئيس الامريكي السابق، دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق ومنع الولايات المتحدة من العودة إلى أي وقت مضى، أن يثير غضب الجمهوريين ومن المرجح أن يزعزع استقرار إسرائيل وحلفاء دول الخليج العربية.

وأضاف التقرير، حتى في الوقت الذي رفض فيه وزير الخارجية الامريكي، أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، تقارير تبادل الأسرى في مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين في لندن، كان دبلوماسيون أمريكيون رفيعو المستوى في الشرق الأوسط يجتمعون مع قادة دول الخليج العربية. وكان اثنان من أكبر مؤيدي الاتفاق النووي في الكونغرس - السناتور الديمقراطي، كريس كونز وكريس مورفي، -يجولان في المنطقة. 

وأوضح التقرير، تأتي هذه المناقشات بعد أسبوع من الاجتماعات رفيعة المستوى في واشنطن بين بايدن؛ ومستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان؛ وبلينكن; ونائبته ويندي شيرمان، والمبعوث الخاص لإيران روبرت مالي؛ وآخرون مع، يوسي كوهين، رئيس الموساد وكبير مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للأمن القومي.

وحسب التقرير، يعارض الإسرائيليون بشدة أي تقارب أمريكي مع إيران، التي يعتبرونها تهديدا وجوديا للدولة اليهودية. وعقدت ثلاثة اجتماعات منفصلة على الأقل مع الإسرائيليين الأسبوع الماضي، بما في ذلك اجتماع يوم الجمعة مع رئيس الموساد يوسي كوهين الذي ظهر فيه بايدن.

وأكدت جين بساكي، الناطق باسم البيت الابيض، انه تم اطلاع كوهين على مناقشات فيينا " والتقدم الذى يتم احرازه هناك ". 

وأكد التقرير، في وقت لاحق من يوم الجمعة، ويوم السبت، ظهرت تقارير من وسائل الإعلام المرتبطة بإيران تفيد بأنه تم التوصل إلى اتفاق حول ما ستقدمه الولايات المتحدة مقابل عودة إيران إلى الامتثال لاتفاق عام 2015، الذي منح مليارات الدولارات لتخفيف العقوبات مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

ووفقا للتقرير، ظهرت يوم الأحد تقارير عن صفقة تبادل الأسرى، لكن سارع المسؤولون الأمريكيون إلى التكتم على هذه التقارير باعتبارها سابقة لأوانها وغير دقيقة، على الرغم من أن الملامح العريضة لتخفيف العقوبات المحتمل معروفة جيدا، ولم تخف واشنطن حرصها على إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في إيران.

وتابع التقرير، ان مسؤولو الإدارة الأمريكية سمحوا بإحراز تقدم محدود في المحادثات التي جرت في فيينا، حيث يرأس مالي الوفد الأميركي. ويعتبر  مالي شخصية رئيسية في مفاوضات إدارة أوباما حول الاتفاق النووي الأصلي في عام 2015، وكذلك شيرمان وسوليفان، اللذين قادا تلك المحادثات على التوالي وشاركا في اجتماعات سرية مهدت الطريق للاتفاق.

وحسب التقرير، ردت إدارة بايدن بحدة على التقارير الإيرانية. وقالت وزارة الخارجية " اننا لسنا على وشك تحقيق اى اختراق " ورفضت ادعاء تبادل الاسرى ووصفته بانه كاذب . وقال، رون كلاين كبير موظفي البيت الابيض، يوم الاحد "للاسف، هذا التقرير غير صحيح".

وأشار التقرير، الى ان سوليفان توخى الحذر فى التعليقات العامة حول المحادثات ، مؤكدا ان الامور تقف فى " مكان غير واضح فى فيينا " . وفى اجتماع ظاهرى لمنتدى اسبن الامنى يوم الجمعة اكد ان المحادثات كانت " مفاوضات حقيقية ".بينما اعترف بالطبيعة غير المباشرة للمناقشات جعلت هذا التعهد " غير فعال " الى حد ما .

وأضاف سوليفان، "اعتقد ان ايران جاءت بحسن النية وبطريقة جدية لمناقشات جدية حول التفاصيل وان الفرق تعمل من خلال هذه التفاصيل الان".

وقال التقرير، إن الزيادة في النشاط الدبلوماسي في الوقت الذي يستعد فيه المفاوضون لجولة رابعة من المحادثات في فيينا أعطت مؤيدي الاتفاق الذي انسحب منه ترامب في عام 2018 سببا للأمل، بينما زادت من قلقلق المعارضين الذين زادوا من تعقيد أي حل محتمل سواء على المدى القصير أو المتوسط في محاولة لإحباط التوصل إلى اتفاق.

وأشار التقرير، بالإضافة إلى عرب الخليج وإسرائيل، هناك معارضة قوية من أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين يحاولون بالفعل تمرير تشريع لمنعه. وفي إيران، يبدو أن عناصر من «الحرس الثوري الإسلامي» المتشدد تستغل محادثات فيينا لإحباط ترشيح وزير الخارجية محمد جواد ظريف في الانتخابات الرئاسية هذا العام.

وحسب التقرير، ان منتقدو المحادثات اعترضوا على التكتيكات التفاوضية لمالي وزملائه، زاعمين أنهم يتخلون عن النفوذ على إيران الذي أنشأه ترامب عندما انسحب من الاتفاق وفرض عقوبات جديدة شاملة. وفي الواقع، فإن أي عودة أمريكية إلى الاتفاق ستتطلب تخفيف العديد من تلك العقوبات، بما في ذلك العقوبات التي ربما فرضت لأسباب غير نووية، مثل الإرهاب ونشاط الصواريخ الباليستية وانتهاكات حقوق الإنسان.

ومن ناحية أخرى، انتقد مؤيدو المحادثات هذا الانتقاد، واتهموا الجانب الآخر برفض الدبلوماسية والتشجيع على الحرب. ويقولون إن تخفيف العقوبات هو السبيل الوحيد لإعادة إيران إلى الامتثال للاتفاق وإغلاق مساراتها نحو الحصول على سلاح نووي.

اخر الأخبار