طريقتان وقراءتان للوضع الفلسطينيّ الراهن: هل من مصالحة ممكنة بينهما؟

في احتساب الوضع الراهن في المشرق العربيّ، وفي ما يتعلّق بالقضيّة الفلسطينيّة خصوصاً، هناك اليوم طريقتان وقراءتان. إنّهما متعارضتان ظاهريّاً لكنّهما صائبتان وقابلتان، على الأرجح، للجمع في حسبة واحدة. الأولى تشدّد على قوّة إسرائيل العسكريّة وعلى تقنيّاتها الحربيّة وسلاحها النوويّ وصِلاتها بدول العالم المؤثّرة، فضلاً عن اقتصادها المتطوّر. وهي تضيف: ل

01 يوليو 2021

عن ظاهرة منصور عبّاس المزدوجة...

شهدت الدولة العبريّة، بعد انتخاباتها الرابعة والأخيرة، سابقةً رمزُها هو النائب العربيّ منصور عبّاس. التقدير هذا يبقى صحيحاً بغضّ النظر عمّا إذا كان بنيامين نتانياهو سينجح في تشكيل حكومة جديدة أم أنّ الإسرائيليّين سوف يتوجّهون إلى انتخابات خامسة. ذاك أنّ عبّاس أبدى الاستعداد لتأمين الدعم والغطاء لحكومة جديدة من اليمين الصهيونيّ يرأسها زعيم «لي

25 ابريل 2021

تغيّر معنى القضيّة الفلسطينيّة: لمَ الاستغراب؟

تعرَّض المشرق العربيُّ، ولا يزال، لتحوُّلات أخذت شكلَ العواصف المتلاحقة. على مدى سنوات تقلُّ عن عقدين، تغيَّر كلّيّاً العراق وسوريَّا، وها هو لبنان يجتاحه تغيُّر نوعيٌّ. البعض القليل من هذه التغيُّرات كان إيجابيّاً. البعض الكثير كان سلبيّاً. بعض ثالث لا يزال يشوبُه الغموض. في عراق 2003، وبحجج غير قانونيَّة وبقدر معتبر من الأكاذيب، أسقط الأميركيّ

27 سبتمبر 2020

اللاساميّة واللافلسطينيّة...

نعلم جيّداً أنّ الصراع العربي – اليهودي على فلسطين أنتج، بين ما أنتجه، عداءً عربيّاً لليهود. هذا العداء لم يكن من طينة ما عرفته أوروبا، حيث نهضت اللاساميّة على خرافات محضة كمثل تسميم الآبار و«فطيرة صهيون»، فضلاً عن اتّهامهم بصلب يسوع المسيح. هنا، في الشرق الأوسط، كان النزاع على معطى فعليّ: إنّه على الأرض. شيء آخر ميّز بين العدا

10 مايو 2020

"حزب الله" وأصدقاؤه...

أهمّ ما في الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله هو الانتقال من الإنكار إلى الإقرار. الإنكار كان يعني صورة عن الحزب بوصفه يخوض قتالاً لوجه الحقّ والحقيقة، قتالاً لا يعبأ بتوازنات القوى ويتوّجه تحقيق «الوعد الصادق». هذه الصورة كانت تتيح مصادرة التحدّث باسم الشعب اللبناني وتهديد أعداء الحزب الذين يصوّرهم أعداءً للبنانيين. كانت تتيح له أيضاً

25 مارس 2020

وداعاً لليسار الإسرائيلي القديم

من يتخيَّل إسرائيل بلا يسار؟ حزب العمل (ماباي يومذاك) هو الذي أنشأها. لثلاثة عقود ظلَّ يحكمُها وحده. أبرز رموز الدولة جاءوا من بيئة اليسار العمَّالي: بن غوريون، غولدا مائير، رابين، آلون، دايان، بيريز... اليوم، هذا كلّه تاريخ. في الانتخابات الأخيرة، نال كلٌّ من حزبي اليسار، (العمل) و(ميريتز)، 3 مقاعد. هذا التحالف نفسه نشأ لتجنّب الفضيحة: ألا يتجا

18 مارس 2020

... من أجل تسييس المشكلة الفلسطينية

حين تستطيع إيران أن «تمثّل» القدس وفلسطين، فهذا يطرح مشكلة تتعلّق بالمشكلة الفلسطينية وبطرق فهمها. والحال أنّ إيران ليست أوّل عابر سبيل «يمثّل» فلسطين، ولا أفدح من تصدّى لذلك. يكفي التذكير بأنّ حافظ الأسد استطاع أن يفعل الشيء نفسه، ويبلغ فيه ما لم يبلغه سواه. جيشه وتابعوه قتلوا من الفلسطينيين عدداً فاق العدد الذي قتلته إس

08 سبتمبر 2019

صعود المسيحية السياسية في لبنان وهبوطها

إبّان الحرب العالميّة الثانية، مالت عواطف المسيحيين اللبنانيين إلى «فرنسا الحرّة» وديغول. القوميّون العرب والقوميّون السوريّون تعاطفوا مع حكومة فيشي. تلك كانت إشارة إلى أنّ وعي المسيحيين اللبنانيين كان لا يزال أميناً لمحطّتين تقدّميّتين سابقتين: الأولى ما عُرف بـ«النهضة العربيّة»، اللغويّة والثقافيّة، التي بدأت أواخر القر

28 يوليو 2019

فلسطينيّو لبنان ولبنانيّو فلسطين...

قبل إجراءات وزارة العمل اللبنانيّة وبعدها، وبها ومن دونها، هناك مشكلة تطال الفلسطينيين في لبنان. بعض خلفيّاتها كامن في حروب الماضي القريب وأشباحه. بعضها كامن في صوَرٍ عن الحاضر والمستقبل ترسمها عواطف وانحيازات شتّى. لكنْ يبقى أنّ الحجج المطروحة مطروحة للإثارة لا للإقناع. فإذا كان معظم السوريين حديثي الوفادة فالفلسطينيّون يعود تاريخ نزوحهم إلى قيام

21 يوليو 2019

تفاهم "التيار" و"حزب الله" أصل الأزمة الراهنة

يصعب ردّ التوتّر الذي ضرب لبنان مؤخّراً إلى عامل واحد وطرف وحيد. يصعب ردّه إلى شعور فئة بالحصار أو رغبة فئة بالتسلّط في معزل عن الخلفيّة المشتركة بين الحالتين. الخلفيّة هي «تفاهم مار مخايل» بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» الذي يجوز اتّهامه بأنّه الحاضن الأهمّ لكلّ توتّر يطرأ، والتفعيل الأبرز لأي جموح أهلي

07 يوليو 2019

اخر الأخبار