ابنة مُهرة حُرّة مُرّة

تابعنا على:   19:18 2021-01-24

منجد صالح

أمد/ سافر سامح أبو الفتوح، بيمن الله ورعايته، إلى ربوع الكويت، طلبا للرزق في الدولة الخليجية المُزدهرة، بفعل ثروة وثورة النفط، شأنه شأن العديد من أترابه وأبناء قريته، في السبعينيّات من القرن الماضي.

بدأت عمليّة الإرتحال والإغتراب إلى الدولة الصغيرة في بدايات الخمسينيّات، حيث كان أبناء القرى والمدن الفلسطينية، وخاصة من محافظة نابلس، يسافرون، زرافات ووحدانا، للعمل وتحسين ظروف حياتهم و"ضخّ" خبراتهم التعليمية والعلمية والعملية لدى أشقائهم في الكويت، الذين استقبلوا واحتضنوا "الضيوف" أحسن استقبال، وأصبح الكثير منهم "محلِّة"، يتمتّعون بالإحترام والدفئ، ويعتبرون الكويت وطنهم الثاني.

وحتى احتلال جحافل موشي دايّان للضفة الغربية والقدس، عام 1967، كانت الطائرات القادمة من الكويت، تحتضن في احشائها المصطافين الكويتيّن لقضاء فترة سياحة واستجمام أخوية ممتعة في ربوع رام الله، المصيف بإمتياز، تقابلها مدينة أريحا، المشتى بامتياز، تحطّ في مطار قلنديا، في ضواحي مدينة القدس، حاملة ومُكتنزة في رحمها أيضا الفلسطينيين العائدين من الكويت لزيارة أهاليهم في البلاد.

ترك سامح وراءه زوجته الشابة جليلة وطفلته دلال، عُمرها أربع سنوات، تعيشان "مُحصّنتين" في بيت والديه القديم، على أطراف القرية، مع أفراد عائلته الكبيرة.

كانت الأمور تسير بصورة رتيبة، حياتهم متواضعة لكنها هنية هادئة هانئة. كان هو يجدّ في عمله في الكويت ويبعث نقودا لعائلته الصغيرة والكبيرة كل ثلاثة أشهر.   

بعد غيابه نحو عامين، جاءة الخبرالصاعق، الخبر المُجلجل، النبأ المُزلزل: "زوجتك حامل!!!".

حامل وهو في الكويت؟؟ ولم يمسسها منذ عامين، تفصل بينهما بحور وجبال وفيافي!!! كيف ولماذا ومع من؟؟

مادت الأرض به وودّ لو أنها إنشقّت وابتلعته قبل سماع هذا الخبر المشؤوم الملعون.

هاتفته جليلة، زوجته "المصون"، بعد أن انكشف المستور، بعد أن انكشف "سرّها" ببروز بطنها يندفع أمامها، وقالت له ببساطة وبرود: "غلطت يا ابن عمّي مع جارنا، سامحني"!!!.

يا للهول!!!! هكذا وبكل بساطة؟؟!! هل هي غلطة من الممكن أن "يمسحها" ويقول لها "عفا الله عمّا سلف" أم أنّها كبيرة تنوء الجبال من حملها؟؟

غضب وشتم وأرعد وأزبد وتوعّد ... وأرسل لها ورقة الطلاق، على أن لا تقترب من ابنته، طفلته، الوحيدة دلال، التي ستدخل هذا العام الصف الأول الإبتدائي.   

تربّت الطفلة دلال في كنف جدّتها لأبيها، أمّ سامح، في نفس البيت القديم. لم تكن أمّها جليلة تراها إلا ما ندر، وخلسة عن مسامع سامح، الذي تعمّد المكوث في الكويت بعد الفضيحة المُدويّة خمس سنوات أخرى.

رُبّما إلى حين أن تخبو "غمزات ولمزات ووشوشات" نساء ورجال القرية حول "قصة جليلة" وجارها أبو اليامن، الذي داهمها في ليلة ليلاء، بناء على رغبتها ومُرادها، و"نطّ" عليها و"سخّمها" و"حبّلها" من أوّل "طلقة" وكأنّها أرنبة "حايلة" تنتظر تلقيحها الطبيعي الغادر.    

بعد خمسة عشر عاما تلصص "يامن"، ابن الجار الفاعل الجاني، على الصبية دلال، بنت جليلة، المفعول بها، المجني عليها برغبتها وودّها ومرادها.

اخترق الشبّاك وداهمها في سريرها خلسة، بعد منتصف الليل. ربما يُريد أن يُعيد كرّة أبيه!!!

استفاقت دلال مذعورة وهو "يهمّ بها" على سريرها. لكنّها قاومته وصدّته ببسالة وشجاعة. مُهرة أصيلة مُرّة. مُرّ لحمها على مثل أسنانه الغادرة.   

دفعتة بقوّة وقالت له: "إيّاك أن تفكّر أو تظنّ أنني مثل أُمّي".

وأدمت أنفه بقبضة يدها.

كلمات دلالية

اخر الأخبار