السلطة وفرصة قلب الطاولة في وجه الكيان

تابعنا على:   11:23 2019-10-22

رامز مصطفى

أمد/ فرصة فرضتها التطورات الأخيرة في المشهد الإقليمي ، بدءاً من اليمن ، وما شهدته منشأت النفط في السعودية من قصف لشركة أرامكو من قبل الطائرات المسيرة لأنصار الله والجيش اليمني ، وبالتالي الفشل الأمريكي في التهويل على إيران ودفعها إلى الهرولة لإستجداء مفاوضات مع إدارة الرئيس الأمريكي ترامب . هذا أولاً ، أما ثانياً ، القلق الذي ينتاب الكيان الصهيوني من الحضور المتزايد لإيران في المنطقة ، عبر ما يسمونه أذرع إيران في العراق ولبنان وفلسطين واليمن ، والتي أصبح في مقدورها تهديد الكيان وعمقه بحرب الصواريخ . أما ثالثاً ، ما شهده ويشهده شمال شرق سوريا ، من انسحاب أمريكي ، متخلياً عن التزاماته اتجاه الكرد هناك ، وعنوانهم ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية " قسد " ، الأمر الذي اعتبره قادة الكيان وعلى الرغم من تطمينات وزير الخارجية الأمريكي بومبيو ، الذي زار الكيان قادماً من تركيا ، أن إدارة الرئيس ترامب تصرفت بشكل غير مسؤول ، بل هي خيانة ، لا يمكن الركون أو التنبوأ بما قد يقدم عليه الرئيس ترامب ، الذي قد يخلي وينسحب من عموم المنطقة ، تاركاً الكيان إلى مصيره .
ما سبق يمثل مجموعة من التحديات الجدية التي يواجهها اليوم الكيان الصهيوني ، وما كان يركن إليه قادة الكيان منذ ما يسمى ب" الربيع العربي " ، بأن المنطقة بمجموعها أيلة إليهم عبر صفقات التطبيع ، والقضاء على محور المقاومة بعد إسقاط الدولة السورية كما كانوا يمنون أنفسهم . لكن الوقائع والتطورات جاءت لتعاكس هذه الرغبة وتلك الأهداف التي عمل عليها الكيان ومن خلفه الولايات المتحدة وجوقة الرجعية العربية المتحالفة معها . لتتحول تلك السياسات للإدارة الأمريكية كابوس يلاحق الكيان وقادته ومستوياته العسكرية والأمنية والحزبية .
هذه التحديات المقلقة للكيان تفترض بالسلطة الفلسطينية ورئيسها السيد محمود عباس تلفقها ، ومن ثم العمل على قلب الطاولة بوجه الكيان من خلال الترجمة العملية لمجموع القرارات المتخذة بما فيها الخروج من اتفاقات " أوسلو " والتزاماتها الأمنية والاقتصادية . لأن ما يعانيه الكيان من مآزق وتحديات تمثل الفرصة المؤاتية والذهبية ، من أجل تعميق مأزق الكيان . وحتى لا تفهم أن الانتخابات القادمة التي دعا إليها رئيس السلطة هي محاولة لمد طوق النجاة لهذا الكيان . اليوم مدعوة السلطة إلى غضّ النظر عن إجراء تلك الانتخابات ، خصوصاً أنها تضرب بعرض الحائط موضوع إنهاء الانقسام عبر الرؤية التي تقدمت بها الفصائل الثمانية في قطاع غزة ، بما يُرسم عملياً الانقسام الجغرافي بين الضفة والقطاع إلى غير رجعة . هذا من جهة ومن جهة ثانية وكأن هذه الانتخابات إعادة انتاج لشرعيات ، استعداداً لاحتمال استئناف المفاوضات بينها وبين الكيان .
 

اخر الأخبار