في حالة نادرة من التعاون إسرائيل مع حماس..

ملياردير إسرائيلي يعمل على حل مشكلة مياه غزة بعد دعمه للمشفى الأمريكي!

تابعنا على:   13:00 2020-05-08

أمد/ تل أبيب – أ. ب: قدم الملياردير الجورجي الإسرائيلي مايكل ميريلاشفيلي، مقترح لحل أزمة المياه المزمنة في قطاع غزة، من خلال توصيل مئات المولدات التي تنتج مياه الشرب من الهواء الرقيق.

ويقول ميريلاشفيلي، أن شركته واتيرجن (Watergen)، أرسلت الأسبوع الماضي، آلة إلى مستشفى في قطاع غزة في حالة نادرة من التعاون الإسرائيلي الفلسطيني في القطاع الذي تحكمه حماس.

ويضيف: "وضع المياه في غزة مريع، منذ استيلاء حماس على الأراضي الفلسطينية المزدحمة عام 2007، عانى مليون شخص في غزة من حصار معيق للحدود، من قبل إسرائيل ومصر أدى إلى تجميد كل التجارة وأغلب السفر.

وقد أدى الإغلاق الذي دام 13 عامًا، إلى جانب ثلاث حروب بين إسرائيل وحماس، إلى انقطاع التيار الكهربائي المزمن وتدمير البنية التحتية في غزة، مما ساهم في تلوث المياه.

ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن نقص الكهرباء يمنع معالجة مياه الصرف الصحي المناسبة، مما يجبر القطاع على صرف أكثر من 100000 متر مكعب (3.5 مليون قدم مكعب) من مياه الصرف الصحي المعالجة بشكل سيئ إلى البحر المتوسط كل يوم.

وتعتمد غزة على طبقة المياه الجوفية كمصدر رئيسي لمياه الشرب، لكن الإفراط في الاستخراج سمح بتسرب مياه البحر، مما جعل 97٪ من مياه المنطقة غير صالحة للشرب.

وفي مقابلة مع "وكالة أسوشيتد برس"، قال ميريلاشفيلي إنه يريد إرسال المزيد من مولدات المياه إلى غزة "لأنهم جيراننا ومن المؤسف أن ننظر إليهم يعانون من هذا النقص الحاد في المياه".

كما وتحدث ميريلاشفيلي، بعد أيام من تركيب إحدى آلاته على سطح مركز الرنتيسي الطبي في مدينة غزة، قائلًا: "بعد يوم واحد فقط من الولادة، بدأ المولد، وهو مكعب أزرق كبير بحجم آلة البيع تقريبًا، في إنتاج مياه باردة ونظيفة لجناح سرطان الأطفال في المستشفى".

وتشتري معظم الأسر في غزة المياه من البائعين الخاصين الذين يقومون بتحلية المياه في المحطات الصغيرة، لكن الخبراء يحذرون من أن هذه المياه غير نقية، وتقدر اليونيسف أن ثلثي هذه المياه ملوثة بالفعل خاصة وقت توصيلها.

ومن جانبها، تقول نيما عاشور من صندوق إغاثة الأطفال الفلسطينيين، إن الأطفال الذين يخضعون لعلاج السرطان في مستشفى غزة يحتاجون إلى طعام وماء نظيفين لأن نظام المناعة لديهم قد تعرض للخطر، مشيرة إلى أن النقص الحاد في المياه النظيفة يجعل آلة Watergen "مهمة للغاية" للمستشفى.

وبدوره، يقول ميريلاشفيلي إن الأمر استغرق أكثر من عام للحصول على إذن لنقل أول آلة Watergen إلى غزة، إذ تم تسليمها إلى بلدة جنوبية في ديسمبر الماضي لمشروع منفصل.

وتعتبر إسرائيل حصار غزة ضروري لمنع حماس من التسلح، وتفحص عن كثب جميع البضائع الواردة للتأكد من عدم استخدامها لأغراض عسكرية.

وبعد الحصول على إذن سريع لمشروع المستشفى، يعتقد ميريلاشفيلي أن الإجراء سيصبح الآن أسهل وأنه يمكنه توفير ما يكفي من مولدات المياه لتلبية احتياجات مياه الشرب اليومية في الإقليم في غضون عام، يمكن أن تكلف المولدات عشرات الآلاف من الدولارات للقطعة الواحدة.

ومن جانبها، تضيف ووترجن، والتي تبرعت بالجهاز الجديد للمستشفى، أنها مستعدة لبيع أجهزة إضافية لغزة "بخصم كبير".

وبدورها، تقول كوجات، من هيئة الجيش الإسرائيلي المسؤولة عن تنسيق المدنية مع الفلسطينيين، إنها نسقت دخول الآلة إلى غزة، وقال العقيد إياد سرحان، مدير مكتب الارتباط الإسرائيلي مع غزة: "سنواصل العمل على مدار الساعة لمنع تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة".

ويسيطر ميريلاشفيلي، المولود في جورجيا، على إمبراطورية تجارية واسعة تضم الكازينوهات والفنادق والنفط والعقارات وأكبر شبكة اجتماعية في روسيا.

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قضى ثماني سنوات خلف القضبان في روسيا بتهمة الاختطاف التي وصفها بأنها ملفقة، حيث قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في عام 2008 أنه لم يحاكم محاكمة عادلة، ثم أطلق سراحه. يقضي الآن معظم وقته في إسرائيل، حيث هو متبرع بارز.

ونشرت ووترجن (Watergen) آلاتها في أكثر من 60 دولة، تفتقر الدول النامية إلى البنية التحتية للمياه، مثل الهند وأوزبكستان، وفي مناطق الدول المتقدمة التي تعاني من الجفاف، مثل كاليفورنيا.

وتبرع ميريلاشفيلي بالمولد الكهربائي للمستشفى بعد أن اتصل به رجل الأعمال الفلسطيني المقيم في القدس فايز الحسيني، الرئيس التنفيذي السابق لشركة الهاتف المحمول الفلسطينية الوطنية، والذي يملك الآن شركة صغيرة تروج لمشاريع المياه والطاقة الشمسية في غزة.

ويقول الحسيني إنه علم بالحالة الحرجة للمستشفى في فبراير أثناء عمله في مشروع آخر مع صندوق إغاثة أطفال فلسطين، مشيرًا إلى أنه نظر في الخيارات المختلفة وخلص إلى أن آلة ووترجن ( Watergen ) قدمت الحل الأسرع والأبسط، كونها لا تحتاج للأنابيب، ولا تحتاج إلى الخرسانة.

 ويضيف الحسيني إنه بالنسبة لهذا المشروع، أعطت السلطات الإسرائيلية موافقة سريعة لنقل المولد عبر الحدود، وعلى الرغم من عدم وجود تعاملات مع سلطات حماس في غزة، إلا أنه قال إنه لا يتوقع أي مشاكل هناك أيضًا.

وقال "أعتقد أن كلا الجانبين بحاجة إلى سحب الكهرباء ومياه الشرب من على الطاولة". معلقًا: "لا ينبغي أن يكون هذا جزءًا من السياسة".

ومن جانبه، قال باسم نعيم، وزير سابق في حكومة حماس، الذي لم يكن على دراية بالمشروع، إنه يعتقد أنه من الصواب التعاون مع إسرائيل في الأمور الإنسانية التي تؤثر على حياة سكان غزة.

ومن الجدير ذكره، بأن جهاز ووتر جن (Watergen) يعمل بالكهرباء، ولكن بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، سيتم توصيل الماكينة قريبًا بألواح الطاقة الشمسية. في فصل الشتاء، يمكن توصيل الجهاز بمصادر الطاقة التقليدية.

وتعمل الماكينة مثل مزيل الرطوبة، وتستخرج الرطوبة من الهواء وتحولها إلى مياه شرب، الآلة التي يتم إرسالها إلى مستشفى غزة هي نموذج متوسط الحجم وتولد حوالي 800 لتر، أو أكثر من 200 جالون في اليوم، تقول ووترجن (Watergen)، أن أكبر مولداتها يمكنها توفير مياه الشرب النظيفة لآلاف الأشخاص. طورت الشركة أيضًا إصدارًا استهلاكيًا جديدًا للاستخدام المنزلي.

وتم تطوير تقنية ووترجن (Watergen) مبدئيًا للاستخدام العسكري في عام 2009، لكنها حولت التروس إلى الأسواق المدنية بعد أن اشترت Mirilashvili الشركة في عام 2017.

البوم الصور

اخر الأخبار