طهران: خرجت فائزة رفسنجاني، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، بتصريحات جديدة حول وفاة والدها. وقالت فائزة خلال البرنامج الحواري "إي كاش" على قناة "إيران حرة" بمنصة تليغرام، إن وفاة والدها لم تكن طبيعية بل نتيجة "اغتيال".
كما أضافت خلال المقابلة مساء يوم الثلاثاء: "البعض يقول إسرائيل أو روسيا، لكنني أعتقد أن الأمر داخلي"، مردفة أن أباها كان "عقبة أمام بعض الشخصيات التي رأت أنه يجب التخلص منه".
"كان يقف إلى جانب الشعب"
إلى ذلك، شددت فائزة على أنه بعد وفاة والدها "تدهور الوضع في البلاد إلى ما هو عليه الآن". وقالت إن رفسنجاني "كان يقف إلى جانب الشعب، وبسبب مكانته العالية لم يكن بالإمكان اعتقاله، لذا كان لا بد من إقصائه".
كما تحدثت عن دور والدها في الانتخابات، موضحة أنه عندما كان مرشحاً، "كان الإصلاحيون يدعمونه وغالباً ما كانت النتائج تصب في مصلحته"، مبينة أنه "حتى عندما تم استبعاده أو وُجّهت له اتهامات، كانت النتيجة النهائية تصب لصالحه".
وفي المقابلة الأخيرة، حمّلت فائزة أعلى المستويات في النظام الإيراني مسؤولية مقتل والدها. وعندما سألها الصحافي: "من الذي قتل والدك؟"، أجابت بسخرية لافتة: "ومن الذي قتل أمير كبير؟" في إشارة إلى رئيس الوزراء الإصلاحي في عهد القاجاريين الذي أُعدم بأمر من ناصر الدين شاه عام 1852.
وعبّرت عائلة رفسنجاني مراراً عن قناعتها بأن وفاته لم تكن طبيعية، مشيرة إلى سلسلة من الملابسات الغامضة: تأخّر نقله إلى المستشفى، غياب تسجيلات كاميرات المراقبة من المسبح ومكتبه، تجاهل طلب الأسرة إجراء تشريح للجثة، الإسراع في دفنه، ثم اختفاء مذكراته ووصيته من خزنة مكتبه بعد الحادثة مباشرة.
وفي عام 2019، كشفت ابنته الأخرى، فاطمة هاشمي، أن شخصين حذّراها قبل شهرين من وفاته من أنّ والدها "سيُقتل بطريقة تبدو طبيعية".
رغم ذلك، خلص التحقيق الرسمي الذي قاده علي شمخاني، الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني، إلى أن الوفاة كانت "طبيعية تماماً ولا يشوبها أي غموض".
كان رفسنجاني قد لعب دوراً محورياً في تولية علي خامنئي منصب المرشد الأعلى عام 1989، حين أقنع مجلس خبراء القيادة بأن صفة المرجعية الدينية ليست شرطاً ضرورياً للقيادة. وادّعى لاحقاً أن الإمام الخميني أوصى بخامنئي خلفاً له.
لكن العلاقة بين الرجلين تدهورت بشدة بعد انتخابات 2009، عندما أعلن خامنئي دعمه العلني لمحمود أحمدي نجاد ضد خصمه رفسنجاني، قائلاً إن مواقف أحمدي نجاد "أقرب إلى رؤيتي من أي مرشح آخر، حتى من صديقي منذ خمسين عاماً".
وبحسب المحلل السياسي المقيم في برلين مهدي زاده، فقد بدأ رفسنجاني بعد عام 2016 يعبّر صراحة عن ندمه لاختياره خامنئي مرشداً، ما زاد الضغوط عليه وأثار تحذيرات من مقربين له بشأن تهديدات محتملة لحياته.
ولفت مهدي زاده إلى خطاب ألقاه خامنئي يوم وفاة رفسنجاني، ألمح فيه إلى انتقاده دون أن يسمّيه، مستخدماً تورية على اسمه الأول "أكبر" الذي يعني "الأعظم" أو "الأكبر"، حين قال إن الجمهورية الإسلامية قد تتعرض للضرر إذا تحوّل "الأخ الضال" إلى "الشيطان الأكبر" الذي يُضلّ الناس.
وأثناء صلاة الجنازة، لاحظ كثيرون أن خامنئي حذف العبارة التقليدية التي يشهد فيها الإمام على أن الفقيد "لم يُرَ منه إلا الخير والإحسان"، في إشارة فسّرها البعض بأنها تعكس فتوراً واضحاً في العلاقات بين الرجلين حتى اللحظة الأخيرة.
تصريحات جديدة لفائزة رفسنجاني: "اغتالوا والدي"
        تاريخ النشر : 2025-10-30 21:32
                 
                