لا محور سوى محور القدس

تابعنا على:   18:59 2019-07-26

صالح عوض

يحلو لبعض المثقفين والكتاب استخدام مصطلح يروج هذه الايام محور المقاومة ودول الممانعة.. وينساق البعض في ترديد المصطلح وهو يسير بالناس نحو استقطابات مخلة تلقي باثرها الرديء على وحدة الامة وتواصلها والاستفادة من طاقاتها و في هذا المجال لابد من شرح الموضوع وتبعاته
من هو محور المقاومة؟وماهي وظائفه؟
نسأل الراي العام والمراقبين والمحللين والمفكرين مقاومة ضد من؟ ضد اسرائيل ام في الداخل العربي والاسلامي" الانظمة الملكية والتيارات الوهابية"؟ ام ضد الاثنين معا ؟ وما هو الاسم اللائق على من لايتفق مع التفسير هذا او ذاك لمحور المقاومة؟
هناك خلل واضح في جبهة محور المقاومة المعلن عنه على اعتبار انه ايران وسورية وحزب الله وحماس والجهاد والحوثيين والحشد الشعبي وحزب الله العراقي وعصائب الحق العراقية والمعارضة البحرينية..
فسورية لا تقبل بحماس وتتهمها بالخيانة.. وحماس لا تحمل ودا للنظام السوري وراهنت على اسقاطه وسعت الى ذلك علميا..
حماس مع الاصلاح الاخواني في اليمن ولن تكون مع الحوثيين باي حال..
الحوثيون يهتفون للقدس ويم القدس والاقصى ويهتفون ضد الكيان الصهيوني والعدوان الامريكي ويقصفون السعودية بطائرات مسيرة ولا يقصفون اي هدف امريكي او اسرائيلي في البحر الاحمر عند بواب المندب وهو اقرب اليهم من السعودية..
ايران مع الاسد والحوثيين.. ممكن يفهمونا من هو محور المقاومة
الحشد الشعبي ضد الدواعش حسب قوله ودمر الموصل ويستقوي على الفلوجة والانبار.. ووضع شرخا بنيويا في النسيج الاجتماعي العراقي
والجماعات المعارضة في البحرين ضد الملك والحكم ..
.. فان كانت هذه هي عناصر محور المقاومة فهذا اسم جديد لماع يغطي طبيعتها ومهمتها ووظيفتها.. ويبدو ان حماس والجهاد فقط هما القوتان السنيتان اللتين ينضويان في هذا المحور رغم ان حماس تضع رجلا فيه ورجلا اخرى في اسطمبول وقطر
هنا تطرح الاسئلة بكل جراة وصراحة:
هل يمكن لمحور المقاومة ان يكون متناقضا فيما بينه في طبيعته واهدافه؟ ام انه فقط قبل بوضع حماس والجهاد لضرورة سياسية فقط ويبقة تكوينه الثقافي من لون واحد؟
هل يكون لمحور المقاومة الانشغال بالاوضاع الداخلية في البلدان العربية والاسلامية ولا يشتبك مع اسرائيل اذن هي مقاومة ضد من؟
هل يمكن ان يظل اسم محور المقاومة موجودا بعد الموقف السوري الواضح بانه لن يقبل بوجود تحالف مع حماس؟ فاين نضع حماس؟ واين نضع النظام السوري؟
لايوجد مشترك بين من يسمون اليوم محور مقاومة الا العلاقة الطيبة بايران وهذا لايكفي ابدا.. فالمفترض محور المقاومة يبنى على المواجهة مع العدو الصهيوني ولهذا فان تسمية محور المقاومة اليوم غير علمية.
انا لست مؤمنا بوجاهة تسمية محور مقاومة ولا احبذ استخدامه لانه يفرق الامة فماذا نقول مثلا عن الجزائر والكويت وباكستان وتركيا اين نضعها في اي محور.. ؟ لقد جربنا التسميات المفرقة بين تقدمية ورجعية ومرة اخرى بين الصمود والتصدي وسواها والان بين الممانعة وسواها..
اذن فان كان لابد من استخدام كلمة محور فلتكن فقط محور فلسطين محور القدس فهذا عنوان جامع للامة بسنتها وشيعتها بعربها وعجمها الاقرب له بقول او عمل فهو االاقرب الى محور القدس والابعد عنه بقول او فعل هو اقرب لمحور الكيان الصهيوني

كلمات دلالية

اخر الأخبار