خطوات ممنهجة لمعاناة الأسرى

تابعنا على:   17:00 2020-07-08

خالد صادق

أمد/ تناقلت مصادر اعلامية محلية أول أمس خبر استشهاد الأسير الفلسطيني سعدي الغرابلي في سجون الاحتلال, والمحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة, وذلك على خلفية قتله لضابط صهيوني عام 1994م في تل ابيب, وفي اعقاب تداول هذا الخبر المفجع وانتشاره قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الأسير سعدي الغرابلي لا زال في حالة موت سريري، وسط توقعات أن ترفع إدارة «مصلحة السجون» أجهزة التنفس عنه في أية لحظة والاعلان عن استشهاده, رغم أن الأسير الغرابلي لم يكن مشخصًا لدى الهيئة من الحالات الخطيرة، وتم نقله بشكل مفاجئ إلى المشفى, تسريب مصلحة السجون الصهيونية لخبر استشهاد الاسير الغرابلي يهدف لقياس ردة الفعل الفلسطينية على خبر استشهاده, وكيف ستتعامل فصائل المقاومة الفلسطينية مع الحدث, بعد ان ايقنت مصلحة السجون ان الشهيد الغرابلي دخل في حالة موت سريري, وانه قد يعلن عن استشهاده في اية لحظة, لذلك قالت هيئة الاسرى والمحررين الفلسطينية «إذا ثبت لنا استشهاد الاسير الغرابلي فإنه سيتم المطالبة بتسليم جثمانه، وتشريحه، وتشييعه إلى مثواه الأخير, وحملت الاحتلال الصهيوني المسؤولية عن استشهاده نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي ينتهجها الاحتلال بشكل ممنهج مع الاسرى الفلسطينيين, خاصة الاسرى المرضى من اصحاب الامراض المزمنة والخطرة, ومنهم الاسير سعدي الغرابلي الذي كان يعاني من إصابته بمرض السرطان، وهو ثاني اكبر اسير في سجون الاحتلال بعد الاسير فؤاد الشوبكي 80 عاما.

مأساة الاسرى في سجون الاحتلال لا تنتهي عند هذا الحد, انما تصعب وتتفاقم فقد كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن «كارثة حقيقية حياتية وصحية» يعيشها الأسرى في مركز توقيف عصيون، والبالغ عددهم 21 معتقلاً. وقال تقرير للهيئة إنه يتم التفرد بهؤلاء المعتقلين من إدارة السجن بشكل عنصري، ويسلبون من أبسط حقوقهم اليومية. وهم يستعدون لخوض إضراب مفتوح عن الطعام، حيث يتركون فريسة للجوع والمرض، ويحاول الاحتلال النيل منهم ومن عزيمتهم بحرمانهم من حقوقهم الحياتية وعلى مدار الساعة. ويزداد تردي أوضاع الأسرى في عصيون منذ ظهور جائحة كورونا، حيث يتم احتجاز المعتقلين لمدة ١٤ يوما، يمنعون خلالها من الاتصال بذويهم، أو ممارسة حقوقهم في الخروج إلى الفورة والأمور الحياتية اليومية والحرمان والإهمال الطبي يمارس على أعلى مستويات، وهناك مجموعة من الأسرى يعانون من أمراض ويتألمون باستمرار ولم يقدم لهم شيئا, لذلك من المتوقع ان يسقط المزيد من الضحايا الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال, طالما استمرت سياسة الاهمال الطبي, ولم يحاسب الاحتلال على جرائمه التي ارتكبها ويرتكبها كل يوم بحق الاسرى, فإمعان الاحتلال الصهيوني ومصلحة السجون الاسرائيلية بسياسة الاهمال الطبي الممنهجة, يتطلب مواجهة هذه السياسة الخرقاء بطرق مختلفة منها.

اولا: نضال الاسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الصهيوني, وذلك من خلال اتخاذ خطوات تصعيدية جماعية تجبر الاحتلال على تحسين اوضاع الاسرى والتعامل معهم وفق المحددات الدولية التي وضعت معايير للتعامل مع الاسرى وفق القوانين الانسانية التي حددت اشكال التعامل مع الاسرى وفق معايير انسانية.

ثانيا: النضال السياسي الذي يجب ان تخوضه السلطة لفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني, من خلال ملاحقة الاحتلال في المحافل الدولية واظهار اشكال التعامل القمعي واللاإنساني مع الاسرى, وانتهاك كل القوانين والاعراف الدولية التي وضعت وتم تجاوزها بشكل خطير على يد الاحتلال الصهيوني.

ثالثا: يجب ان يدرك الاحتلال ان كل جريمة يرتكبها بحق الاسرى, واستشهاد أي اسير داخل سجونه النازية نتيجة سياسة الاهمال الطبي المتعمدة, سيدفع ثمنها غاليا, وان الاسرى لن يكونوا في يوم من الايام فريسة سهلة له, ويعرضهم للاخطار التي تنتهي بإزهاق ارواحهم, وان ثمن هذا العبث مع اسرانا البواسل باهظ جدا.

رابعا: تحرك الشارع الفلسطيني لنصرة الاسرى والتضامن معهم يقلق الاحتلال, ويظهر بشاعته ونازيته امام العالم, فوسائل الاعلام المحلية والاجنبية تتابع عن كثب ردات فعل الشارع الفلسطيني على قضايا الاسرى وتفضح الاحتلال, والاسرى يشعرون بالقوة وتشتد عزائمهم وارادتهم بشكل كبير مع حراك الشارع الفلسطيني.

الاحتلال لا يكاد يتوقف عن قتلنا سواء داخل السجون او خارجها, وهو يرفع شعار الموت للعرب, والجرائم التي يرتكبها بحق الاسرى هي وسيلة من وسائل الموت المتعددة, على قاعدة ان العربي الجيد هو العربي الميت, لذلك يجب ان نمنع هذا الموت الذي يوزعه الاحتلال على اسرانا بتعزيز سياسة الردع له فهلا تدركون؟.

اخر الأخبار