عدنان غيث محافظ القدس حكاية مناضل لايكسر

تابعنا على:   19:06 2020-07-22

يسري النباهين

أمد/ أن تعيش في زهرة المدائن فهذا قدر، لكنْ أن تشتري زمنًا فيها فهذا خيارٌ اختاره المحافظ غيث وقائل هذه المقولة فارس القدس وأميرها الراحل فيصل الحسيني ومن سبقوه ومن ساروا على دربه، غيث هو القابض على الجمر وحامل الملف الأصعب، ملف العاصمة المحتلة، محافظًا لها وحاميًا لملفاتها.

الاخ والصديق عدنان  غيث أصغر المحافظين الفلسطينيين في السلطة (44 عاماً)، وتعرّض منذ تولّيه المنصب إلى الاعتقال والاحتجاز والتوقيف15 مرّة،

ولد غيث في بلدة سلوان في جنوب المسجد الأقصى، وتلقّى تعليمه الابتدائيّ في مدارس البلدة، وحصل على شهادة الثانويّة العامّة داخل السجن عام 2006 حين اعتقل لمدة 11 شهرا على خلفية عمله في اللجنة الشعبية في حي سلوان ونشاطه السياسي في حركة فتح وحاليّاً يدرس العلوم السياسيّة في جامعة القدس (أبو ديس).

وقبل تولّيه منصب المحافظ، كان غيث يعتبر أحد قادة اللجنة الشعبيّة لتحرير فلسطين في حيّ البستان في سلوان، وأمين سر  حركة فتح في القدس، وقد أمضى في السجون الإسرائيليّة قبل تسلّمه منصب المحافظ 8 سنوات بشكل متقطع، أوّلها عام 1989 حين كان عمره 13 عاماً، حيث استمرّ اعتقاله 3 أشهر بسبب مشاركته في الانتفاضة الفلسطينية الاولى التي اندلعت عام 1987، وآخرها اعتقال في عام 2014 واستمرّ لمدّة 6 أشهر (اعتقال اداري لم يتم توجيه تهمة له)، كما تعرّض غيث إلى الإبعاد من القدس الى رام الله لمدة عام، حيث تسلم قرار الإبعاد عام 2010، ونُفذ فعليا عام 2011، بسبب عمله السياسيّ المناهض لعمل الجمعيّات الاستيطانيّة في المدينة، ومشاركته آنذاك في خيمة اعتصام في حي البستان التي تم نصبها احتجاجا على هدم منازل في الحي،
تقف أسباب مختلفة خلف الملاحقة المستمرّة لغيث منذ أن كان يقود حركة فتح في القدس حيث كان امين سر إقليم القدس في حركة فتح ومن ثم تم انتخابه عضو في المجلس الثوري لحركة فتح  في المؤتمر السابع وبعد ذلك  تولّيه منصب المحافظ، أهمّها دوره في ملاحقة مسرّبي العقارات والأملاك الفلسطينيّة في القدس إلى الجمعيّات الاستيطانيّة، كما ان ملاحقة الاحتلال لغيث تعد تنفيذ لقرارات الاحتلال  التي حظّر من خلالها أيّ نشاطات ثقافيّة أو سياسيّة للمنظّمات الفلسطينيّة أو السلطة الفلسطينيّة في القدس، واعتبارها إرهاباً ومساساً بسيادة الإحتلال  على اعتبار أنّها صاحبة السيادة في القدس الشرقيّة، وأنّ قوانينها هي السارية، وبموجبها مدّدت إسرائيل إغلاق العديد من المؤسّسات الفلسطينيّة في المدينة، وبالتالي فأن غيث بصفته ممثل السلطة الفلسطينية في القدس فأنه ملاحق باستمرار وفق تلك القرارات.
عاد الاحتلال لاعتقاله مرة أخري ظانأ بأن الإعتقال سيثني غيث عن مواصلة الدرب (عدنان غيث ) مقدسي حمل أوجاع شعبه ومحنة مدينته منذ طفولته، اختارَ أو أُختيرَ للإقامة في المدينة المكلومة بجرحِ السنين، والعيشِ تحتِ ظلال المسجد الذي بورك من حوله، ولْيُبَلْسِم ما استطاع إليه سبيلا...
وفي الختام لابد من التأكيد على أن الاعتقالات وبالرغم من ضخامة أرقامها وبشاعة ما يصاحبها ويتبعها، فإنها لم ولن توقف مسيرة شعب يصر على أن يستمر في مقاومته حتى استرداد أرضه ونيل حريته. فالاعتقالات لن تقود إلى أي نوع من السلام. إذ لا يمكن فصل السلام عن الحرية، لأنه لا يمكن لفلسطيني شريف أن يكون مسالما ما لم يكن حرا.

كلمات دلالية

اخر الأخبار