العنف الأسري إلى متى ؟

تابعنا على:   08:55 2021-02-27

محمد عبدالله الكومي

أمد/ كعادته _ التي فُرضت عليه _ يذهب كل صباحٍ إلى العمل ليأتي ببعض أموالٍ في نهاية اليوم ليعطيها لوالده طفولة ضائعة وهمٌّ حمله قبل أوانه أثقل كاهله لم يكن يعلم أنه سيعود ليلقى مصيره المجهول بعد أن وقعت عليه حيلة من أحدهم بتقديم ورقة مزورة دون درايةٍ منه وعلى حين غفلة .

فاستشاط الأب غضبًا صبّه عليه بكل ما أوتي من قوةٍ أودت بحياة هذا الصغير .

وهذا مثال واحد وليس الأول ولن يكون الأخير .

لنقف هنا قليلًا ونبدأ من جديد.

العنف الأسري إلى متى ؟

هي ظاهرة ليست جديدة على المجتمع ولكن تسارعها بشكل ملحوظ كان لابد لنا من وقفة جادة عندها للحد من تفاقمها ومنعها .

في ظل احتكام الكثير من الناس لحكم العادات والتقاليد البالية التي أكل الدهر عليها وشرب والسلطة الأبوية التي لا تجرّم الآباء أو الذكور الذين يقومون بهذه الأفعال الشنيعة .

وكما أن العنف الأُسري يرجع لرواسبٍ اجتماعيةٍ وسيكولوجيةٍ وثقافيةٍ موجودة سواء بين الوالدين، أو الأبناء، أو الأخوة، أو الزوجين وهذه الرواسب تتراكم لتشكل تراث متوارث لتنفجر بعد ذلك في شكل يصعب التنبؤ بها .

والكثير من أنواعه منها الذي يقع على الزوجة أو الزوج والأبناء والأخوة وأيضًا على الأهل وكبار السن سواء كان هذا العنف جسدي أو نفسي أو جنسي .

وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى العنف منها البيئة العامة في المجتمع الذي يقع تحت الاحتلال والحصار المفروض على غزة والذي أدى إلى تفاقم الفقر وازدياد البطالة وعدم مقدرة الأب عن توفير متطلبات الحياة .

والانقسام السياسي بين المتناحرين أثر سلبًا على مناحي الحياة وخلق فجوة كبيرة بين طبقات المجتمع والمشاكل الزوجية التي تحدث أمام الأبناء في ظل مجتمع ذكوري يفرق بين الذكر والأنثى فتُعطى الأفضلية للذكر دومًا فيظن أن من حقه أن يمارس سلطته على من هم دونه وغياب الوازع الديني والرقابي عن كثير من مشاهد العنف التي تُبث على الفضائيات وتقليدها على النفس أو الغير .

وأيضًا الإدمان على المخدرات وتعاطيها سبب من أسباب ممارسة العنف بكافة أشكاله.

وتدني مستوى التعليم والمعرفة وعدم النضج الكافي لكيفية التعامل مع الأبناء والزوجة وكذلك عدم التكافؤ بين الأزواج من حيث العمر والمستوى التعليمي يؤدي ذلك إلى العنف .

أسباب سياسية وأسباب اقتصادية وأسباب ثقافية وأسباب اجتماعية.

ولذلك لابد لنا من وقفةٍ جادة ووضع بعض الحلول للحيلولة دون تفاقم هذه الأزمة والمحاولة لإنهائها وذلك من خلال نشر الوعي الديني والثقافي بخطورة العنف الأسري بكافة أشكاله في جميع جوانب المجتمع .

عمل خطة وطنية جادة وتكاثف المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لأخذ دورها في هذه الظاهرة ضمن إطار القانون الدولي والفلسطيني.

عقد ندوات مجتمعية لمختلف الطبقات والفئات العمرية عن ظاهرة العنف الأسري والجنسي .

توفير مرجعية لعمل إحصائيات عن العنف وتوفير ملاذ آمن لمن يتعرض للعنف وتقديم المساعدة له ومعاقبة من قام بالعنف.

تجريم كل من يقوم بالعنف الأسري و أن يأخذ العقاب الذي يستحقه وفق القانون.

و أخيرًا محاولة تنقية المجتمع من العادات والتقاليد البالية وسلطة هذه العادات على كافة مناحي الحياة والتي كانت في كثير من الأحيان تؤدي إلى إهدار حقوق المظلومين ومن وقع عليهم هذا العنف .

كلمات دلالية

اخر الأخبار