هل كان رد نتنياهو على صواريخ أشدود حرباً

تابعنا على:   10:28 2019-09-16

محمود مرداوي

نعم دولة المؤسسات تحمي الدولة ومصالحها من المجازفات وردات الفعل المتهورة ،لكن هذا ما حصل فعلا؟
المستشار القضائي "أفيشاي مندليبليت" يمنع ضربة قوية في غزة رداً على صواريخ أشدود، مستنداً على قانون سنه مؤخراً الكنيست يحظر على رئيس الوزراء إعلان الحرب دون العودة للمجلس الأمني السياسي المصغر . 
علماً أن نتنياهو كان يُصر على أن يُثبت حق رئيس الوزراء باتخاذ قرار الحرب دون العودة للكابينيت ، لكن الأجهزة الأمنية خارج الخدمة والتي على رأس عملهم رفضوا فتراجع نتنياهو عن طلبه .
المستشار القضائي من حقه منع إعلان الحرب وفق القانون إلا من خلال انعقاد الكابينيت، وهو ما حصل فعلاً .
وفي الكابينيت الذي حضره طاقم نتنياهو المقرب رئيس الأمن القومي مئير بن شبات، وسكرتير نتنياهو العسكري آفي بلوت،  وكبار المسؤولين المعنيين في المؤسسات العسكرية والامنية- رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي أفيف كوخافي، ومدير الشاباك نداف أرغمان، ورئيس الموساد يوسي كوهين، ومدير المخابرات العسكرية تامير هايمان ،تم استيعاب الأمر وتقرر الرد الذي شاهدناه .
اللافت من هذا المقال أمور عدة يجب أن نسلط الضوء عليها :
1- من أطلق الصواريخ على أسدود وهو يعلم أن نتنياهو في أسدود يعقد مؤتمراً انتخابياً يرتبط بمصيره السياسي والشخصي يعلم أنه قد يتسبب في حرب.
2- "تحزيك أوتي" امسكني وإلا سأضرب، هذا ما حدث لنتنياهو في تلك الليلة ، ولم يقصد نتنياهو رداً مختلفاً عن الذي شاهدناه .
3- قرار الكابينيت متعلق بإعلان الحرب الصريح ولا يقيد رئيس الوزراء بأي رد عسكري قد يفضي وينشئ بيئة تؤدي للحرب .
4-نتنياهو هو من يختار من يحضر من غير أعضاء الكابينيت الاجتماع، فلو كان معنياً في الحرب لما أحضر سكرتيره ورئيس الاستخبارات العسكرية، ورئيس مجلس الأمن القومي واكتفى بحضور رئيس هيئة الأركان. 
5- نتنياهو يحول المحنة الانتخابية إلى منحة تصويتية في تسريب هذا الخبر للتغطية على تردده لاعتبارات انتخابية ، وإرسال رسالة لغزة " مش كل مرة بتسلم الجرة" 

في النهاية علينا استحضار من هم أعضاء الكابينيت حتى لا يذهب أحد في تحليله بعيداً  ونفهم ما يدور بالضبط، خاصة أن ضربة عسكرية قوية لا تعني الحرب وقد تجلبها، ونتنياهو يستطيع فعل ذلك دون مخالفة للقانون .
ولو فرضنا أن نتنياهو صادق فهل موشيه كحلون وجالنت وموشيه كتساڤ وميري ريجپ وجلعاد أردان مع مئير بن شبات وسكرتيره ويوسي كوهين رئيس الموساد ذراعه اليمين يخالفون له رأي ؟
طبعا بالقطع لا ويستطيع أن يمرر ما يشاء ، ولم يجد معارضة لذلك 
إلا الحاخام رافي بيرتس وسموتريتش وزير المواصلات فقط .

فهذا المقال لا يعدو في تسريبه وديباجته تخريج لكبوة نتنياهو قبل الانتخابات بساعات ، ولا ندري ما الذي سيفعله نتنياهو مع التجمعات الاستيطانية في الشمال على الحدود مع لبنان وفي الجنوب بالقرب من غزة من أجل أن يضمن الحصول على أصواتهم .

اخر الأخبار