صفقة القرن وصفة لتعطيش الفلسطينيين

تابعنا على:   07:59 2020-03-28

م. مازن سمير البنا

أمد/  اسرائيل ومن خلال ضم المستوطنات الكبرى الموجودة في الضفة الغربية بالإضافة إلى قضم الأراضي الفلسطينية في الجهة الغربية من أراضي الضفة، وكذلك ضم اراضي غور الأردن إليها كما جاء في صفقة القرن إنما أرادت من ذلك الاستيلاء على مصادر المياه المتمثلة في الاحواض الجوفية الثلاثة الشرقي والغربي والشمالي الشرقي، وكذلك مصادرنا المائية المتمثلة في نهر الأردن ومياه الوديان في منطقة الغور والتي تقدر بحوالي مليار متر مكعب سنويا من هذه المصادر مجتمعة. اسرائيل لديها العشرات من ابار المياه الجوفية في المنطقة الشمالية الغربية من الضفة الغربية، والتي تستخرج المياه من الحوض الغربي حيث المياه الجوفية العذبة،

وبالتالي من خلال هذا الأمر الواقع فهي تسيطر على هذه المصادر الفلسطينية. اسرائيل ومن خلال ضمها للمستوطنات المنتشرة في الضفة الغربية فهي أيضاً تسيطر على مصادر المياه الجوفية في الاحواض الاخرى، ومن خلال هذه المناطق تستطيع اسرائيل المراقبة والتحكم بالأنشطة والإجراءات الفلسطينية المائية المتعلقة باستخراج المياه من الاحواضً الجوفية الثلاثة انفة الذكر والتعرف على كميات المياه المستخرج من قبل الجانب الفلسطيني وبالتالي التدخل متى شات لمعالجة هذا الأمر لصالحها. بغض النظر عن الأبعاد الأمنية والعسكرية والاقتصادية فإن عملية الاستيلاء على أراضي غور الأردن وضمها إلى دولة إسرائيل، يقطع اي صلة للجانب الفلسطيني بنهر الاردن وبالتالي تصبح فلسطين دولة غير مشاطئة لهذا النهر وبالتالي حرمان الجانب الفلسطيني من حصته المائية في هذا النهر والتي قدرت وفق اتفاقية جونسون عام 1952 بحوالي 225 مليون متر مكعب سنوياً وذلك يؤدي الى عدم المطالبة بهذه المصادر وعدم مقاضاة اسرائيل على ما اقترفته من سرقة لهذه المصادر على مدار فترة الاحتلال لهذه الاراضي.

ليس هذا فحسب بل ان استيلائها على منطقة الاغوار تعني السيطرة شبه الكاملة على الحوض الشرقي وبالتالي إغلاق آبار المياه الجوفية الفلسطينية في هذا الحوض. إن عملية تبادل الاراضي بين اسرائيل ودولة فلسطين بمعنى إعطاء اسرائيل أراضي المستوطنات في الضفة الغربية ومبادلتها بأراضي في منطقة النقب إلى الشرق من محافظة رفح في قطاع غزة يعتبر مبادلة غير منطقية، حيث مصادر المياه الجوفية والمطرية الوفيرة في الضفة الغربية في المقابل الاراضي الممنوحة شرق القطاع تخلو من مصادر المياه الجوفية والمطرية في مناخ صحراوي تنعدم فيه الحياة. ضم منطقة الاغوار الفلسطينية و المستوطنات و قضم الاراضي من خلال تطبيق صفقة القرن يعني حرمان الفلسطينيين من مصادر المياه الموجودة في الضفة الغربية من خلال تكريس الامر الواقع الموجود حاليا حيث تستولي اسرائيل على اكثر من تسعون بالمائة من هذه المصادر بل ستزيد من سيطرتها و استيلائها عليها و تحرم الفلسطينيين منها و تزيد من تعطيشهم و تبقي على فقرهم المائي.

كلمات دلالية

اخر الأخبار