مع اتهام نتنياهو بالكذب والتآمر

دوائر غربية ترصد: الاحباط والحاجة الاقتصادية يسيطران على الشارع الفلسطيني

تابعنا على:   19:00 2020-06-02

أمد/ عواصم - أحمد محمد: كشفت استطلاعات الرأي التي نشرت أخيرًا، أن الاحباط وتعاظم الحاجة الاقتصادية المتواصلة بات يسيطران على الشارع الفلسطيني، الأمر الذي دفع ببعض من التحليلات إلى الذهاب بأن غالبية سكان الضفة الغربية لا يكترثون بفكرة ضم إسرائيل لمناطق في الضفة الغربية.

وأشارت بعض من التقارير، إلى معارضة الفلسطينيين لهذه الخطوة، إلا أن تعاظم الأزمات الاقتصادية ورغبة الفلسطينيين في توفير فرصة عمل يومية، أثر على الكثير من التقديرات السياسية، ولم يعد يمنحها الأولوية كما كان الوضع في السابق.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها، أن الكثير من الفلسطينيين يعانوا البطالة، التي برغت مستويات مرتفعة للغاية نتيجة لوباء كورونا المستجد، الأمر الذي يجعل التحدي الاقتصادي هو الأبرز والاهم أمام أي فلسطيني، بغض النظر عن اي تحدي أخر على أي صعيد.

وتتفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بدورها مع هذه النقطة، مشيرةً في تقرير لها إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لا يرغب إلا في كسب مجد شخصي له من وراء هذه الخطوة.

وأضافت الصحيفة، إٕن نتنياهو يعتقد أٔن توسيع الدولة اليهودية في الأراضي العبرية التوراتية في الضفة الغربية سيكون إرثاً له، والأساس الجديد لأي مفاوضات مستقبلية.

وتابعت: إنه "يدرك نتنياهو جيداً أن إدارة ترامب، التي منحته والجناح اليميني الإسرائيلي كل مطالبهم، تتيح فرصة خاصة لتوسعة السيادة الإسرائيلية بموافقة أمريكية، غير أن الأزمة الحقيقة، تتعلق بجدوى تنفيذ هذه الخطة على الأرض".

ولفتت الى أنه ورغم النقاش الساخن الدائر هذه الأيام وعلى نطاق واسع بشأن خطة الضم التي أعلن عنها نتنياهو، إلا أن عدد كبير من المسؤولين الفلسطينيين يرون أن خطوة الضم ليست إلا خطوة استعراضية، ولن يكون لها تأثير في سياسات الشرق الأوسط.

وأشارت تقارير إعلامية، إلى أن الكثير من هؤلاء المسؤولين يتعاطون الأن مع هذه الخطة باعتبارها خطة فاشله لن تدوم، والأهم إنها ضعيفة ومحكوم عليها بالفشل حتى من قبل أن تخرج إلى النور والعلن.

وتطرقت صحف غربية، إلى تداعيات هذه الخطة وحساسية تنفيذها، حيث قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن هذه الخطة تمثل انتهاكا وقحا للقانون الدولي.

وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها السياسية الأخيرة أن نتنياهو وبعد أن نجا من صراع سياسي استمر لمدة عام، وهو الصرع الذي احتاج إلى ثلاث انتخابات وطنية للتغلب عليه، أعلن أنه سيبدأ قريبا في عملية ضم المستوطنات اليهودية وغور الأردن في الضفة الغربية، كما تعهد في حملته.

وتقول الصحيفة "رغم أن المستوطنات توسعت بشكل مطرد على مدى عقود، وغور الأردن يخضع في الواقع لسيطرة عسكرية إسرائيلية، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الضم الفعلي فكرة سيئة، والسبب الرئيسي في ذلك يتمثل في أن المنظمات الدولية، ومعظم دول العالم تعتبر الضفة الغربية أراض محتلة، والمستوطنات اليهودية غير شرعية بموجب اتفاقية جنيف، الأمر الذي يزيد من خطورة هذه القضية".

وتقول الصحيفة أيضا إن الأمم المتحدة وجميع الدول الكبرى ستدين بدورها عملية الضم بصفتها غير شرعية، الأمر الذي سيكون له الكثير من الانعكاسات السياسية التي لن تتوقف، وهي الانعكاسات التي ستتواصل ، غير إنها لم تؤثر على الشكل العام للتطورات السياسية في الشرق الأوسط، وهو ما بات واضحاً من الإعلان عن هذه الخطة حتى الان.

واعتقدت الصحيفة، أن التحرك في اتجاه الضم سيكون أحادي الجانب، وسينعكس سلبا على كل من دعا إليه، وهو ما يفرض على الجميع عدم الانصيع وراء تنفيذ هذه الخطة".

يذكر أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أشارت في تقرير لها، إلى تقدّم إسرائيل نحو بدء ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، في وقت مبكر من الشهر المقبل.

وقالت الصحيفة أن إسرائيل امرت جيشها بتعزيز الأمن هناك، رغم مواجهة مقاومة محتملة من أوروبا والدول العربية، بشأن الخطة المثيرة للجدل.

والمعروف أن عدد من كبار الساسة في قلب إسرائيل ذاتها انتقدوا هذه الخطة، مثال أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتما، والذي قال إن تصريحات نتنياهو حول ضم غور الأردن، وأجزاء من الضفة الغربية، تأتي في إطار "الغوغائية والأكاذيب" التي اعتاد عليها.

وأضاف: عندما قرر مناحيم بيغن تطبيق السيادة الإسرائيلية على الجولان، فعل ذلك في يوم واحد وبالقراءات الثلاث، بدون كلام أو ثرثرة، الأمر الذي يعمق المشاكل السياسية أمام نتنياهو.

اخر الأخبار