كورونا وصفقة القرن

تابعنا على:   11:40 2020-03-19

مأمون هارون الرشيد

أمد/ أي كانت اسباب انتشار مرض كورونا ومن وراء انتشارة وطرق انتشار ، وهل هو جولة في حرب مستعرة تدور رحاها بين القوى العظمى لفرض الزعامة لهذا العالم ، أو هى حرب اقتصادية تشتعل بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ، أو هو فيروس انتقل للإنسان نتيجة التهامة للخفافيش في الصين كما يقول البعض ، أي كانت الأسباب فلاشك أن البشرية تواجه خطراً يهدد وجودها من عدو غير معروف وبالتالي غير معروفة وغير محددة وسائل الدفاع ولا وسائل القضاء عليه .
كل حروب الإنسان عبر التاريخ كانت بين أطراف معلومة ومعروفة ، فكان الفرقاء يعدون العدة لمواجهة أعدائهم وتحقيق النصر ، أما هذا العدو الشبح فلازال غير معروف وغير محدد ، ولازالت إمكانية النصر علية صعبة لعدم معرفتنا بهويتة ، وهو لازال يتمدد ويتفشى وبخطى سريعه ومناطق واسعة ، يحصد معه الأرواح ويغلق المدن ، ضارباً البشرية كلها بلا استثناء في تحدي هو الأصعب والأخطر الذي يمر بة هذا الكون ، ولا أحد يعرف كيف يواجهه، أو ما هى ادوات المواجهة، أو كيف ينتصر علية ومتى ، وكم سيكون حصد من الأرواح ، وكم حجم الخسائر التي سيخلفها على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية ، لكن الأكيد أن العالم بعد كورونا سيكون غير ما قبلها .
على الجانب الفلسطيني فنحن نواجه تحدى اخر غير تحدي كورونا الا وهو المشروع الأمريكي الذي اصطلح على تسميته بصفقة القرن والتي تم طرحها قبل ظهور كورونا ورفضها الشعب الفلسطيني وقيادتة لأنها تتجاهل الحقوق الفلسطينية بشكل كبير وتنحاز إلى الرواية الإسرائيلية في تحدي صارخ لمشاعر الفلسطينيين واعتداء صارخ على حقوقهم المشروعة ، وقد حاولت الإدارة الأمريكية ابتزاز العالم للاعتراف بالصفقة والموافقة عليها ، وقد مارست سياسة الترغيب والتهديد على الكثير من الدول لتبني الصفقة والضغط على القيادة الفلسطينية للموافقة عليها ، وبدأت اسرائيل التي وافقت على الصفقة بأجرات تطبيقها على الأرض في سباق مع الوقت لتثبيت الوقائع على الأرض في ظل رفض فلسطيني قاطع للصفقة المؤامرة .
الآن وفي ظل انشغال العالم في مواجهة كورونا يحاول نتنياهو بعد فشلة في الحصول على أغلبية في انتخابات الكنيست الاخيره تؤهله لتشكيل حكومة مما يعني أنة سيذهب الى المحاكمة بتهم الفساد وسياقتة للسجن لامحالة ، في ظل ذلك يحاول وفي مناورة رخيصه يهدف بها خلط الأوراق دفعا للذهاب إلى انتخابات رابعة للكنيست ، يحاول وضع القوى الأخرى في الزاوية أمام ناخبيهم وذلك من خلال محاولة الحصول على تشريع من الكنيست بضم الأغوار الفلسطينية وهو ما يحرج منافسية فإما الموافقة و خسارة الصوت العربي وأما عدم الموافقة وخسارتهم مؤيدهم من الأحزاب الأخرى ، وبالتالي صعوبة تشكيل حكومة فلايكون أمامهم إلا تشكيل حكومة مع نتنياهو أو حكومة طواريء أو الذهاب لانتخابات جديدة ،، ويدرك نتنياهو أن انشغال العالم الان بكورونا هى فرصة مواتية له لاستصدار تشريع من الكنيست بضم الأغوار وغيرها من التشريعات التي لن يلتفت العالم إليها الآن في ظله ما يواجهه العالم من تحديات تستهدف الجميع .
أن الشعب الفلسطيني الذي يواجه تحديات كبيرة وخطيرة تهدد وجودة وقضيتة وحقوقه وكيانة مطالب اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن يوحد صفوفه ويحشد طاقاتة وامكانياتة لمواجهة هذة التحديات قبل فوات الاوان ، وعلينا أن ندرك إذا أردنا أن يكون لنا وجود في العصر القادم ان مابعد كورونا لن يكون كما قبلة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار