انتخابات الكنيست : أرباح القوائم وخساراتها بين نيسان وأيلول

تابعنا على:   20:11 2019-10-06

أمد/ للمرة الأولى، تعاد انتخابات الكنيست في العام ذاته. وقد تم حل الكنيست بعد 50 يوما على انتخابات نيسان/أبريل الماضي، بعدما عجز بنيامين نتنياهو، رئيس الليكود، عن تشكيل الحكومة. بسبب امتناع ليبرمان وحزبه عن دخولها.
ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على الأجواء التي جرت فيها الانتخابات «الجديدة»، بسبب حالة الاستقطاب الحاد الذي قَسَمَ المشهد الحزبي الصهيوني في إسرائيل إلى معسكرين متقابلين، ومارافق هذا الاستقطاب من تجاذبات, وتصريحات دلت على أن السباق الانتخابي بات في هذه المحطة معركة «كسر عظم» بين الطرفين.
في هذه الانتخابات، احتل شعار «إسقاط نتنياهو» المكان الأول على يافطات قوائم وأحزاب مختلفة. وخروج ليبرمان من تحت عباءة نتنياهو بتشديد خطاب خصومه على ضرورة إخراجة من منصة قيادة أي حكومة قادمة أو التفرد بها. وبات الحديث عن «ليكود من دون نتنياهو» يتردد كثيرا في أوساطها، مضيفة إلى تأثير «تمرد» ليبرمان على إضعاف فرص نجاحه بتشكيل الحكومة، شبح التحقيقات القريبة معه بتهم الفساد.
«كشف حساب»
لأن السياق السياسي الذي جاءت في إطاره المحطتين الانتخابيتين المتعاقبتين هو نفسه، فقد تركز بحث المراقبين والمحللين على رصد المقارنة ما بين نتائج هاتين المحطتين، وفيما إذا ستؤدي نتائج الانتخابات الأخيرة إلى مسار مختلف عما وصلت إليه سابقتها، والذي أدى إلى حل الكنيست وإعادة الانتخابات، فيما يلي ملخص قراءة أجراها محللون قارنت مابين نتائج كل قائمة في المحطتين الانتخابيتين :
• حصل «أزرق أبيض» على نحو 26% من الأصوات، بزيادة 8 آلاف صوت،ولكنه خسر مقعدين، عن الانتخابات السابقة بحصوله على 33 مقعدا.ويعود هذا إلى عدة أسباب منها ارتفاع «ثمن المقعد» من 35871 صوتا في الانتخابات الماضية إلى 36921 في هذه الانتخابات، إلى جانب اقتراب قوائم أخرى من اكتساب مقعد إضافي بحصولها على «كسور» أعلى من مما حصل عليه « أزرق ـ أبيض»، ولديها في الوقت نفسه فرص أفضل في الاستفادة من اتفاقات «فائض الأصوات» التي وقعتها مع قوائم أخرى، وهي حسبة دقيقة ومعقدة في النظام النسبي الذي تقوم عليه الانتخابات الإسرائيلية.
• تضمنت قائمة الليكود في هذه الانتخابات حزب «كلنا» المنحل برئاسة موشيه كحلون، والذي حصل في نيسان الماضي على نحو 153 ألف صوت، وكان للحزبين معا للحزبين 39 مقعدا، ما يعني أن القائمة خسرت حاليا 167 ألف صوت، وأيضا 7مقاعد، وبقي الليكود وكلنا مع 32 مقعدا. هذا عدا الدعم الافتراضي الذي حصل عليه الليكود من حزب «زهوت» (الهوية) بزعامة موشيه فيغلين، الذي انسحب من المنافسة مقابل منصب وزير في حكومة نتنياهو، في حال تم تكليفه بتشكيلها. وقد حصل «زهوت» في نيسان الماضي على 118 ألف صوت.
• حصلت «القائمة المشتركة» على 13 مقعدا، وهو العدد ذاته الذي حققته في انتخابات العام 2015. وهو أكثر بـ 3مقاعد عما حققته القائمتان العربيتان اللتان شاركتا في الانتخابات الماضية بعد فشل إعادة تشكيل «المشتركة»، التي حققت أيضا فائضا بنحو 5 آلاف صوت في هذه الانتخابات. واستقطبت القائمة المشتركة نحو 82%- 83%، من أصوات فلسطينيي الـ48.فيما انخفضت بالمقابل نسبة تصويت الفلسطينيين للأحزاب الصهيونية إلى ما دون 18% مقابل نحو 30% في انتخابات نيسان الماضي.
• قائمة «شاس»،(حريديم شرقيين «سافارديم») حققت زيادة في الأصوات مقدارها 71 ألف صوت.
• كما حققت «يهدوت هتوراه»، التي مصدر 95% من أصواتها من جمهور الحريديم الأشكناز، 20 ألف صوت زيادة، وحافظت على مقاعدها الـ 8.
• الخسائر بالأصوات ظهرت في معسكر اليمين الاستيطاني، الذي حصل في نيسان الماضي على ما مجموعه 416 ألف صوت بثلاث قوائم، واحدة فقط تمثلت بالكنيست بخمسة مقاعد. إلا أن القائمتين اللتين مثلتا التيار الديني الصهيوني الاستيطاني في الانتخابات الأخيرة، حصلتا معا على 343600 صوت، منها أكثر من 260 ألفاً لقائمة «إلى اليمين» التي تمثلت بسبعة مقاعد، والباقي، أكثر من 83 ألفا، لقائمة «عوتسما يهوديت» التي لم تتمثل.
• وازدادت أصوات حزب «إسرائيل بيتنا» ، بنحو 137 ألف صوت، وثلاثة مقاعد إضافية، لتصبح قوته 8 مقاعد، جاءت على حساب الليكود أساسا، وأيضا على حساب تحالف «إلى اليمين».
• وحصلت قائمة «العمل ـ غيشر»، على 6 مقاعد، عدد المقاعد ذاته التي حصل عليها حزب العمل وحده في انتخابات نيسان، ولم يضف له التحالف مع حزب «غيشر» برئاسة النائبة أورلي ليفي سوى زيادة 22 ألف صوت.
• أما التحالف بين حزب ميرتس وحزب «إسرائيل ديمقراطية»،الذي أسسه إيهود باراك، فقد أضاف مقعدا واحدا لما كان لميرتس في انتخابات نيسان، وبات للتحالف 5 مقاعد، وزيادة أكثر من 35 ألف صوت للقائمة.
• على الرغم من عدم دخولها الكنيست، حصلت «عوتسما يهوديت» على 83266 صوتا، وهذه زيادة بنسبة 6ر24% عن الأصوات التي حصلت عليها الحركة في انتخابات 2013، حينما خاضت الانتخابات بقائمة مستقلة؛ في حين خاضت انتخابات 2015 بتحالف مع الوزير الأسبق المنشق عن حركة شاس إيلي يشاي، وحصلت تلك القائمة على حوالي 127 ألف صوت، ولم تجتز نسبة الحسم أيضا في ذلك الوقت.
• وفق النتائج الرسمية ، هبط تحالف الليكود مع شركائه الفوريين، وبضمنهم افتراضيا حزب أفيغدور ليبرمان، من 65 مقعدا في انتخابات نيسان إلى 63 مقعدا في انتخابات أيلول الأخيرة. وهبط تحالف نتنياهو من دون ليبرمان من 60 إلى 55 مقعدا.
الحريديم تجاوزوا قوتهم النسبية
ازداد تمثيل كل من حزبي المتدينين الحريديم «يهدوت هتوراه» و«شاس»، مقعدا واحدا عن الانتخابات الأخيرة وبأربعة مقاعد (لكليهما) عن الانتخابات التي جرت في العام 2015. فقد ارتفع تمثيل حزب شاس في هذه الانتخابات إلى 9 مقاعد، مقابل 8 مقاعد في انتخابات نيسان الماضي و7 مقاعد في انتخابات 2015؛ بينما ارتفع تمثيل حزب يهدوت هتوراه إلى 8 مقاعد في هذه الانتخابات، مقابل 7 مقاعد في انتخابات نيسان الماضي و6 مقاعد في انتخابات 2015.
بهذا يكون حزبا الحريديم قد فازا معاً بـ 17 مقعداً في الكنيست الـ 22، مقابل 15 مقعداً في الكنيست الـ 21 (انتخابات نيسان الماضي) و13 مقعداً في الكنيست الـ 20 (انتخابات آذار 2015)، وهو ما يشكل الإنجاز الأكبر الذي يحققه قطاع محدد من سكان إسرائيل في هذه الانتخابات.
ويشكل الحريديم نحو 12% من مجموع السكان في إسرائيل، لكنّ نسبتهم من بين مجموع أصحاب حق الاقتراع في إسرائيل تبلغ، حسب معطيات غير رسمية، نحو 10% فقط، ويفترض أن تكون قوتهم البرلمانية النسبية 12 مقعداً في الكنيست، بينما فازوا، في الواقع، بـ 17 مقعداً، أي بزيادة نحو 50% عن وزنهم النسبي المفترض.
توقعات المكتب المركزي الرسمي للإحصاء في إسرائيل تشير إلى أن الحريديم سوف يشكلون 32% من مجموع السكان في إسرائيل حتى العام 2065، ما يعني أن عدد أعضاء الكنيست الممثلين لأحزاب الحريديم سيزداد بمقعدين اثنين في كل أربع سنوات، طبقا للتوقعات!
• استنادا إلى احصاءات وتحليلات للكاتبين برهوم جرايسي وأنطوان شلحت، نشرت في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية «مدار» ـ 25/9/2019.

كلمات دلالية

اخر الأخبار