مآذن المساجد وأوجه الخير الكثيرة

تابعنا على:   21:04 2020-02-15

عبد الرحمن القاسم

أمد/ لا ينسى أئمة وخطباء المساجد في يوم الجمعة من تذكير جموع المصلين من التبرع وهم خارجين لإتمام بناء مسجد أو بناء مسجد او فرش او إصلاح عطل في هذا المسجد او ذاك او حتى إصلاح جهاز الآذان الموحد وان نسي تجد بعض المتطوعين خارج المسجد يحثونك على التبرع لنفس الأسباب آنفا. وإذا قدر وكتب الله لك الصلاة في المسجد الأقصى في القدس الشريف تجدهم جاؤوا من مختلف مدن وقرى فلسطين كلا يرغبك ويحضك على التبرع لصندوقه وبناء او اصلاح مسجد قريته او حييه او بلدته. ويشعرونك وكأننا في بداية الفتح والدعوة للاسلام وانك تبني جامعا في مجاهل إفريقيا او أقاصي قارة آسيا او سيبيريا, مستندين الى الآية الكريمة "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ"

وحتى لا يساء فهمنا او نتهم باننا نمنع الخير او ضد بناء المساجد او إصلاحها نحن مع بناء وجود مساجد كبيرة وان تكون باكمل حلة من النظافة والصيانة والزينة المطلوبة شرعا.وبما انني لست فقيها ولا ادعي أنني أسجل رأيا فقهيا وبالرجوع الحج "جوجل" والآراء الفقهية المعتبرة لتفسير الآية الكريمة فان المقصود بالاعمار هو كثرة المرتادين للمساجد والحفاظ على صلاة الجماعة وليس كثرة المباني بحيث اننا أصبحنا نجد في الحي أكثر من مسجد وعدا صلاة الجمعة بالكاد يكتمل الصف الأول وان البعض فهم الاعمار بمعنى المبنى الخراساني وتجد ان البعض مشكورا  لديه قطعة ارض دونما او اقل او اكثر يخصصها لبناء مسجد في حييه ليس بعيدا عن مسجد حييه او الحي المجاور كثيرا وتنشط بعدها اللجان بجمع التبرعات لإكمال بناء المسجد والمطالبات بعدها بضرورة وجود خطيب ومؤذن وخادم للمسجد ويعتذر بعض الأئمة المعروفين بالخطابة في تلك الجوامع يوم الجمعة فهم يركزون على الجوامع إن جاز التعبير المركزية.

وهل فعل الخير والصدقة الجارية مقتصر على بناء الجامع وهل التبرع بقطعة الأرض او التبرعات لبناء مدرسة او إضافة جهاز طبي لمشفي حكومي او مركز يعنى بالأيتام او ذوي الاحتياجات الخاصة او علاج مريض سرطان او دفع اقساط جامعية لطالب متفوق في دراسته الجامعية ومتعثر ماليا ليس من أعمال الخير والصدقة الجارية.

هذه التساؤلات أجاب عليها خطيب الجمعة بشكل غير مباشر وهو يحث الناس على التبرع للمساجد قائلا  "المستشفيات وحالة الناس هناك وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية و..."ناسيا أيضا هناك وزارة أوقاف والشؤون الدينية وان عمارة المساجد تكون بكثرة المرتادين واعمارها بشريا وليس بالكتل الخراسانية شبه الفارغة.

وإذا تمسك البعض بضرورة التخفيف على الناس وكبار السن وان أرضه وقفا للأوقاف فما الضير بان يكون مصلى في كل حي وحارة وعمارة سكنية وان تكون صلاة الجمعة بالجوامع الكبيرة وان نحث الناس على الإنفاق في أوجه خير كثيرة أهم من القول ان مئذنة مسجد الحي اعلى من مئذنة الحي المجاور والمبالغة في كبر حجم مسجد لن يضيق بعدد المرتادين لا يوم الجمعة ولا في صلاة العيدين.

وان حديث الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم"..وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، وأَيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ..."

 

اخر الأخبار