جولة شكري السُّداسية!

تابعنا على:   11:08 2021-04-21

سليمان جودة

أمد/ هذه الأيام يتنقل سامح شكري، وزير الخارجية، بين ست دول في القارة السمراء، واضعًا كل دولة منها أمام مسؤوليتها، وداعيًا الدول الست إلى أن تمارس ما يجب أن تمارسه من واجب في قضية سد النهضة، التي تنتظر اختراقًا على كل مستوى يحركها من مكانها!

والأمل أن تكون الجولة هي بداية هذا الاختراق بعد أن انطلقت من كينيا، ومنها إلى جزر القُمُر، ثم إلى الكونغو الديمقراطية، ومن بعدها إلى السنغال، ثم جنوب إفريقيا، ومنها إلى تونس الخضراء!

والنظرة المتأملة في موقع الدول الست على الخريطة تقول إن اختيارها بالذات من بين دول القارة له هدف، وإن هذا الهدف هو الحركة في قضية السد على مستويين، أحدهما له بُعد دولي ويشمل تونس وكينيا، والثاني إفريقي مجرد ويضم الكونغو الديمقراطية، والسنغال، وجزر القُمُر، وجنوب إفريقيا التى ترأست الاتحاد الإفريقي في دورته السابقة!

إن تونس وكينيا تحملان عضوية غير دائمة فى مجلس الأمن، ومن شأن الحديث معهما أن يعزز مرحلة حالية من العمل المصري السوداني فى ملف السد على المستوى الدولي فى منظمة الأمم المتحدة، التي يظل مجلس الأمن أقوى أجهزتها الفاعلة!.. وقبل أيام كان شكري قد وجَّه ثلاثة خطابات إلى المنظمة، وطلب تعميمها بين دول العالم الأعضاء فيها واعتمادها وثيقة رسمية!

كان الخطاب الأول إلى أنطونيو جوتيريش، أمين عام هذه المنظمة الدولية الأم، وكان الثاني إلى مجلس الأمن فيها بأعضائه الخمسة الدائمين، والعشرة غير الدائمين، وفى القلب منهم تونس وكينيا، وكان الثالث إلى جمعيتها العامة التى تشمل عضويتها كافة دول العالم!.. وعندما يجرى تداول خطابنا داخل المجلس، فلابد أنه سيلقى دعمًا تونسيًا قويًا، بتأثير من زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى القاهرة قبل رمضان، وحديثه القوى أثناء الزيارة عن دعم بلاده لموقفنا فى القضية، وبتأثير كذلك من زيارة شكري الحالية!

أما الكونغو الديمقراطية فهى ترأس الاتحاد الإفريقي فى دورته الحالية، وكان رئيسها فى القاهرة قبل شهر من الآن.. وإذا كانت إثيوبيا تتمسك بأن تكون المفاوضات تحت مظلة الاتحاد، فلا أحد يطلب من الكونغو شيئًا سوى أن تكون عادلة وهى تجمع دول السد الثلاث على مائدة!

وفضلًا عن عضوية كينيا فى مجلس الأمن، فهى إحدى دول حوض النيل الإحدى عشرة، وهى على جوار مباشر مع إثيوبيا، وتستطيع بهذه الوضعية أن تمارس دورًا فى إقناع الطرف الإثيوبي بأن الإضرار بمصالح مصر والسودان المائية مسألة غير ممكنة، وغير مقبولة، وأن أفضل ما يمكن أن تفعله أديس أبابا هو أن تنصت إلى حديث القاهرة والخرطوم!.

عن المصري اليوم

كلمات دلالية

اخر الأخبار