في ذكرى شهداء فردان ببيروت .. نهج صهيوني لشل الجهد الفلسطيني من خلال تصفية قياداته

تابعنا على:   23:29 2020-04-11

عبدالحميد الهمشري

أمد/ منذ دأبت الحركة الصهيونية وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ مخطط الهجرة اليهودية إلى فلسطين وفرض هيمنتها على الأرض العربية ، انصبت الجهود الصهيو يورو أمريكية على منع وجود قيادات عربية وفلسطينية فاعلة يمكنها من تنظيم العمل العربي والفلسطيني وقيادته نحو بر الأمان وإفشال أيه مخططات ترمي لإضعاف الجهد العربي والفلسطيني القادر على إفشال المخططات التي تنال من أي مجتمع عربي ، وعلى وجه الخصوص المجتمع الفلسطيني ومن يدعمه ، حتى يبقى الفلسطيني عاجزاً ومشلولاً وغير قادر على تحقيق إنجازات لصالح الشعب الفلسطيني على ثراه الوطني وقضاياه العادلة .
وبعد النكبة الفلسطينية انصبت جهود دولة الاحتلال الصهيوني مدعومة بالتأييد اليورو أمريكي مستغلة حالة الانقسام والضعف العربي لتخترقه عبر تسهيلات مقدمة من دول المجتمع الغربي خاصة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وتعمل جهدها على تصفية أية قيادة فلسطينية مؤثرة في الداخل الفسطيني وفي الشتات وقلع الفلسطينيين بتشريدهم من أرضهم ، لأنه وفق الأسس الأربعة التي تقوم عليها المجتمعات والدول تتمثل في وجود شعب وقيادة على أرض تملك اقتصاداً وبنية تحتية تقود لمقاومة واعية ضد مشروع إحلالي احتلالي وقادرة على بناء المجتمع الفلسطيني ، وبث سموم الفرقة في صفوف المقاومين لنشر اليأس والقنوط بينهم .. خاصة بعد تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية ونجاحها في إحياء وجود الشعب العربي الفلسطيني الذي تعرض لظلم المجتمع الدولي بقرارات لا ينفذ منها ما صدر منها لصالحه بل تلك التي يصدر فيها بنود لصالح الاحتلال على مدى ما يزيد عن سبعة قرون.
وقد نجحت دولة الاحتلال بممارساتها الساعية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال استيلائها على الأرض الفلسطينية وتصفية قيادات فاعلة فيها على إضعاف الجهد الفلسطيني وشل قدراته والوصول به في نهاية المطاف لتصفية قضيته بصفقة القرن الترامبية الصفعة لكل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم ..
فهناك قيادات جرى تصفيتها كالشهيد الرمز أبو عمار وأحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي وغيرهم الكثير، لكن ما يهمني هنا في مقالتي هذه ما جرى من انتهاك لحرمات عاصمة عربية وبتوجيه من جولدامائير رئيسة الكيان الصهيوني لاغتيال قيادات فلسطينية ثلاثة في فردان ببيروت في العاشر من نيسان 1973 وهم كمال ناصر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول الإعلام فيها والناطق الرسمي باسمها ، وكمال عدوان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، ومسؤول في الإعلام الفلسطيني وقائد القطاع الغربي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وأبو يوسف محمد يوسف النجار عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”.
وما يلاحظ أن كافة من أقدموا على اغتيال قيادات فلسطينية يتقلدون مراكز قيادية في الدولة العبرية ، مكافأة لهم على ما ينفذون من أعمال إجرامية تنال من القيادات الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

اخر الأخبار